فيسبوك
واتساب
في زحمة الحياة وصخب الأيام، يلهث كثيرون خلف المال، وكأن الرزق الحقيقي محصور في أرقام الحسابات وأرباح البنوك، لكن الحقيقة أن الرزق أوسع وأعمق من مجرد المال، فهناك أرزاق لا تُشترى ولا تُباع، أرزاق تنعش الروح وتزرع السكينة في القلب، لكنها للأسف أضحت منسية في عالمنا المعاصر.
سكينة الروح هي ذلك الشعور العميق بالطمأنينة والرضا، هي هدوء النفس في وسط الفوضى، ونقاء القلب وسط ضجيج الحياة.
إنها الرزق الذي يجعلنا نستيقظ صباحاً بلا ثقل، نتجاوز المصاعب بابتسامة، ونجد السلام حتى في أحلك اللحظات، لكنها ليست سلعة تُطلب أو تُشترى، بل حالة داخلية تبنى باليقين، بالتفكر، وبالمحبة.
البعض يظن أن الرزق ينحصر في الأموال والممتلكات، متناسياً أن راحة البال والسكينة النفسية هما أثمن ما يمكن أن يحصل عليه الإنسان، فقد يأتي المال ويذهب، لكن السكينة تبقى ملاذاً في وجه عواصف الحياة، إن الإنسان الذي ينعم بسكينة الروح لا يخشى المستقبل ولا يثقل كاهله الخوف من المجهول.
في خضم هذا السعي المحموم وراء المال، كثيرون يغفلون عن قيم بسيطة لكنها جوهرية، مثل لحظات الهدوء مع العائلة، التفكر في نعمة الصحة، أو الشعور بالامتنان لما لديهم، هذه الأرزاق التي تبدو صغيرة إلا أنها عماد سعادة الإنسان وراحته.
لذلك، فإن البحث عن الرزق الحقيقي يجب أن يشمل السكينة والرضا والطمأنينة، لا المال فقط، علينا أن نتعلم كيف نقدر هذه الأرواح المنسية ونمنحها الاهتمام، لأنها التي تصنع الفارق الحقيقي في جودة حياتنا.
