بودلير.. لماذا يعد "أزهار الشر" نقطة تحول في الشعر العالمي؟

الأحد، 31 أغسطس 2025 08:00 م
بودلير.. لماذا يعد "أزهار الشر" نقطة تحول  في الشعر العالمي؟ بودلير

محمد عبد الرحمن

بعد 158 عامًا على رحيله، ما زال الشاعر الفرنسي الشهير شارل بودلير (1821-1867) حاضرًا بقوة في المشهد النقدي والإبداعي العالمي بشكل عام والعربي بشكل خاص، حيث يستعاد اسمه كلما دار النقاش حول معنى الحداثة الشعرية، وكلما طرحت الأسئلة عن علاقة الشعر بالحياة والحرية والتمرد. كأن «أزهار الشر» لم تُكتب فقط للقرن التاسع عشر، بل لتظل نصًا حيًا يثير الجدل والأسئلة في كل زمان ومكان.

عندما أصدر شارل بودلير مجموعته الشهيرة «أزهار الشر» عام 1857، أحدث صدمة هائلة في المجتمع الفرنسي. اتُّهم بالمجون وبإفساد الذائقة العامة، وحُوكم بسبب بعض القصائد. لكن ما بدا آنذاك “فضيحة أدبية” تحوّل لاحقًا إلى لحظة فاصلة في تاريخ الشعر العالمي: لحظة كسر القوالب التقليدية، إدخال اليومي والهامشي في الشعر، ومنح اللغة طاقة جديدة تستوعب التناقضات، من القبح إلى الجمال، من اللذة إلى الألم.

الترجمات العربية.. بين الخيانة والوفاء

دخل بودلير المكتبة العربية متأخرًا، عبر ترجمات متفرقة منذ خمسينيات القرن العشرين. بعضها جاء متأثرًا بالفرنسية الأكاديمية ففقد حرارة النص الأصلي، بينما حاولت ترجمات أخرى أن تحافظ على التوتر الموسيقي والجرأة البصرية التي تميز شعره، تعدد الترجمات (عن الفرنسية مباشرة أو عن الإنجليزية أحيانًا) جعل «أزهار الشر» نصًا مفتوحًا أمام القارئ العربي، في كل مرة يُقرأ بوجه جديد. كثير من المترجمين مارسوا نوعًا من “التأويل” أكثر من مجرد النقل، وهو ما جعل التلقي العربي للنص متعدد الطبقات.

أثره على قصيدة النثر العربية

لا يمكن الحديث عن قصيدة النثر العربية من دون التوقف عند بودلير. نصوصه في «سأم باريس» و«أزهار الشر» كانت منبع إلهام لشعراء الريادة العرب مثل أنسي الحاج وأدونيس ومحمد الماغوط. فكرة أن الشعر يمكن أن يولد من تفاصيل الحياة اليومية، وأن الوزن ليس شرطًا للغنائية، صارت حجر الأساس لقصيدة النثر. أثر بودلير امتد حتى إلى شعراء الجيل الجديد، الذين وجدوا في تجربته نموذجًا للمشاكسة والتمرّد على الأعراف الأدبية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة