تعرف على أقدم إيبارشية بمصر والشرق الأوسط ومهد الكرازة المرقسية

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 03:00 ص
تعرف على أقدم إيبارشية بمصر والشرق الأوسط ومهد الكرازة المرقسية كنيسة بالإسكندرية

محمد الأحمدى

تُعتبر إيبارشية الإسكندرية أقدم إيبارشية في مصر والشرق الأوسط، بل والركيزة الأساسية التي انطلقت منها المسيحية إلى سائر ربوع البلاد، وهي الإيبارشية التي أسسها القديس مار مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية وأول بابا وبطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

التأسيس التاريخي للكرازة المرقسية

يرجع تأسيس إيبارشية الإسكندرية إلى منتصف القرن الأول الميلادي، حين جاء القديس مار مرقس من ليبيا إلى الإسكندرية ليبشر بالمسيح، فدخل المدينة الوثنية التي كانت آنذاك ثاني أكبر مدن الإمبراطورية الرومانية بعد روما، وهناك أقام كنيسة بيتية في دار أحد المؤمنين يُدعى "أنانياس"، ومنها بدأت نواة الكنيسة القبطية.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت الإسكندرية مقر البطريرك القبطي، الذي يحمل لقب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتوالى على كرسي مار مرقس حتى اليوم 118 بطريركًا، يتقدمهم حاليًا قداسة البابا تواضروس الثاني.

مركز روحي ولاهوتي عبر العصور

اشتهرت إيبارشية الإسكندرية ليس فقط ببداياتها التاريخية، بل بدورها اللاهوتي والتعليمي. فقد أسس فيها القديس بانتينوس ومن بعده كليمنضس السكندري والقديس أثناسيوس الرسولي المدرسة اللاهوتية العريقة، التي كانت منارة المسيحية الأولى في العالم القديم، وتخرج فيها أعلام لاهوتيون ودفاعيون لا تزال كتاباتهم تُدرَّس إلى يومنا هذا.

كما شهدت الإيبارشية على مدار القرون الأولى للمسيحية صراعات العقيدة ضد البدع والهرطقات، وكان لباباوات الإسكندرية الدور المحوري في الدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي، خاصة في المجامع المسكونية، وعلى رأسهم القديس كيرلس الكبير والقديس ديسقوروس.

الإسكندرية اليوم.. الأصالة والتجديد

رغم التغيرات السياسية والديموغرافية التي طالت مدينة الإسكندرية على مدار القرون، لا تزال الإيبارشية تلعب دورًا روحيًا وثقافيًا مهمًا في حياة الكنيسة، يرعى شئونها الآن نيافة الأنبا بافلي، الأسقف العام للإسكندرية، ويعاونه عدد من الآباء الكهنة النشطين في مختلف كنائس المدينة.

وتحتفظ الإيبارشية برصيد هائل من التراث الكنسي، وتحتضن العديد من الكنائس التاريخية مثل كنيسة مار مرقس بمحطة الرمل، وكنيسة السيدة العذراء بالمنشية، وتستمر في تقديم خدماتها الرعوية والتعليمية والروحية لشعبها في المدينة.

وليست إيبارشية الإسكندرية مجرد أبرشية تقليدية، بل هي قلب الكنيسة القبطية النابض، والجذر الأول للكرازة المرقسية، والمرآة التي تعكس عراقة وتاريخ المسيحية في مصر، إنها شهادة حية على إيمان عريق وصمود أبدي.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب