شعرت بأنانية كبيرة عندما حزنت لانتهاء مسيرة اللواء منتصر عويضة الأمنية، تلك المسيرة التي حرص وزير الداخلية على عدم توقفها إلا ببلوغه السن القانونية.
وحزنى في حقيقة الأمر نابع من أمرين الأول هو حبى الشخصى للرجل الذى أجمع كل من تعامل معه أو حتى المواطنين على إنسانيته وتواضعه وحسن تعامله، والثانى هو أن الرجل امتلك خبرة أمنية متنوعة وكبيرة وامتلك قدرة على التعامل مع الأحداث بمنتهى الهدوء لأن الحلول في رأسه.
والأنانية أراها تكمن في رغبتى في أن يواصل الرجل رحلة المعاناة غير مستمتعا بوقته ولا أولاده وأسرته كشأن كل رجال الشرطة، وكأنه خلق ليتنقل بين المحافظات محروما من الاستمتاع بمناسبة عيد ميلاد أحد الأبناء أو مشاركة في حفل زفاف، وكأنه مكتوب عليه أن يظل متحفظا في كلماته وضحكاته وتنقلاته احتراما لمكانته المهنية.
أنا أحب اللواء منتصر بلا شك وحبى له كبير غير محدود ولا أنسى يوم أصيب في حادث سير بأسيوط عندما كان يتابع الحالة الأمنية قبيل الإفطار في رمضان بصحبة مدير الأمن حيث رحل مدير الأمن وقتها عن عالمنا وظل اللواء منتصر مصابا فترة من الزمن، لحظتها عانيت من القلق على صحته ودعوت كثيرا كى يشفى، وتابعت الاطمئنان عليه حتى استرد صحته لينتقل من منصب مدير المباحث بمديرية أمن أسيوط إلى القاهرة التي تدرج فيها حتى شغل منصب مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة.
اللواء منتصر عويضة حقق نجاحات في كل قطاع عمل به، والدليل أنه لم يفارق الخدمة إلا ببلوغ السن القانونية، وأعتقد أنه شعر بسعادة، فقد اشتاق إلى حياة المدنيين ليتصرف كيفما يشاء غير مترقب استدعائه عند حدوث ما يعكر الصفو الأمني.
كم تمنيت لو تعود السنوات للوراء ويواصل اللواء منتصر تقديم خدماته للمواطن، وكم أتمنى اليوم أن يبدأ حياته المدنية بإقبال وتفاؤل كما تعودنا منه في حياته الشرطية.
كل الحب والتقدير للواء منتصر عويضة، وكل الشكر والتقدير على ما قدم في خدمة الوطن، وكل الأمنيات له بدوان الصحة والعافية والسعادة، اليوم وغدا وفى قادم الأيام.
وتحية لوزارة الداخلية التي تقدم لنا النماذج المشرفة المعطاءة من أمثال الفاضل المحترم الصديق سيادة اللواء منتصر عويضة.. والسلام.