للأسف، لا يزال الطمع يعلو ويرتفع فوق ألسنة بعض البشر، يأكل الأخ حق شقيقه، والجار يطمح على جاره، والصديق يغدر بصديقه، والقريب يغتصب حق قريبه، ويستولي الأخ على ميراث شقيقاته.
ثقافة الطمع لم تكن يوماً فهلوة، ولا نصاحة كما يظن البعض، بل هي وقود للنيران التي تحرق النفوس، ومستنقع يغرق فيه الضمير والوجدان.
يجمع الإنسان المال من هنا وهناك، يعتدي ويظلم، يبني ثرواته على جثث حقوق الآخرين، ليترك في النهاية خلفه ميراثاً لا يتذكره من ورائه سوى صدى الفراغ، لا دعاء ولا ذكر، فقط حساب ثقيل عند رب لا يضيع عنده شيء.
الطمع يطمس العقول، يعطل القلوب، ويعمي البصائر عن رؤية الحقيقة الواضحة، النهاية الحتمية للخاسرين، ومع هذا، يظل البعض يعانقون هذا الشيطان ويعاندون الدرس.
فلنجاهد أنفسنا، ولنعلمها معنى القناعة، ولننبهها من سرقة حقوق الغير، لكل من غاص في بحور الطمع، كل من استولى على ما ليس له، الدنيا دوارة لا تبقى على حال، وستأتي لحظة الندم التي لا تنفع حينما يكون الوقت قد فات.
استقيموا، فالرحمة من الله واسعة، والقلب الطيب ينبض بالحق والعدل، والطمع وحشة لا تسكن إلا القبور، والقناعة ضياء لا ينطفئ في النفوس.