الوعل ليس مجرد ماعز جبلي ، بل هو أحد أكثر الرموز الفنية خلودًا في التاريخ، يحمل رمزيةً قويةً لدى الشعوب القديمة، وفقا لدراسة جديدة، بحسب ما ذكره موقع" news.artnet".
صور الوعل في الفنون القديمة
استأنس الوعل البري منذ حوالي 10,000 عام، تمتد آثار أقدامه عبر أوروبا وآسيا وشمال شرق أفريقيا، ويتوافق مع ذلك وفرة صور الوعل في فنون الكهوف، والفخار، والأختام، والمجوهرات، والوشوم التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، وتتراوح هذه الرسوم التوضيحية بين نقوش على أختام من حضارة هارابان، ونقوش في كهف شوفيه في فرنسا، وحلي بطلمية منحوتة .
دراسة جديدة تكشف
تُسلّط دراسة جديدة، نُشرت في مجلة "لانتروبولوجي" ، الضوء على صور ما قبل التاريخ للوعول في الشرق الأدنى، ففي تلك المنطقة، اكتشف علماء الآثار صورًا للوعول على فنون صخرية في جبال آسيا الوسطى، وعلى معادن وفخار عُثر عليها في الهضبة الإيرانية.
فك رموز الوعل
لفكّ رموز الوعل، لجأ الباحثون إلى الرسوم الأوروبية، التي غالبًا ما وضعت الحيوان إلى جانب النساء وعلامات قد تشير إلى التقويم أو الدورات القمرية وتحديدًا، جمعت لوحة الفن الصخري المعروفة باسم " الأم رانالدي" ، التي عُثر عليها في إيطاليا، الوعول والغزلان مع صور فُسِّرت على أنها نساء في المخاض.
كما عُثر على نقش آخر يُعرف باسم "فينوس لاوسيل" في دوردوني بفرنسا، يُصوّر امرأةً تمسك بقرن، يُرجّح أنه ثور أو وعل، على غرار فينوس، وغالبًا ما يرتبطان بالخصوبة.
يتجلى موضوع الخصوبة بالمثل في صور الوعول في الشرق الأدنى، أشارت الدراسة إلى لوحة برونزية من شرق إيران، تعود إلى الفترة من 1500 إلى 700 قبل الميلاد، تُظهر وعولين يحيطان بامرأة تلد، وهو مشهد يُحاكي مشهد الأم رينالدي السابق.
ماذا يرمز الوعل؟
كما تظهر صور الماعز والغزلان على مومياوات من الإمبراطورية الأخمينية (القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد)، مما يُعزز فكرة الوعل كرمز أنثوي.
في مواضع أخرى، صُوِّر الوعول إلى جانب إنكي، إله الماء السومري ، ويجادل الباحثون بأنه نظرًا لتداخل موسم الأمطار في بلاد ما بين النهرين مع موسم تزاوج الوعول، فقد يكون سلوكه أيضًا عاملًا في تحديد الوقت.
علاوة على ذلك، تربط رسومات أخرى من الشرق الأدنى للوعل ارتباطًا وثيقًا بالقمر والأجرام السماوية الأخرى، عُثر على فخاريات في مواقع مثل تل باكون، وتاب حصار، وسوسة في إيران، تحمل نقوشًا للماعز مع الشمس والنجوم والصلبان.
كما تشير الكتابات السومرية إلى الوعل باسم " سي مول" ، أي "ذو القرون النجمية" أو "ذو القرون الساطعة".
يُظهر الرسم التخطيطي أشكالًا حيوانية مجردة، ودوائر حلزونية، وزخارف نجمية منقطة من المنحوتات الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
الحضارات القديمة
وتشير الدراسة إلى أنه من المرجح أن الحضارات القديمة كانت تعتقد أن هذا الحيوان مرتبط بالنجوم، حيث أن موطنه الطبيعي يقع في الجبال، بالقرب من السماء.
من الناحية الروحية، هذا الحيوان متجذر بعمق في اللاوعي الجماعي البشري منذ العصر الحجري القديم وحتى الوقت الحاضر، كما كتب الباحثون.
وأضافوا: "تختلف أهميته باختلاف المجموعات الثقافية والفترات الزمنية، مما يوفر مجالًا واسعًا للتفسير".

الوعل