حسين السيد يكتب: كلام عن الفنانة كاميليا

السبت، 20 سبتمبر 2025 07:00 م
حسين السيد يكتب: كلام عن الفنانة كاميليا الفنانة كاميليا

كنت أعد مقالا عن الحاخام اليهودى "حايم ناحوم"، وفى أثناء الإعداد والبحث والتنقيب، وجدت كتابات تتعرض للفنانة الجميلة "كاميليا"، على أساس أنها من الفنانين اليهود، ومعرفتى بالفنانة "كاميليا" لا تتجاوز بضعة أسطر قليلة، فقد قرأت أنها ماتت محترقة بالطائرة بعدما اعتذر فى آخر لحظة أنيس منصور عن عدم السفر إلى سويسرا، لتحل "كاميليا" محله، فتلقى حتفها، وينجو هو من الموت المحقق، ليكتب بعدها مقالا عنها بعنوان "ماتت هى لأحيا أنا"، نشره بجريدة "الشرق الأوسط" بتاريخ 25 فبراير 2005، أى قبل وفاته بست سنوات فقط، كما ذكر الناقد الفنى أشرف غريب فى مقال له بعنوان: "75 عاما على رحيلها.. كاميليا وأنيس منصور: الحقيقة والأكذوبة"، وحقا كل من يتعرض لكاميليا لا بد أن يذكر مقال أنيس منصور، وأمامك "جوجل" فابحث فيه متى شئت.

وحسب ما قرأت فقد تعرضت سيرة الفنانة "كاميليا" للتشويه والتبديل والتحريف، فهى لم تكن جاسوسة، ولم تكن يهودية، ولم تكن على علاقة بالملك فاروق أو عشيقته، وأن سقوط طائرتها لم يكن لمجرد التخلص منها، بل هو من القضاء والقدر.

كاميليا
كاميليا

قلت فى أثناء إعدادى مقالا عن "حايم ناحوم" قرأت، ضمن ما قرأت، كتاب "يهود مصر منذ عصر الفراعنة حتى عام  2000م" للمؤلف "عرفة عبده على"، ووجدت فيه معلومات مختلفة تماما عما هو سائد ومتداول عن "كاميليا"، فقلت لنفسى: لماذا لا نقرأ هذه المعلومات ونناقشها؟ لماذا سلَّمنا وصدقنا بوجود علاقة غرام بين الملك والفنانة؟! لماذا اتجه كثير من الباحثين إلى أنها جاسوسة يهودية؟ لماذا انحزنا إلى جانب واحد؟ لماذا لا نقرأ الموضوع من جميع جوانبه وبحيادية؟ وهذا ما جعلنى أقرأ ما كتبه المؤلف بعناية فائقة، فقال إن اسمها الحقيقى: ليليان، وولدت فى 13 ديسمبر عام 1929، من أصل إيطالى، جدتها لأمها هاجرت إلى مصر سنة 1881، واستقرت بالإسكندرية، تزوجت من وكيل بوستة العطارين، وسرعان ما تم الطلاق، ثم اقترنت بالفريق أحمد زكى باشا رئيس الديوان الخديوى، ومن زواجها الأول أنجبت "أولجا" والدة كاميليا، وكانت أولجا تمتلك "بنسيون" بشارع سعد زغلول بالإسكندرية، عشقها تاجر أقطان إيطالى مسيحى، فحملت منه، وحدث أن خسر العاشق كل ما يملك فى بورصة القطن، فغادر الإسكندرية هاربا إلى روما ولم يعد مرة أخرى، فلما وضعت ابنتها نسبتها فى شهادة ميلادها إلى يهودى يقطن بذلك البنسيون، وسُمِّيت "ليليان ليفى كوهين".
نلاحظ أن كاميليا ولدت عام 1929، فيما تذكر بعض المراجع والمواقع الإلكترونية أنها ولدت عام 1919، فالفرق بينهما عشر سنوات، وهى مسافة كبيرة من الزمن، وما أرجحه أنها من مواليد عام 1929، وهذا يعنى أنها بدأت التمثيل وعمرها ثمانية عشر عاما عندما استعان بها يوسف وهبى فى فيلم "القناع الأحمر" عام 1947، بل إنها بدأت أغسطس سنة 1946، وتبدأ انطلاقتها الفنية الكبرى بسرعة الصاروخ، وإنْ قيل إنها اشتغلت بالفن وهى صغيرة فالرد أن هذا كان مألوفا وشائعا فى تلك الفترة، فالفنانة شادية مثلا ولدت معها فى السنة نفسها، وبدأت التمثيل ولم يتجاوز عمرها الثامنة عشرة، حيث دخلت عالم الفن بمشاركة بسيطة بمشهد فى فيلم "أزهار وأشواك"، وبالمناسبة لم يحقق الفيلم النجاح المنشود.

كاميليا في لندن
كاميليا في لندن

أما كون والدها إيطاليا فهذا صحيح أيضا، وقد دعَّم هذا الرأى الكاتب الساخر جليل البندارى فى كتابه "راقصات مصر" وإن كان بصورة مغايرة بعض الشىء، فقال فى الفصل الذى خصصه لكاميليا: "إنها كانت تمثل فى فيلم (ولدى) سنة 1948، وفى فترة الاستراحة تقدم منها رجل إيطالى عجوز، وكان واحدًا ممن يعملون معها فى نفس الفيلم، فصافحها بحرارة، وقال لها إنه لم يشتغل قبل ذلك كومبارس، ولكنه اشتغل فى هذا الفيلم فقط ليراها يوما كاملا عن قرب. وأخبرها أنه أبوها الذى لم تره فى حياتها، وأنه لا يطلب منها سوى ثمن التذكرة ليعود بها إلى أهله فى إيطاليا! ولم يرها ثانية إلا بعد أن قرأ نعيها فى الصحف أغسطس 1950".

فوالد كاميليا عند جليل البندارى لا يبدو عليه أنه تاجر أقطان، بل هو رجل فقير لا يملك قوت يومه، ولا يملك حتى ثمن تذكرة العودة إلى بلده إيطاليا، إلى درجة عمله كومبارسا فى فيلم تمثل فيه ابنته، ليقترض منها ثمن التذكرة. ولا غرابة فى هذا، فلو كان تاجر أقطان فإنه خسر كل ما يملك، وأصبح مفلسا معدما، فلجأ إلى ابنته الممثلة وهى ذات ثراء واسع لتعيده إلى أهله.

إن كاميليا لا تمت بأدنى صلة إلى اليهودية، بل هى مسيحية من ناحية الأم والأب، لكن أمها نسبتها إلى نزيل عندها بالبنسيون لما هرب والدها بعد إفلاسه، هذا النزيل كان يهوديا، ومن ثم حملت الطفلة الرقيقة كاميليا اسم هذا اليهودى، وسميت "ليليان ليفى كوهين"، وهو كما نعلم اسم يهودى بحت، الأمر الذى التبس على بعض الكتاب والصحفيين فألحقوها باليهود وهى منهم براء.

كما أنها عاشت فى ظل المسيحية، فتُعمَّد وهى طفلة صغيرة، وتلتحق بمدرسة الراهبات، ثم كلية إنجليزية خاصة بالبنات، وفى هذا يقول "عرفة عبده على": "عمدتها والدتها بكنيسة القديس يوسف، لتتبعها فى ديانتها الكاثوليكية، ثم ألحقتها بمدرسة الراهبات بشارع السبع بنات، ثم الكلية الإنجليزية بالبنات".

وعند موتها تمت مراسم الدفن على الطريقة المسيحية، فقد صُلِّى على جثمانها بكنيسة "قلب يسوع المقدس" الإيطالية بوسط القاهرة، وهو ما أكده صاحب كتاب "يهود مصر منذ عصر الفراعنة حتى عام 2000م" فقال:"وقد أقيمت صلاة القداس على جثمانها بكنيسة (قلب يسوع المقدس) الإيطالية، بحضور المخرج حلمى رفلة والمؤرخ الفنى حسن عمر والفنانة تحية كاريوكا"، فإن استطاعت أن تخفى يهوديتها على الملأ وهى حيَّة، فليس بإمكانها ذلك وهى ميتة، فالمفروض أن تقام جنازتها على حسب الطقوس اليهودية، أو تدفن فى مقابر اليهود وهذا ما لم يحددث، فالصحيح أنها مسيحية، عاشت وماتت وهى مسيحية، ولا داعى لإلحاقها بالفنانين اليهود، فهى غريبة عليهم، وليست من طائفتهم، هى فنانة مصرية من أصل إيطالى، وهذا ما يجب أن توصف به.

 

علاقتها بالملك فاروق

أعترف أن هناك سيلا من الكتابات انتشر حول علاقة الملك فاروق بكاميليا، وأنها واحدة من ضمن عشيقاته، فهذا مصطفى أمين يخصص فصلا من كتابه "ليالى فاروق" عن كاميليا، ويذكر حنفى المحلاوى فى كتابه "حريم ملوك مصر" أن الملك فاروق وقع فى غرامها، وأنه اشترى لها فيلا فى جبال رودس، كذلك يكتب أشرف توفيق فصلا فى كتابه "نساء فاروق" عن علاقة الغرام التى تجمع بين الملك والفنانة، ومجدى كامل فى كتابه "عشقيات المشاهير"، بل إن بعضهم وثق تلك العلاقة فى كتاب كامل مثل سمير فرج المعروف بابن الشاطئ فى كتابه "فاروق وكاميليا"، وغيرها من الكتب والمقالات التى تتناول فساد الملك فاروق وفضائحه، وإن شئت فأى كتاب بعنوان فضائح المشاهير أو الساسة أو الملوك، أو أسرارهم أو عشيقاتهم، فأنت واجد بلا شك اسم كاميليا مصحوبا بفاروق. وربما تكون ثمة مبالغة فى هذا التناول خاصة أن تلك الكتب صدرت بعد سقوط الملكية ولم يعد للملك حول ولا قوة ليدفع عن نفسه كل ما قيل عن مغامراته وسهراته وفساده وآثامه وشروره.

وتوقفت عند ما كتبه "عرفة عبده على" فى كتابه سابق الذكر، فإنه يؤكد أنها لم تقابل الملك إلا لمدة ثمانى دقائق فقط، وذلك لتعرض عليه مأساتها مع خمسة من الجنود الأستراليين الذين اعتدوا عليها جنسيا، وبسبب هذا الاعتداء أصيبت بنزيف مزمن، ولم تعد قادرة على مضاجعة أى رجل، ولهذا السبب تسافر كل ستة أشهر إلى أوروبا وأمريكا لإجراء عملية تغيير دم، فيقول:"والأغرب من كل هذا، أنها لم تلتقِ بالملك فاروق فى حياتها سوى ثمانى دقائق فحسب، وكانت فى يوم عيد ميلاد ناقد فنى كبير، اقترحت كاميليا أن يأخذوا قاربا للنزهة فى النيل، وكان معهم الفنان محمود شكوكو.. وفجأة يظهر مسرعا زورق للشرطة النهرية يحمل "بوللى" (إيطالى من حاشية الملك فاروق)، وكانت سيارة كاميليا أمام مرسى "كازينو بديعة" فى نفس موقع "شيراتون القاهرة" الآن، ويخبرها بوللى بالإيطالية أن "مولانا الملك" يريد أن يراها الآن، واصطحبها معه وكان اللقاء الذى استمر لمدة ثمانى دقائق فحسب، عرف الملك حقيقة مأساتها.
فالمؤلف "عرفة عبده على" يرى أن كل ما قيل عن الغرام بين الملك فاروق والفنانة كاميليا هو محض افتراء، وأنها لم تلتقِ الملك فى حياتها إلا مدة ثمانى دقائق فقط، وكل هذه الكتب والفصول والمقالات ما هى إلا نسج خيال مؤلفيها.

يهود مصر
يهود مصر

علاقتها بالوكالة اليهودية

لا أميل إلى أنها كانت على علاقة بالمخابرات الإسرائيلية وأنها جاسوسة على مصر، حتى إن ادَّعت إسرائيل أنها قد جندتها لمصلحتها، فلا علاقة لها باليهود لا من قريب ولا بعيد، مجرد وضع اسم نزيل فى بنسيون والدتها، ولعل والدتها لم تجد من يقبل بنسب ابنتها إليه إلا هذا اليهودى "ليفى كوهين"، وربما وافق على شرط ألا تأخذ منه أجرة البنسيون مدة وجوده به، أو أخذ منها مكافأة وترك البنسيون. وربما يكون واحد من المعجبين المشاهير طلب لقاءها وحدد لها موعدا لكنها رفضته، فمن حنقه عليها أطلق عليها شائعة أنها يهودية وأنها على علاقة بالمخابرات الإسرائيلية، وحدث ذلك مع الفنانة ليلى مراد؛ إذ منعت الحكومة السورية عرض أفلام ليلى مراد؛ لأنها زارت إسرائيل وتبرعت بخمسين ألف جنيه لحكومتها، وكان ذلك بعد ثورة يوليو بعدة أسابيع قليلة، وتحديدا فى سبتمبر 1952؛ وقيل إن المرحوم أنور وجدى هو من لفق لها هذه التهمة.

يرى المؤلف "عرفة عبده على" أن مصطفى أمين اختلق قصة أنها يهودية وروج لها، فقال: وقد اختلق شائعة يهوديتها وروج لها الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين،‏ عندما رفضت الذهاب إليه فى موعد حددد لها بالجارسونيرة الخاصة به،  والكارت الذى حدد عليه ذلك الموعد مازال محتفظا به أحد أصدقائها المقربين وهو صحفى وإعلامى معروف.

فى هذا الصدد، يتفق الأستاذ أشرف توفيق مع الطرح السابق، فى أنها ربما كانت ضحية صحفى كبير رفضت مقابلته، فأطلق عليها الشائعات، مستغلا فى ذلك اسمها وعدم درايتها باللغة العربية، فقال فى كتابه "نساء الملك فاروق":"ومما يروى فى هذا الشأن أنها رفضت إقامة علاقة مع صحفى كبير بهره جمالها، ولكى ينتقم منها أطلق عليها شائعة أنها جاسوسة يهودية تعمل لحساب الحركة الصهيونية ضد العرب، وكان كل شىء مهيئًا لقبول مثل هذه الفكرة فوالدها يهودى وهى لا تعرف العربية إلا طشاش!! ومتى أثناء حرب فلسطين 48 والكل يعرف أنها عشيقة الملك".

لكن، على النقيض من هذا، يرى الأستاذ حنفى المحلاوى فى كتابه "فنانات فى الشارع السياسى"، أن ارتباط الفنانة كاميليا بالموساد الإسرائيلى فى هذه الفترة، لم يكن ارتباطا عاطفيا أو دعائيا فحسب بل كان ارتباط أحد أبناء بنى صهيون بالوطن هذا الارتباط قد دفعها بقوة لتؤدى أدوارا رئيسية فى الصراع بين العرب وإسرائيل بدءا من عام 1948‏ وحتى عام 1950. ويفترض أن الأجل لو امتد بها لأدت الدور نفسه فى أثناء حروب 1956 وعام 1967 على أقل تقدير.

رغم أنه ينقل من مجلة "الصباح" الصادرة عام 1951 أى بعد وفاتها وتحت عنوان "اعترافات كاميليا" قولها: "إننى لم أعرف فى حياتى مراسيم اليهود، ولا ديانتهم، ولم أدخل يوما كنائسهم، بل إن أصدقائى كلهم ليس فيهم يهودى ولا يهودية. ومع ذلك سمعت بأذنى وقرأت بعينى كلاما يتهمنى بأننى إسرائيلية متعصبة كل همى أن أجمع المال وأن تنتصر دولة إسرائيل، لهم الله ينتصف لى منهم فقد اخترت أن أكون مظلومة ومتهمة والله لا يرضى الظلم لأحد.

ويذهب الأستاذ حنفى المحلاوى إلى أن الملك فاروق كان وراء مقتل كاميليا رغم وجوده خارج مصر، والسبب فى ذلك يعود إلى دوافع شخصية خالصة، ودوافع وطنية.

جدير بالذكر أن الدولة المصرية، ممثلة فى وزير الشئون الاجتماعية "جلال باشا فهيم"، كرمت الفنانة كاميليا، ومنحتها ميدالية ونيشانا تقديرا لدورها فى جمع التبرعات للمجهود الحربى خلال حرب 1948.

ماتت كاميليا ولم يتركوها فى حالها، فهى إما عشيقة الملك، وإما جاسوسة يهودية، فدائما تحوم الشائعات حولها، فهى مثل الفريسة التى وقعت فى شباك الأسْر، لا تستطيع أن تتخلص من قيدها، وتتلقى الضربات تلو الضربات، هكذا كانت كاميليا، قليل من دافع عنها، وقليل من حاول أن ينصفها، وقليل من نظر إليها نظرة فنانة تعيش على أرض مصر، ومن هؤلاء الباحث والمؤرخ الأستاذ "عرفة عبده على" صاحب كتاب "يهود مصر منذ عصر الفراعنة حتى عام  2000م".

حسين السيد
حسين السيد

حياة كاميليا من الشاشة

إن حياة كاميليا تشبه إلى حد كبير الأفلام التى مثلتها، فوالدتها "أولجا" صاحبة بنسيون بالإسكندرية، وهو شبيه بفيلم "قمر 14"؛ حيث كان لوالدتها بنسيون بالإسكندرية أيضا. كذلك المشهد الذى جمعها مع الفنانة وداد حمدى، حيث دعت عليها وداد بالحرق وهو ما حدث لكاميليا فماتت محروقة.

وفى فيلم "آخر كدبة" بطولة فريد الأطرش وسامية جمال وكاميليا وإسماعيل ياسن وعبدالسلام النابلسى، وكان النابلسى يعمل فى الفيلم مندوب شركة التأمين على الحياة، ويحاول إقناعها بضرورة التأمين على حياتها فقال لها: "يا هانم، بهيجة هانم سبع الليل وقعت بيها الطيارة انكسرت دماغها، الشركة دفعت للورثة عشرة آلاف جنيه... انتهزى الفرصة يا هانم، الموت على رقاب العباد، خسارة الجمال دا كله يندفن تحت التراب من غير ما يندفع تعويض للورثة".

وكانت كاميليا تساير المهراجا الهندى "محمد السبع"، وأخذت منه عقد ألماس، وطوال الفيلم تطارد فريد الأطرش لتسترد منه العقد الذى أعطاه إلى زوجته سامية جمال. وفى الحقيقة أحبت كاميليا ثريًّا هنديًّا تعرفت عليه بالإسكندرية، وعرض عليها الزواج واتفق معها على السفر إلى سويسرا لإتمام علاجها. ويذكر جليل البندارى أن كاميليا أرادت أن تتشبه بالفنانة الأمريكية ريتا هيوارث التى تزوجت من على خان سنة 1947، تمنت كاميليا وهى الباحثة عن الشهرة أن تتحدث عنها صحف العالم بزواجها من المهراجا الهندى. وبالفعل تجهزت كاميليا للسفر مع حبيبها المهراجا، وارتدت كعادتها أجمل ما عندها من ثياب، وتحلت بأثمن مجوهراتها، وكأنها تودع الدنيا خير وداع، فركبت الطائرة فى ليلة 31 أغسطس سنة 1950، لكنها لم تغادر مصر، فسقطت فى محافظة البحيرة، ليموت جميع ركابها، ومن بينهم الغادة الحسناء، وكما اختلفوا بشأنها اختلفوا أيضا فى جثتها، فذهب بعضهم إلى تفحمها بالكامل، لكن يذكر "عرفة عبده على" أن جثتها كانت سليمة إلا من كسر فى الجمجمة. وقد نقل لنا الأستاذ أشرف غريب فى مقالته: "75 عاما على رحيلها..كاميليا وأنيس منصور: الحقيقة والأكذوبة" ما نشرته مجلة المصور  بتاريخ 8 سبتمبر 1950:"أخفت النار معالم الجثث جميعا إلا جثة واحدة لم تستطع النار إخفاء معالمها، إنها جثة كاميليا.. لقد كانت فى حياتها إذا ظهرت بين جمع من الناس امتازت عليهم بجمالها، وهى الآن فى رقدتها بين هذه الجثث لا تزال محتفظة بميزاتها، إنها أحسن حالا إن جازت المفاضلة بين جثث مشوهة، إن الذين رأوها معى كانوا يحسدونها على أنها ظاهرة المعالم تماما كما كان الناس يحسدونها على أنها ساحرة المفاتن".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب