شريف عارف

عصر التحديات.. وسقوط الأقنعة

الخميس، 07 أغسطس 2025 02:03 م


فى اعتقادى أن ما شهدته مصر على مدى السنوات القليلة الماضية - ولازالت تشهده - يمثل عصرا من التحديات، لم تشهده الدولة الوطنية المصرية فى تاريخها الحديث.

وفى يقينى أنه لا يمكن مقارنة تلك التحديات التى شهدتها مصر منذ ثورة يونيو  المجيدة عام 2013 حتى اليوم بأى عصر آخر لأن المخططات ومحاور تنفيذها وأطرافها الإقليمية والدولية، أكبر من أن تدخل فى مقارنات، بما حدث فى أزمنة وظروف أخرى.

وسط أزمات إقليمية متلاحقة وتطورات جيوسياسية متسارعة، تواصل مصر تثبيت أركان استقرارها الداخلى وتعزيز دورها المحورى فى محيط إقليمى يموج بالاضطرابات.

فى تصريحات حملت الكثير من الدلالات والرسائل، حدد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ما تمر به المنطقة من توترات يكشف صواب المسار المصرى خلال العقد الأخير، وأن ما تحقق لم يكن صدفة، بل نتاج رؤية استراتيجية عميقة ونهج واضح فى إدارة الأزمات.

خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة أمس، شدد الرئيس السيسى على أن الدولة المصرية، رغم التحديات، تسير بخطى واثقة نحو المستقبل.

وقال: "ما نحققه اليوم هو ثمرة سنوات من العمل والصبر والإرادة"، وأن مصر واجهت أزمات وجودية، كادت أن تعصف بها، لكنها تجاوزت تلك اللحظات الحرجة بفضل وعى الشعب وجهود مؤسسات الدولة.

ووضع الرئيس الشعب المصرى فى محور التنفيذ الفعلى على الأرض وأعاده، فى تأكيده على أن تقارير المؤسسات الدولية تشير بوضوح إلى أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح، فى وقت تتعثر فيه أنظمة إقليمية كثيرة أمام أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متلاحقة.

على الجانب الآخر، وفى مشهد عبثى لم يعد خافيًا على أحد، خرجت عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية وأنصار حركة حماس فى تظاهرات أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، رافعين شعارات "نصرة فلسطين"، بينما كانت الأعلام الإسرائيلية ترفرف فى الخلفية، وسط حماية أمنية واضحة من قوات الاحتلال، مشهدٌ كاشف ومُريب، لم يكن يحتاج إلى كثير من التأويل، بل كشف صراحة عن تحالف خفى قذر، بين أطراف اعتادت التلون باسم الدين، وأخرى تجاهر بعدائها لمصر صراحة.

هذه المسرحية - التى وصفها البعض بأنها من إخراج صهيونى محترف - لم تكن سوى محاولة رديئة لزرع الفتنة والتشويش والتأثير على الدور المصرى الحقيقى فى دعم القضية الفلسطينية، لا سيما بعد تدخلات القاهرة فى عملية التهدئة، وإعادة إعمار غزة، وفتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية.

ما حدث أمام السفارات المصرية بالخارج، من محاولات تعطيل العمل الدبلوماسى وتخويف وإرهاب الجاليات، خاصة فى فترات الاستحقاقات الانتخابية، يأتى ضمن خطة ممنهجة هدفها ضرب الثقة فى الدولة المصرية وزعزعة صورتها فى الخارج.

فى اعتقادى أن كل هذه المحاولات محاولات فاشلة، تصطدم دومًا بوعى الشعب المصرى، وبالاستجابة القوية للمصريين فى الخارج خلال الاستحقاقات الانتخابية.

لكن الصدمة الكبرى للرأى العام حقيقة، حين ظهر أنصار الإخوان فى تل أبيب يلوحون بالعلم الإسرائيلى، وكأنهم يعترفون بتحالف صريح مع العدو التاريخى لمصر وللقضية، فى مشهد لا يمكن وصفه إلا بأنه "مساخر  تجار الدين".

أمام هذا المشهد الإقليمى شديد التعقيد، تبقى مصر، قيادة وشعبًا، فى موقع الثبات. فبينما تتكسر أمواج الفوضى على صخرة الاستقرار المصرى، يواصل الشعب المصرى تقديم نموذج فريد من الوعى والصلابة فى مواجهة التزييف والتحريض والتشويه.

أثبتت الأحداث أن الوعى الشعبى هو السلاح الأقوى فى معركة البقاء والبناء، وأن مصر، بقيادتها ومؤسساتها، باقية فى موقعها الطبيعى كصمام أمان للمنطقة، وعاصمة للاستقرار، ومركز لصياغة الحلول لا إشعال الأزمات.

فى وقت تتساقط فيه أقنعة كثيرة، وتتعرى فيه تحالفات مشبوهة، تقف مصر شامخة، واثقة فى شعبها، مؤمنة بدورها، ماضية فى طريقها، لا تلتفت إلى صغائر المزايدين، ولا تنكسر أمام ألاعيب الحاقدين.

وكما قال الرئيس: "ما تحقق هو ثمرة سنوات طويلة من العمل"، وكما يشهد الواقع: ما هو قادم سيكون أعظم، طالما بقيت مصر على عهدها... وطن لا يُباع، وقضية لا تُنسى، وقيادة لا تساوم.
مصر باقية بقوتها وحضورها.. رغم أنف الحاقدين..

Sherifaref2020@gmail.com




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب