وليد نجا

سيكولوجية الشعب المصرى ووحدته صخرة تتحطم عليها أحلام الأعداء

الخميس، 07 أغسطس 2025 02:12 ص


ظهر علم سيكولوجية الشعوب مع نهاية القرن التاسع عشر على المستوى الدولى وبالتحديد عام 1895 بعد صدور كتاب عالم النفس الفرنسى الشهير جوستاف لوبان بعنوان "سيكولوجية الجماهير"، واستطاع بحكم الثورة العلمية والحراك الشعبى بلورة نظريته العلمية، وأصبحت طبيعة وسلوك الشعوب حقيقة علمية، مما ساعد الباحثين بالدراسة عبر علماء الاجتماع من دراسة سلوكيات الشعوب حول العالم، ورغم صدور العديد من الكتب والدراسات إلا أن الكتاب ما زال مركزا أساسيا يبنى عليه المفكرون والباحثون دراستهم فى دراسة سيكولوجية الشعوب عبر جميع الحقب الزمنية.

وعند دراسة سيكولوجية الشعب المصرى عبر التاريخ نجده عصيّا على الانكسار يتوحد خلف جيشه وقيادته، ويتناسى متطلباته عند الأزمات، ويظهر معدنه عند الشدة، فسيكولوجية الشعب المصرى تختلف عن سيكولوجية جميع شعوب الأرض، وكلامى يستند إلى وصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أوصى الصحابة عند فتح مصر باتخاذ أهلها جندا كثيفا لأنهم خير أجناد الأرض، وهم وأهليهم فى رباط إلى يوم الدين، معنى حديث نبوى شريف، وكباحث أكاديمى للتاريخ أعتبر أن سيكولوجية الشعب المصرى سرا من أسرار الله سبحانه وتعالى، مثله مثل سر التحنيط وسر بناء الأهرام، فالشعب المصرى رابط الجأش خلف قيادته وجيشه يتوحد عند الخطر ويطرد الخونة خارج أراضيه ولا يترك أرضه قط.

ومن يلجأ إليه من شعوب العالم بحثا عن الأمن والأمان يحتضنه ويعامله برقى وتحضر كأنه فرد من أفراد أسرته، فمصر ناصرة الحق لجميع المستضعفين على وجهة الأرض وجنودها جنود الحق فى الأرض.

ولجميع من يتابعنى من فضلك افتح صفحات التاريخ.. أين التتار وأين المغول وغيرهم من القوى الظالمة الباغية التى تقتل وتدمر وتستبيح الحرمات، تجدهم موجودين فى مزبلة التاريخ.

فعندما يتجبر الباطل فى الأرض ويستغيث المستضعفون ويأتى الجبابرة إلى حدود مصر تكون نهايتهم، وينصر الله سبحانه وتعالى الحق بجنود مصر الشرفاء وحاضنتهم شعب مصر العظيم وقيادتهم السياسية الرشيدة.

وعلى مر التاريخ شعب مصر العظيم ينصر الحق ويستطيع بفراسته ان يتفهم ما يدور حوله من مكائد وحيل لعدم نهضته، ولما لا فتلك حقيقة يؤكدها التاريخ، فالشعب المصرى إذا نهض نهضت الأمة العربية المستهدفة فى عصرنا الحالى بتهديدات وتحديات جيوسياسية لم يسبق حدوثها بهذا الشكل والأسلوب منذ فجر التاريخ.

فجميع القوى الإقليمية والدولية التى تستهدف الأمة العربية عند تعارض المصالح عندما تستهدف مصر تخشى المواجهة مع خير أجناد الأرض، فتبدأ بالحيل والأزمات وتجنيد الخونة خشية المواجهة المباشرة مع الثالوث المقدس الأرض والشعب والجيش، الذى خرج من رحم هذا الشعب.

واليوم نفتخر بجيشنا وشعبنا وقيادتنا السياسية، وتعتبر زيارة السيد الرئيس إلى الأكاديمية العسكرية المصرية الواقعة فى مقر قيادة الدولة الاستراتيجى بالعاصمة الإدارية الجديدة، قد وضعت النقاط على الحروف، فى رسالة لمن يهمه الأمر عن جاهزية القوات المسلحة المصرية وإعداد عناصرها بأحدث النظم العلمية وإمدادهم بما يتناسب مع التحديات والتهديدات على كافة المحاور الاستراتيجية، وحديث سيادته يعبر على صلابة الموقف المصرى المدافع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته فى إطار حل الدولتين، وقد انعكست تلك الزيارة بالطمأنينة والجاهزية وصدق مصر وقدرتها على الحفاظ على سيادتها وأمنها القومى.

والسيد الرئيس وفق سيكولوجية الشعب المصرى يحظى بحب جمعى وثقة من الشعب المصرى، ويعتبر صمام الأمن فى مصر ومحيطها الإقليمى والدولي.

وسوف أتناول مع حضراتكم فى رحلة قصيرة عبر الزمن سيكولوجية الشعب المصرى، فبعد الاطلاع والدراسة لكتب المتخصصين وجدت فى وصية الحجاج ابن يوسف لطارق ابن عمرو توصيفا تاريخيا عن سيكولوجية الشعب المصرى، وسوف أدمجه مع الأحداث المعاصرة فى عصرنا الحديث.

فالحجاج بن يوسف معروف عنه الذكاء الحاد والقدرة على فهم بواطن الأمور، وحين صنف ووصف المصريين ذكر فى وصيته "حتمية العدل بين المصريين لأنهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم" واسمحوا لى أن أضيف أين الهكسوس والتتار وغيرهم ممن دمروا وقتلوا شعوبنا العربية عبر التاريخ، عندما وصلوا إلى حدودنا كانت نهايتهم، فالحق انتصر على يد جيش مصر وشعبها.

وضمن وصيته عن المصريين "أن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه"، واسمحوا لى أن أذكر أن المصريين بعد ثورة 25 يناير وتولى فصيل ينفذ أجندات تتعارض مع المصالح الوطنية استنجدوا بجيشهم وقائده فلبوا النداء وتحدوا أخطر تنظيم ممول فى العصر الحديث، وفرضوا الأمن والأمان، ولم يترك المصريون قائد الجيش الذى استجاب لهم ولطلباتهم كعهد الجيش المصرى دائما فالمصريون فوضوا سيادته ونصبوه رئيسا عليهم برغبة شعبية لم تحدث على مر التاريخ.

وضمن سيكولوجية الشعب المصرى "أن المصريين إن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه" واسمحوا لى أن أضيف أن الشعب المصرى شعب متسامح بعد عزلهم للإخوان من لم تلوث يداه بالإرهاب تركوه يعيش بأمان.

ومن سيكولوجية الشعب المصرى "أن المصريين يجب أن تتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض"، واسمحوا لى بالوصف والتحليل العلمى أن أضيف وأقول إن الخصال الحميدة وحسن الخلق التى يمتاز بها الجيش المصرى والشعب المصرى والقيادة السياسية تحمل فى طياتها حزما وبأسا وقوة فى الدفاع عن الوطن ومواطنيه.

ويجب عدم المساس بثلاث يعتبرهم المصريون دونهم الموت: "نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها"، فنساء مصر ليسوا من يتم تصويرهم عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، فالمرأة المصرية بمائة رجل تقوم بدور الأب والأم، ومنهن المرأة المعيلة والأرملة، واستهداف المرأة المصرية نابع من كونها حاضنة للعقيدة تستقبل أبناءها الشهداء دفاعا عن الأرض بالفرحة والزغاريد وفق الفلكلور المصرى، ولما لا فالشرف غالٍ مثله مثل الأرض الدفاع عنه عبر عقيدتنا القتالية "النصر أو الشهادة".

ومن سيكولوجية الشعب المصرى "لا تقرب أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم"، وما حدث بعد ثورة 30 يونيو وظهور الإرهاب الممول دوليا فى مصر لتنفيذ مخططات تتعارض مع الأمن القومى المصرى، وما قام به أبناء الشعب المصرى والشرطة المدنية والجيش المصرى يسجل فى لوحة الشرف، فحجم المؤامرة على الشعب المصرى يفوق أى تخيل، وبفضل الله تعالى ووحدة الشعب المصرى العظيم مع مؤسساته وجيشة وقيادته السياسية تحطمت تحت أرجله جميع المؤامرات، فقوة مصر واستقرارها فرض عين على كل من يعيش فى ربوع الوطن.

ومن سيكولوجية المصريين "البعد عن دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك، فهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله"، وما حدث من ثورة المصريين ونزع الحكم من فصيل الإسلام السياسى بعدما ظهرت نواياهم الحقيقية وبعدهم عن الدين الحنيف الذى يدرس للعالم كله عبر الأزهر الشريف هو توصيف حقيقى للمصريين، فالإسلام نزل فى مكة ونشره وعلمه علماء مصر وشيوخها للعالم أجمع.

عاشت مصر أبية عصية على الانكسار بوحدة شعبها فى المسجد والكنيسة، فالنبى صلى الله عليه وسلم قد أوصى على أقباط مصر، حفظ الله مصر وجيشها وقيادتها السياسية الشريفة فى زمن عز فيه الشرف.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب