اكتشف علماء الآثار في تركيا، مجموعة نادرة من التماثيل في تافشانلي هويوك، إحدى أكبر مستوطنات العصر البرونزي في غرب الأناضول، ويشمل الاكتشاف، الذي أعلن عنه وزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرسوي، أصنامًا بشرية الشكل، عمرها 4500 عام، مصنوعة من الرخام والعظام والطين، وفقا لما نشره موقع"greekreporter".
طقوس حول الموقد
كشفت حفريات هذا الموسم عن أحد أبرز اكتشافات الموقع سبعة تماثيل موضوعة جنبًا إلى جنب حول موقد، قال علماء الآثار إن هذا الترتيب كان متعمدًا ويعكس ممارسات طقسية أكثر منه مصادفة.
كان الموقد يرمز إلى الدفء والرزق والحماية في مجتمع العصر البرونزي، كما كان بمثابة مكان مقدس تجتمع فيه العائلات وتُقام فيه الطقوس وتقدم القرابين للمعبود.
يشير وضع التماثيل إلى أنها كانت تُمثل أسلافًا، أو أرواحًا حامية، أو معبود تُستدعى خلال الطقوس، ويعتقد العلماء أن وضعهم يُبرز رابطًا رمزيًا بين النار كقوة مُحيية والوجود الروحي المُتجسد في هذه التماثيل.
دليل نادر على الحياة الطقسية
تُعدّ التماثيل الصغيرة شائعة في سياقات ما قبل التاريخ، إلا أن وجود مجموعة منها مرتبطة بموقد يُعدّ أمرًا غير مألوف في علم الآثار الأناضولي، قال الباحثون: إن هذا الاكتشاف يُقدّم دليلًا مباشرًا على وجود نشاط طقسي في بيئة منزلية، مما يُظهر أن المساحات اليومية قد تُستخدم أيضًا كأماكن للعبادة.
يشير الاكتشاف أيضًا إلى دور تافشانلي هويوك في شبكة ثقافية أوسع. في تلك الفترة تقريبًا، كانت المجتمعات اليونانية المبكرة في سيكلاديز وكريت تُنتج تماثيل رخامية ذات دلالة طقسية، وبينما تختلف الأصنام الأناضولية في الشكل والسياق، يكشف كلا التراثين كيف سعت المجتمعات عبر بحر إيجة إلى مزج المقدس بالحياة اليومية.
الحرفية والحياة اليومية
كشفت الحفريات أيضًا عن أوانٍ خزفية غير مكتملة الصنع، تُلقي هذه القطع الضوء على حرفة العصر البرونزي، كاشفةً عن كيفية تشكيل الطين وحرقه وتجهيزه للاستخدام، يُبرز الجمع بين القطع الأثرية الطقسية وبقايا الورش الصلة الوثيقة بين الممارسات الروحية والحياة الاقتصادية.
ويقترح علماء الآثار أن موقع تافشانلي هويوك كان بمثابة مركز ثقافي وديني بالإضافة إلى كونه مركزًا للإنتاج الماهر.