بعد ختام صوم السيدة العذراء في أغسطس الماضي، يتهيأ الأقباط لفترة روحية جديدة مع اقتراب صوم الميلاد، آخر الأصوام الكبرى في التقويم القبطي، والذي يبدأ في 25 نوفمبر ويستمر 43 يومًا حتى عيد الميلاد المجيد في 7 يناير. وبهذا يُختتم العام الكنسي الذي يضم أكثر من 200 يوم صوم، توزعت بين مناسبات روحية وأعياد سيديّة كبرى وصغرى.
الأصوام في الكنيسة القبطية.. رحلة متجددة من النسك والصلاة
تشكل الأصوام القبطية الأرثوذكسية إطارًا إيمانيًا وروحيًا عميقًا، إذ ترتبط كل فترة صوم بذكرى عقائدية أو حدث إنجيلي. وتمثل هذه الأيام مساحات زمنية للانقطاع عن الأطعمة الحيوانية، والانشغال بالصلاة والعبادة والتأمل، في تقليد تمتد جذوره إلى القرون الأولى للمسيحية.
أبرز الأصوام ومدتها في النتيجة القبطية
- الصوم الكبير (55 يومًا): أطول الأصوام وأعمقها نسكًا، يبدأ في فبراير ويختتم بأسبوع الآلام.
- صوم الميلاد (43 يومًا): آخر الأصوام الكبرى في السنة، ويبدأ في نوفمبر استعدادًا لميلاد المسيح.
- صوم العذراء (15 يومًا): ينتهي في 22 أغسطس، ويُعد من الأصوام المحببة لدى الأقباط.
- صوم الرسل: يبدأ بعد عيد العنصرة ومدته متغيرة.
- صوم يونان (3 أيام): أقصر الأصوام ويحل عادة في فبراير.
- الأربعاء والجمعة: أيام صوم أسبوعية تذكيرًا بآلام المسيح.
درجات الأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تنقسم الأصوام إلى درجتين:
- الدرجة الأولى: أكثر صرامة، لا يُسمح خلالها بأكل السمك (مثل الصوم الكبير وصوم يونان).
- الدرجة الثانية: يسمح فيها بأكل السمك (مثل صوم الميلاد وصوم العذراء).
وتعتبر الأعياد السيدية محطات كبرى في الإيمان المسيحي، إذ يحتفل الأقباط بـ 14 عيدًا سيديًا، منها 7 كبرى مثل الميلاد، القيامة، البشارة، الغطاس، الشعانين، الصعود، والعنصرة، و7 صغرى منها ختان المسيح، دخوله مصر، التجلي، وخميس العهد.
النتيجة القبطية.. تقويم روحي وثقافي
يقسم العام القبطي إلى 13 شهرًا، وتُعد النتيجة القبطية مرجعًا رئيسيًا لمواعيد الأصوام والأعياد، ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الروحية والثقافية للأقباط.
ومع اقتراب صوم الميلاد، يعيش الأقباط محطة روحية جديدة تُختتم بها رحلة العام، في استمرار لأحد أقدم التقاليد الروحية في المسيحية.