تمر اليوم ذكرى رحيل الباحث والفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 24 سبتمبر عام 2003م، وقد لقب بـ"الصوت الأكثر قوة" لأجل الفلسطينيين، كما يعد أحد أهم المثقفين الفلسطينيين وحتى العرب في القرن العشرين سواءً من حيث عمق تأثيره أو من حيث تنوع نشاطاته، ويعتبره البعض من أهم عشرة مفكرين تأثيراً في القرن العشرين.
ولد إدوارد سعيد، في فلسطين، لعائلة مسيحية بروتستانتية، وخدم والده في الجيش الأمريكي مما منحهم الجنسية الأمريكية، وتلقى تعليمه في مدرسة القديس جورج الأنجليكانية في القدس عام 1947، ثم في كلية فيكتوريا في مصر، وبعدها درس في نورثفيلد ماونت هيرمون في ولاية ماستشوستس، حيث تفوق أكاديميا.
كان إدوارد سعيد من أكثر المدافعين عن الحقوق في الولايات المتحدة، فقد شارك خلال حياته في مظاهرات من أجل الحقوق السياسية واستقلالية الفلسطينيين، مما جعله يستحق لقب "الصوت الأكثر قوة" بجدارة، كما وضع إدوارد سعيد نظريات في الموسيقى وألف عدة كتب عنها، وقد أظهر اهتماما كبيرا بالسياسة وعمل كعضو مستقل في المجلس الفلسطيني الوطني.
شهرة إدوارد سعيد
نال إدوارد سعيد شهرة واسعة بكتابه "الاستشراق" المنشور سنة 1978، وفيه قدّم أفكاره واسعة التأثير عن دراسات الاستشراق الغربية المختصة بدراسة الشرق والشرقيين، وقامت أفكاره على تبيان وتأكيد ارتباط الدراسات الاستشراقية وثيقاً بالمجتمعات الإمبريالية معتبراً إياها منتجاً لتلك المجتمعات ما جعل للاستشراق أبعاداً وأهدافاً سياسيةً في صميمه وخاضعاً للسلطة ولذلك شكك بأدبياته ونتائجه، وقد أسس أطروحاته تلك من خلال معرفته بالأدب الاستعماري، وفلسفة البنيوية و "ما بعد البنيوية" ولاسيما أعمال روادهما مثل ميشيل فوكو وجاك دريدا.
حازت مذكراته "خارج المكان" المؤلفة سنة 1999 على العديد من الجوائز مثل جائزة نيويورك لفئة الكتب غير الروائية، كما حاز سنة 2000 جائزة كتب "أنيسفيلد-وولف".
بقي إدوارد سعيد نشطاً في مجالات اهتمامه حتى آخر حياته وتوفي بعد نحو عشرة أعوامٍ من الصراع مع مرض اللوكيميا سنة 2003.