يومًا بعد يوم يزداد فخر الفلسطينيين بدولتهم، فهم أصحاب الأرض والدم، وهم أهل الزمن ومستقبله. وكل يوم يزداد اعتزازهم بأرضهم ودولتهم، سواء اعترفت بريطانيا بها أم لم تعترف، فحتى لو اعترفت دول العالم جميعًا بفلسطين أو أنكرت، فإن فلسطين أعمق في التاريخ من كل هؤلاء، وهم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيلها، واليوم، يستطيع كل فلسطيني أن يفتخر أمام العالم بأنه فلسطيني.
في المقابل، يتخفى الإسرائيلي من كل ملاحقة، ويخفي هويته، ويخبئ علم الكيان الذي ينتمي إليه، بل إن دولًا كبرى ترفض مشاركة أي شخص يحمل الهوية الإسرائيلية في الاحتفالات والمعارض والمهرجانات.
ولا يستطيع أي جندي إسرائيلي أن يعلن هويته في أي مكان في العالم، بل يخفيها، ويحاول إبراز جنسيته الثانية، إذ إن معظم الإسرائيليين يمتلكون جنسية أخرى، بمن فيهم نتنياهو نفسه الذى يعتبر بما يفعله أكبر عدو لاسرائيل.
في هذه اللحظات، يفتخر كل فلسطيني أمام العالم بانتمائه، وقد وصل إلى هذه المرحلة بتضحيات الدم والتحمل، ورأى هدم منزله ومدرسته ودار عبادته وأشكالًا أخرى من المعاناة يقدمها للعالم شاهدًا حيًا، فيما يخسر الإسرائيليون كل يوم في شتى المجالات، حتى لو كذبت روايات نتنياهو وزادت بجاحته وبجاحة داعميه، والذي يجب محاكمته بتهمة معاداة السامية، وهذا ليس اقتراحا مضحكا، بل يجب أن يفكر فيه البعض، وتوجيه اتهام رسمي لنتنياهو بتهمة زيادة الكره والتطرف ضد اليهود حول العالم.
فالإسرائيلي ليس مجرد جنسية، بل وظيفة يمتهنها الكثيرون، وكما قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: قد تكون إسرائيل نجحت في العمليات العسكرية، لكنها خسرت في مجال العلاقات العامة، وفي ذلك تحديدًا كان السبب الرئيسي حربها المتواصلة ضد أهلنا في غزة والضفة الغربية على مدار عامين تقريبًا.
ويتذكر البعض نتنياهو وهو يتحدث عن هندسة الشرق الأوسط، بينما كان في الحقيقة يهندس طبيعة إسرائيل وفلسفتها، فقد ظهرت أمام العالم – بمؤسساته الرسمية والشعبية، الرسمية وغير الرسمية – كيانًا مجرمًا قاتلًا يمارس الإبادة ليل نهار، ويهجّر أهالي غزة، ويقتل الأطفال، ويدمر المدارس ودور العبادة، ويحارب المؤسسات الأممية، ولا يلتفت إلى القوانين الدولية، ولا يحترم أي مؤسسات إقليمية أو أممية، ولا يعبأ بسيادة الدول أو باتفاقيات العالم.
إسرائيل في وضعها الحالى كيان مجرم يشبه في أسلوبه الميليشيات المسلحة، ويمكن القول إن جيش الاحتلال أكبر ميليشيا مسلحة في العالم، يديره عصابة من المجرمين والقتلة المتطرفين، وعليهم ستدور الدوائر.