فى مشهد مؤلم بحى بستان القصر فى مدينة حلب السورية، جلست امرأة مجهولة الهوية على مقعد خشبى في إحدى الحدائق الصغيرة، حيث فارقت الحياة بصمت ودون أن ينتبه أحد لوجودها لساعات طويلة.
جثة على كرسي تروي مأساة بلا كلمات
بقيت جثتها شاهدة على واقع قاس، تختزل في صمتها المأساوي حكاية وطن أنهكته سنوات الحرب، حتى بات موت الإنسان بين المارة حدثا عابرا لا يثير سؤالا ولا يترك جوابا، هذه المقدمة كتبها أحد رواد العالم الافتراضي لصورة انتشرت خلال الساعات الماضية صورة صادمة للمرأة وهي جالسة بلا حراك على الكرسي، مما أثار موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا.
سلمت روحها لباريها في حديقة بستان القصر في #حلب
— هـدوان🐆 (@SLMAN_SY0) September 17, 2025
الوحدة
الفقر
القهر
حتى الشيء الفارغ الذي يشبه المقعد
صورة بتشبعك قهر وحزن على آلاف الناس في بلدي الذين يموتون قهرا ووحدة و خذلانا كل يوم .
الأعمار بيد الله وقد حانت ساعتها
الله يرحمها ويغفرلها ويعوضها الجنه pic.twitter.com/dMPH9L1YXR
وعلق مدونون على الحادثة قائلين "حتى المقاعد الخشبية في الحدائق تحولت إلى شواهد صامتة على مأساة الناس"، وأضافوا "كم من الأرواح تغادر بصمت؟ وكم من القصص تنتهي بعيداً عن أعين الناس؟ لكِ الله يا سوريا، فقد صارت شوارعك وحدائقك شاهدة على ألم شعبك".
واقترح آخرون أن توضع هذه الصورة في مكاتب المسؤولين والرئيس والوزراء، ليعاهدوا أنفسهم على العمل من أجل ألا يموت أحد في سوريا جوعا أو بردا أو فقرا، وأن يسوسوا البلاد بالعدل كي لا يموت أحد كمدا، وكتب أحدهم "الصورة ذبحتني.. الوحدة بشعة، والفقر شنيع، والله أرحم الراحمين".
أقترح وأتمنى أن تُوضع هذه الصورة في مكاتب الرئيس والوزراء والمحافظين والمسؤولين.. ليعاهدوا أنفسهم دائماً على العمل من أجل ألا يموت أحد في سوريا جوعاً أو برداً أو فقراً... وأن يسوسوا البلاد بالعدل كي لا يموت أحدٌ كمدا
— ياسر الأطرش (@yaser_atrash) September 17, 2025
*الصورة ذبحتني.. الوحدة بشعة، والفقر شنيع، والله أرحم الراحمين pic.twitter.com/rc5ol4EEte
من جانبها، نشرت صفحة "بستان القصر" توضيحاً بشأن السيدة المتوفاة، مشيرة إلى أنها كانت موظفة في مديرية التربية وتعاني من مرض نفسي، كانت تعيش مع والدها العجوز الذي توفي قبل عام، وهي مطلقة منذ فترة طويلة.
وبعد وفاة والدها، لجأت إلى أخواتها في محافظة أخرى، لكن لم يتم استقبالها هناك، فعادت إلى مدينة حلب ولم تتمكن من تلقي العلاج بسبب ظروفها المادية الصعبة.