يوربيديس.. تراجيدى أعاد المسرح إلى الناس

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 09:00 م
يوربيديس.. تراجيدى أعاد المسرح إلى الناس يوربيديس

محمد عبد الرحمن

فى تاريخ الأدب الإغريقى، يقف اسم يوربيديس باعتباره ثالث كبار كتّاب التراجيديا بعد إسخيلوس وسوفوكليس، لكن ما يميزه حقًا أنه حمل المسرح من سماء المثاليات إلى أرض الواقع، فصور البشر كما هم، بضعفهم، رغباتهم، وتناقضاتهم، في زمن كان المسرح فيه منبرًا للبطولة والآلهة.

ولد يوربيديس معاصرًا لهذين العملاقين، لكنه اختار طريقًا مختلفًا؛ ترك فرشاة الرسم ليمسك القلم في سنواته الأخيرة، فكتب ما يقارب 90 مسرحية، بقي منها نحو 20 عملًا خالدًا، منها: ميديا، ألكستيس، هيبوليتوس، أوريستيس، والكترا. جميعها استلهمت شخصياتها من الأساطير الإغريقية، لكن بروح إنسانية أقرب إلى الناس من الآلهة.

ثالث كبار كتّاب التراجيديا

يرى النقاد أن اختلافه عن إسخيلوس وسوفوكليس يعود إلى خلفيته الفكرية والفلسفية؛ فقد عاش يوربيديس في أثينا الحديثة، مدينة النقاشات الحرة والجدل الفلسفي، على عكس إسخيلوس الذي مثّل جيل المحاربين المنتصرين، وسوفوكليس الذي عبّر عن عصر بريق بركليس الذهبي، وربما لهذا لم يحظَ بحب الأثينيين كما نال زميلاه، إذ اعتبره جمهوره ناقدًا ساخرًا أكثر من كونه ملهمًا.

ورغم أنه لم يحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في زمانه، إلا أن تأثيره ظل ممتدًا في المسرح الغربي حتى اليوم، فقد أدخل لغة بسيطة، حبكات محكمة، وطرح أسئلة إنسانية كبرى حول العدالة، الدين، والقدر، انعكس شكّه في المعتقدات الإغريقية على مسرحياته، ما جعله أقرب إلى روح الفلاسفة والسفسطائيين الذين عاصرهم.

أما عن حياته الخاصة، فليست معروفة بدقة، سوى أنه تزوّج من ميليتو وأنجب ثلاثة أبناء، وكان أحدهم شاعرًا أنتج مسرحية "الباكانتيين" بعد وفاة والده، وتبقى الأساطير حول زواجه الفاشل وطباعه الانعزالية جزءًا من صورة غامضة لشاعر لم ينصفه عصره، لكنه أنصفه التاريخ لاحقًا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة