في الوقت الذي يُعد فيه الجوع مشكلة نادرة تؤدي إلى الوفاة، إلا أن قطاع غزة بات استثناءً مؤلمًا، حيث يعيش الآلاف على وجبة لا تتجاوز الماء والملح، في ظل حصار خانق وظروف إنسانية متدهورة.
وفي فيديو جديد لتليفزيون اليوم السابع عن الأوضاع بالقطاع رصد الأزمة الإنسانية التي تعصف به، والتي لم تعد مقتصرة على نقص المواد الأساسية، بل تحوّلت إلى مجاعة حقيقية. المياه المتاحة غير صالحة للشرب، والغذاء شبه منعدم، والكهرباء لا تزور البيوت إلا لساعات قليلة ومتقطعة، لتتحول من حق أساسي إلى رفاهية نادرة.
وأكد الفيديو أن المستشفيات لم تعد أماكن لتقديم العلاج، بل أصبحت ملاجئ مؤقتة يحاول فيها المرضى النجاة يومًا إضافيًا، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وخروج معظم المرافق الصحية عن الخدمة بفعل القصف أو نفاد الوقود.
وذكر الفيديو أنه رغم هذه الكارثة الممتدة، لا تزال العائلات في غزة تتمسك بما تبقى من كرامة وإنسانية. الأم تخفي جوعها عن أطفالها وتمنحهم دفء الحنان بدلاً من وجبة الفطور، والصحفي الذي ينقل صور المجاعة إلى العالم، لا يجد أمامه سوى الماء المالح ليقاوم به التعب ويواصل مهمته.
وتحدث الفيديو عن أن المشاهد اليومية أصبحت أقسى من أن توصف: رجل مسن ينهار من شدة الجوع أثناء محاولته الحصول على المساعدات، وأطفال يبكون، لا رغبة في اللعب، بل بحثًا عن لقمة تسد جوعهم.
ورغم ما يحمله هذا الواقع من قسوة، إلا أن ما هو أكثر فتكًا من الجوع نفسه، هو أن هذا الحصار يتم عن قصد، وفق خطط ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة سكان القطاع، وتجريدهم من إنسانيتهم.
وقال الفيديو أنه مع ذلك، تقف غزة صامدة، ليست مجرد مدينة تقاوم الاحتلال، بل رمز للصبر والكرامة الإنسانية. سكانها يدافعون عن حقهم في الحياة، بكوب من ماء مالح، وبكلمة حق، وبإيمان لا ينكسر.