تشكل السكة الحديد مسارًا دائمًا، يتكون من خطوط معدنية، توزع على قواعد؛ بغرض نقل الركاب، والبضائع بواسطة قطارات، تعد بمثابة شريان حيوي، لا يقف عند خدمات المواطنين، بل، يشمل أطر التنمية بصورها المختلفة، وهذا المرفق له بنية متكاملة، تتضمن المنشآت الخاصة به، والأراضي، وكافة المعدات، والأنظمة، التي تستخدم في تسيير الحركة، وضبطها، ومراقبتها، ناهيك عن الممرات، والأنفاق، والجسور، التي تتبع هذا المكون المتكامل.
الحركة الديناميكية لقطاع السكة الحديد؛ حيث ديمومة وسرعة، وانتظام الحركة وفق مسارات محددة بآليات مرنة، تعتمد على إدارة التشغيل التقني، وحرفية التعاطي البشري، وهذا يستوجب بالضرورة أن تتوافر حيال استخدامه العديد من الممارسات، والسلوكيات الإيجابية من خلال المستفيدين بالخدمة، ومن يقومون على إدارة التشغيل؛ لتتأكد السلامة للفرد، وحماية، وصيانة المرفق الحيوي.
هناك سلوكيات إيجابية علينا أن نمارسها عن قناعة عند الاستفادة من خدمات مرفق السكة الحديد وفق تنوعاته المختلفة؛ حيث يتوجب أن نلتزم بإرشادات العبور، والقواعد الملزمة حيال هذا الأمر؛ فهناك مزلقانات، ومعابر مخصصة للفرد؛ لذا لا يجب بأي حال من الأحول تجاوزها، أو محاولات العبور العشوائي، التي تعرّض الإنسان لمخاطر جمّة، وهذا السلوك يؤكد إدراك أهمية التعليمات، بل، يشير إلى سرعة الاستجابة للتنبهات، والتحذيرات، سواءً أكانت صوتية، أم ضوئية، أم في صورة إشارات لها دلالة واضحة من أجل حماية الفرد.
نوقن أن النظافة_ والمحافظة على الأماكن العامة، سواءً أكانت داخل القطارات، أو على الأرصفة، أو في أي مكان يخص مرفق السكة الحديد من الأمور الواجبة على الجميع؛ لأنها لا تعبر فقط عن المظهر الحضاري، بل، تؤكد أن السلوك الإيجابي يعبر عن اتصاف حميد، يزيد البيئة جمالًا، ويشعرنا بالفخر، والمحبة، ويعزز لدينا ماهية، ويعضد فلسفة الوعي الصحيح تجاه التعامل مع المرافق العامة، التي يتمتع بها الكافة دون استثناء.
مرفق السكة الحديد من الممتلكات العامة، التي خصصتها الدولة؛ لنفع المجتمع الشامل في خضم خدمات نوعية، تقوم على فلسفة معلنة، فحواها التكافؤ، والمساواة في حق الانتفاع، وهذا يؤكد أهمية صونها، وحمايتها ضد كل ممارسة، تؤدي قطعًا إلى إتلاف مكوناتها، أو العبث بمقدراتها، في ظل ظواهر فردية، يقوم بها فاقدو الوعي، والرشد؛ حيث الكتابة على الجدران، أو التجرؤ على تقطيع المقاعد، أو كسر الزجاج لعربات النقل، أو غير ذلك مما يتسبب في إلحاق الضرر بمكونات، ومحتويات، ومشتملات المرفق الحيوي.
من المظاهر التي تؤكد السلوكيات الإيجابية لدى أفراد المجتمع، بل، وتدل على رقي تعامله، وتحضره التي تبدو جلية في صورة الالتزام بقواعد، والصعود في شتى مداخل المرفق، وأبوابه، وتجنب التدافع لأي سبب من الأسباب، وهذا بالطبع يضمن السلامة الفردية، والجماعية على حد سواء؛ حيث إن الفوضى تتسبب قطعًا في إحداث الإصابات المختلفة، والحوادث المؤسفة، والازدحام الذي حتمًا يعطل سلاسة الحركة، وتدفقها بشكل انسيابي، وهذا بالطبع يؤكد على ضرورة التأمين، الذي يعزز حماية الممرات، والمدرجات، والأبواب، ناهيك عن مسارات الطوارئ، التي يتم اللجوء إليها وقت النوازل، والأزمات.
احترام الغير، وتقديره من مكونات تقديرك لذاتك بصورة لا تقبل التأويل؛ ومن ثم يعد التعامل بلطف، ولين، وحسن خلق وطيب كلم مع العاملين بمرفق السكة الحديد أمر له مزايا، يصعب حصرها؛ حيث تحفز من يعمل بهذا المرفق الحيوي أن يؤدي مهامه بنجاح، بل، يبذل أقصى ما في جهده بإخلاص، وتفانٍ؛ من أجل تقديم الخدمة المكلف بها، ناهيك عن روح الاعتزاز، والراحة النفسية، والتقدير المتبادل، والرضا الوظيفي، وسيولة التعامل، والتعاون، والتأدب في الحوار عند التساؤل، أو الاستفسار، أو طلب خدمة نوعية خاصة بالفرد، أو الجماعة، وهنا نؤكد أن البعد الإنساني، ومراعاته يصون الكرامة، ويقوي العلاقات في إطار ثقافة جودة الخدمات العامة.
من الإيجابيات التي ينبغي أن يتحلى بممارستها الفرد أن يحرص على تنبيه، أو إعلام الإدارة، أو الأمن إلى أي عطل، أو ممارسة، غير آمنة تحدث في إطار المرفق؛ فهذا دون مواربة يعد من مقومات الحماية للأرواح، والممتلكات، وينطوي دون مواربة تحت راية الوطنية الخالصة، ناهيك عن تعاون، وشراكة في صيانة المرفق بما يؤدي إلى ضمانة جودة التشغيل، وتجنب الأعطال، والحد من حالة الطوارئ، التي تسبب القلق، والتكلفة الزائدة، وهنا نصل سويًا إلى ماهية المسئولية الجماعية، التي تشعرنا بالتوافق، والوفاق، والتضافر، والتعاون في رقابة مشتملات المرفق الحيوي.
تتسم حركة المرفق بالانتظام؛ حيث الالتزام بمواعيد الانطلاق، والوصول حال استقرار المسارات، وتجنب الأعطال، التي قد تنتج عن تقلبات مناخية، أو خطأ في التشغيل، وهنا يتأكد لنا ضرورة الالتزام بمواعيد المرفق المعلن عنها بصورة رسمية؛ لنضمن السلامة، ونتجنب الازدحام، أو التكدس، أو صعوبة اللحاق بالقطار مما ينتج عنه خسارة الوقت، والمال، على حد سواء، ناهيك عن تعطل المصالح، التي تتعلق بالغير.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
_____
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر