في قلب مستشفى الشفاء بغزة، شهد الأطباء لحظة إنسانية قاسية؛ طفلة حديثة الولادة خرجت إلى الحياة وهي تحمل على ظهرها ورمًا ضخمًا نادرًا، يحتاج إلى تدخل طبي معقد وسلسلة من العمليات الدقيقة.
الطفلة التي لا ذنب لها، ولدت في بيئة مسمومة؛ فأمها عاشت شهور الحمل تحت وقع الغازات السامة، وبين غذاء ملوث ومياه غير صالحة للشرب، لتصبح حياتها وحياة مولودتها ضحية مباشرة لحرب لا ترحم.
الأطباء في غزة أكدوا أنهم يقفون عاجزين أمام الحالة، ليس لغياب الخبرة الطبية، بل لانهيار النظام الصحي بفعل العدوان والحصار؛ إذ تفتقر المستشفيات إلى الأجهزة اللازمة، والأدوية الضرورية، وأبسط الإمكانيات لإنقاذ الأرواح.
الحالة الحرجة للطفلة تتطلب نقلها خارج القطاع لإجراء عمليات عاجلة، غير أن أبواب السفر مغلقة بفعل الحصار، ما يضعها أمام مصير مجهول.
الأطباء والمنظمات الإنسانية حذروا من أن ما يحدث ليس حالة فردية، فهناك عشرات الأطفال في غزة يموتون يوميًا، لا لأن أمراضهم بلا علاج، بل لأن الحصار يمنع وصول الدواء والمعدات، ويحول دون خروجهم لتلقي الرعاية في الخارج.
هذه الطفلة لم تعد مجرد “واقعة طبية”، بل صارت مرآة تعكس مأساة كاملة، وجريمة حرب تُرتكب بحق جيل يولد مشوّهًا بالقنابل والحصار والجوع، ومشوّهًا أيضًا بصمت العالم أمام ما يجري.