تيتانيك.. الحقيقة أغرب من الخيال

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 09:00 م
تيتانيك.. الحقيقة أغرب من الخيال تيتانيك

محمد عبد الرحمن

في ليلة باردة من أبريل عام 1912، غرقت السفينة التي وُصفت بأنها “لا تغرق”، في واحدة من أعظم المآسي البحرية التي عرفها العالم. كان غرق تيتانيك صدمة حضارية بكل معنى الكلمة؛ إذ مثلت في زمانها قمة التكنولوجيا البشرية، ثم تحولت في ساعات قليلة إلى مقبرة عائمة فقد فيها أكثر من 1500 شخص حياتهم.

وقد نسجت حول عملية غرق السفينة العملاقة، مجموعة من القصص والأساطير والخرافات التي نسجت حول سفينة آر إم إس تيتانيك بعد غرقها المأساوي في المحيط الأطلسي عام 1912. هذه الأساطير تشمل وصف السفينة بأنها "غير قابلة للغرق" والقصة الأخيرة للموسيقيين الذين عزفوا حتى النهاية، بالإضافة إلى قصص عن قوى خارقة، مثل أسطورة المومياء المصرية التي يُقال إنها تسببت في الحادث، والتي انتشرت حول السفينة.

ربما بدأت أسطرة تيتانيك قبل حادث غرق السفينة العملاقة نفسها، وبالتحديد قبل الحادث المأساوي بنحو 14 عاما، عندما كتب الروائي الأمريكي مورجان روبرتسون رواية تحت عنوان "العبث"، وتدور الرواية حول اصطدام أضخم سفينة بنيت على الإطلاق بجبل جليدي وغرقها في المحيط الأطلسي في ليلة باردة من ليالي أبريل ، وأطلق على تلك السفينة في الرواية تايتان واعتبرها في بداية الرواية غير قابلة للغرق، وهو ما وصفه المؤرخين والنقاد بأنه تنبؤ بأحداث الرواية.

كذلك فإن غرق السفينة كان مأساة حقيقية أودت بحياة الكثيرين، من بينهم العديد من المشاهير ونجوم المجتمع، وهو ما فتح الباب أمام الخيال الفني لاستحداث رؤي وقصصا عن الساعات الأخيرة في حياة هؤلاء وصياغة أحداث ربما لم تحدث مثل قصة حب جاك وروز التي صاغتها السينما العالمية من خلال الفيلم الهوليودي الشهير "تيتانيك" للنجم الأمريكي ليوناردو دى كابريو، و كيت وينسلت، رغم أنها لم تحدث ويكن ضمن ركاب السفينة أحدا بهذين الاسمين.

الوقت الطويل الذي استغرق لاكتشاف الحطام ربما كان سببا في خلق حالة من الأسطورة حول قصة السفينة العملاقة، إذ كان كان اكتشاف حطام تيتانيك حلما يراود الجميع، حتى وصل روبرت بالارد إلى الحطام في قعر المحيط الأطلسي في 1 سبتمبر من عام 1985 م وذلك بعد 73 سنة من غرق السفينة، وقد لاحظ فريق المستكشفين آنذاك أن السفينة قد انقسمت لنصفين بعد فترة وجيزة من غرقها قريبة من السطح وقبل أن تصل لقاع المحيط.

لكن المفارقة أن “تيتانيك” لم تخلد فقط بفضل العلم، بل بفضل الفن. السينما، ولا سيما فيلم جيمس كاميرون الشهير عام 1997، صنعت ذاكرة جماعية جديدة عن الحادثة. قصة “جاك وروز” لم تكن موجودة في الحقيقة، لكنها منحت القصة بعدًا عاطفيًا جعلها تعيش في وجدان الملايين. وبين الصور الحقيقية للحطام والصور السينمائية التي سكنت خيال الجماهير، أصبح من الصعب فصل الواقع عن الأسطورة




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب