خالد عزب

هل العرب يقرأون؟ أسطورة أن العرب شعوب لا تقرأ؟

الأحد، 31 أغسطس 2025 08:09 م


فعل القراءة فعل يبعث على التساؤل المستمر من القارئ، إذ إنه يثير العقل ليفكر ويضيف خبرات إلى الإنسان وهو فعل كاشف للحقيقة في كثير من الأحيان، لكن طبقا لدراسة قديمة لليونسكو شابتها الكثير من العيوب المنهجية والتحليلية والبيانات المحدودة التي بنيت عليها أشيع أن العربي لا يقرأ أكثر من ست دقائق، وهذه النتيجة التي خلصت لها دراسة اليونسكو لم يمحصها أحد ولم ينقدها باحث أو حتي يحلل أسباب لماذا لا يقرأ العربي سوى ست دقائق كما ذكرت؟!!، جري استغلال ذلك لبناء رؤية على أن العرب شعوب ما زالت دون وعي ولا تستحق الحرية والديمقراطية وبالتالي ليس لدى هذه الشعوب القدرة على النظر للمستقبل.

يرتبط فعل القراءة بصورة أساسية بالتنشئة على القراءة كفعل يومي يقوم به الإنسان، لذا فإن الطفل العربي الذي تصر أسرته منذ صغره على حفظ القرآن الكريم أو حتى بعض سوره، وبالتالي فإن عادة القراءة يجري غرسها في نفسه منذ الصغر لنأتي إلى دور المدرسة في تنشئة الطفل على القراءة وحبها، وإذا عرفنا أن وزارات التعليم على الصعيد العربي لا تخصص حصصا للمطالعة للأطفال، بل إن المكتبات في المدارس هي لاستكمال الإطار العام للمدرسة، وبالتالي فإن فعل القراءة هنا الملوم فيه هو النظم التعليمية العربية، في حين نرى المدارس الغربية في المنطقة العربية تخصص وقتا للأطفال للمطالعة والقراءة الحرة خارج المناهج الدراسية، ومن اللافت أن هؤلاء الأطفال قد يقرأون في مدارسهم ما ينقض الرؤية الوطنية للتاريخ، ليصبح سؤال الهوية محل تساؤل؟

كما أن فعل القراءة يرتبط بوجود مكتبات عامة في الأحياء والقرى، والمعدل الدولي للمكتبات العامة هو مكتبتان لكل 100 ألف نسمة، وإذا نظرنا على الصعيد العربي فإن هذا المعدل لا يوجد عمليا إلا في مدن: الكويت، دبي، الشارقة، ولذا فإن المواطن العربي حين نلومه أنه لا يقرأ؟ يجب أن نسأل هل وفرنا له مساحة لكي يقرأ؟، تعود أهمية المكتبات العامة إلى أن القدرات للأفراد على شراء الكتب الجديدة أو القديمة تظل محدودة، وحاجاته للمعرفة كبيرة، فضلا عن أن المساحات المخصصة للكتب في المنازل محدودة، هنا يبرز دور المكتبة العامة كفضاء للقراءة، والمكتبات العامة علي الصعيد الدولي هي ما يتم قياس معدلات القراءة من خلالها، فإذا لم تتوافر فمعنى ذلك أن الدرسات المتعلقة بفعل القراءة عربيا دراسات ناقصة وغير مكتملة.

 

هل العرب يقرأون؟

العرب يقرؤون هذا ما أذهب إليه وفق معطيات بالأرقام، كان آخرها بحث لشركة ألمانية متخصصة في البيانات والتصنيفات الثقافية مع صحيفة انديبندنت البريطانية حيث جاءت مصر في المرتبة الخامسة دوليا بين الدول الأكثر قراءة بمعدل سبع وساعات ونصف أسبوعيا، فيما جاءت السعودية في المرتبة 11 عالميا بمعدل ست ساعات وست وأربعين دقيقة أسبوعيًا، احتلت الهند المركز الأول بمعدل وجاءت تايلاند في المركز الثاني والصين في المركز لثالث، فيما جاءت الولايات المتحدة في المركز الثالث والعشرين، فما الذي أدى إلى هذه النسب المرتفعة في المنطقة العربية، تتفاوت نسب القراءة من بلد عربي لآخر، طبقا لمحفزات القراءة.

ففي مصر كان مشروع القراءة للجميع الذي أطلقته الدولة المصرية في تسعينيات القرن العشرين، والذي وزع آلاف الكتب ولد جيل قارئ جنت ثماره مصر بارتفاع توزيع الكتب مع نهاية التسعينيات وبدايات القرن العشرين حتى رأينا طبعات متعددة من الروايات والكتب بصورة غير مسبوقة، مع تنامي استخدمات شبكة الإنترنت ومجموعات القراءة في الفضاء الرقمي حتى أصبحت لدينا نواد للقراءة على صفحات التواصل الاجتماعي يتعدي أعضائها 100 ألف عضو، وتفاعلاتها أوجدت تيار للقراءة غير مسبوق، على جانب آخر جاء انتشار شبكة الانترنت لكي يعطي دفقات متتالية قوية متدفقة متصاعدة للقراءة إذ وفر الانترنت عبر العديد من المواقع الكتب بصيغ رقمية مختلفة فأصبح الطفل أو الشاب الذي لديه نهم للقراءة أتيح له ما لم يتح لأي مجتمع منذ عصور ما قبل التاريخ لعصرنا، كان مشروع تحدي القراءة الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد، كاشفا لمدى إقبال الأجيال الجديدة علي القراءة شارك في هذا المشروع 7 مليون طالب وطالبة من 25 دولة عربية وأجنبية، قاموا بقراءة أكثر 200 مليون كتاب، فضلا عن أن المسابقات أوجدت بيئة تفاعلية تنافسية غير مسبوقة، إن كل ما سبق جعل القراءة على الصعيد العربي تأخذ منحي أخر وهو له علاقة بالمجتمع.

 

القراءة الورقية/ الرقمية

إن الاكتساب المستمر للمعرفة الجديدة المتجددة بسرعة كبيرة تحدي كبير أمام المجتمعات لمجاراة الجديد ولتأكيد الهوية والثقافة الوطنية، لذا هناك عدة تساؤلات مطروحة:
- ما مدى الاقبال على القراءة في شكليها: ورقى/ رقمي؟
- ما مدى ملائمة المحتوى المتاح لاحتياجات وميول القراء؟
- ما مدى استجابة الناشر ورقي/ رقمي للتطورات في مجالات النشر ولاتجاهات القراءة؟

لكن الخطورة الحقيقية هي تصاعد الازدواجية اللغوية في العديد من الدول العربية، فقد كانت دول المغرب العربي (تونس /الجزائر/ المغرب) هي من تعاني من هذا بازدواجية بين العربية / الفرنسية، لكن كل المؤشرات على شبكة الانترنت تشير إلى تصاعد الازدواجية في القراءة باللغة الإنجليزية في: مصر/ دول الخليج/ الأردن، مع ظهور متصاعد للغة الإنجليزية في دول المغرب العربي، تصاعد الإنجليزية جاء نتيجة لانتشار المدارس الأجنبية ثم في مرحلة لاحقة إقرار الإنجليزية كلغة تعليم في العديد من الجامعات حتي في حقل الدراسات الإنسانية، وزاد الطين بلة هو افتتاح فروع لجامعات أجنبية، من هنا فإن اتجاهات القراءة الورقية من قبل الشريحة الأساسية للقراء العرب تتجه للعربية ثم الإنجليزية في الورقي وذلك من الأجيال الجديدة، لكن هذه الأجيال تندفع إلى القراءة الرقمية باللغة الإنجليزية بصورة تتصاعد زمنيا، بحيث يصبح التساؤل في المستقبل هل ستكون القراءة في المنطقة العربية رقمياً باللغة الإنجليزية هي المفضلة.

إن مقولة إن العرب لا يقرأون باتت في حاجة لمراجعة في ظل العديد من المؤشرات من المصادر الرقمية ومنها متاجر الكتب على شبكة الانترنت، تحميلات الكتب من على شبكة الانترنت، نسب شراء الكتب من معارض الكتب، الاستعارات من المكتبات العامة كل هذا يعطي مؤشر إلى أن متوسط القراءة السنوي أعلى بكثير من التقارير التي كانت نتائجها مبنية على دراسات مسحية غير دقيقة، إن معدلات القراءة قد لا تكون مرتفعة في المنطقة العربية وبحاجة ماسة لبرامج وخطط لرفع مستويات القراءة لكن القراءة ليست متدنية إلي الحد الذي جري اشاعته.

إن وجود دراسات مسحية يمكن الاعتماد عليها لبناء رؤية لاتجاهات القراءة الرقمية في الوطن العربي أمر مستحيل لأسباب عديدة سيجري ذكرها، لكن ما يمكن أن يكون متاحاً هو مؤشرات تعتمد على استقراء واقع القراءة الرقمية في الوطن العربي، وهذه المؤشرات حاولنا فيها الاعتماد على أرقام ومعطيات تؤدى إلى تحليلات في هذا الفضاء، قد تقود لفهم أين تتجه العقول العربية وفيما تفكر.


لا شك أن هناك فوضى في الفضاء الرقمي العربي، هذه الفوضى سمة في كل الثقافات، لكنها في الفضاء العربي أعلى درجة من غيرها بمراحل، إذ يصعب في هذا الفضاء المفتوح وضع قيود أو ضوابط، لكن هناك خللا مؤسسيا عربيا جعل من هذه الفوضى تتصاعد، نتيجة الانحسار أو محدودية دور المؤسسات الثقافية العربية في هذا الفضاء، ونستطيع أن نقرر باطمئنان أن 90% من المحتوى الثقافي العربي على شبكة الإنترنت الآن صناعة فردية أو صناعة مجموعات ومراكز خاصة أو صناعة من خارج النطاق العربي.


هنا تبرز إشكالية الهوية داخل الحياة الثانية الافتراضية للمواطن العربي، لتدخل هنا إشكالية أخرى هي مدى تحول المكتبات العربية لمكتبات افتراضية تلبي متطلبات هذه الحياة، لقد ذهبت الدراسات العربية في مجال المكتبات والمعلومات إلى رصد إشكاليات اتجاهات القراءة الرقمية في مجالات البحث العلمي الأكاديمي بصورة نسبية، بينما ابتعدت مسافات كبيرة عن القراءة لدى الجمهور.


نحن نعيش في خضم ثورة رقمية امتد أثرها للدول العربية، ويتزايد سنويا عدد مستخدمي الإنترنت في هذه المنطقة، التي يعدها المختصين واعدة في هذا المجال، هذا أدى إلى بدايات تغيير عميق يزداد أثره نتيجة: الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وسلسلة كتل البيانات، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، سيصاحب هذا تغيرات في نمط المعرفة واستيعابها، إذ لم تعد القراءة ورقية فقط، بل هناك أنماط جديدة من تدفق المعرفة، لذا السؤال عربياً هو أنماط إنتاج المعرفة وأنماط استيعابها من المتلقي.


إن هناك فرصاً هائلة في ظل اقتصاد المعرفة، فهذا الاقتصاد يوفر الخدمات الرقمية وفرص تسويقية بلا حدود، وقدرات كافية لزيادة كفاءة أداء الاقتصاد الوطني... هنا نرى اقتصاد مبدع ... ناجح ... منتج....
لكن هذا يقودنا إلى البيانات التي حدث بها انفجار في السنوات الأخيرة في الفضاء الرقمي، وفي فضاء القراءة الرقمية العربية.


هناك عدة مشكلات لبناء دراسات مسحية دقيقة البيانات لعدة أسباب:
- عدم توفر البيانات المناسبة، خاصة في ظل اتجاه العاملين في المكتبات الرقمية والوطنية التي تعمل في نطاق الاتاحة الرقمية والمكتبات العامة التي تتيح خدمات رقمية، إلى دراسة وسائط الاتاحة أو طبيعة هذه المكتبات الرقمية من حيث المحتوى، دون تتبع بيانات القراء وتحليلها.


- كما أن التفكير الناقد للبيانات المتاحة لا يوجد له أثر واضح في الدراسات العربية.


- فضلاً عن أن هناك بيانات مضللة من بعض المواقع، وهو ما لا يصب في بناء رؤية واقعية للقراءة الرقمية العربية.
إن تنامى استعمال الهواتف الذكية في الوطن العربي لا يقابله على ذات المستوى نمو محتوى عربي معرفي متاح على شبكة الإنترنت، من هنا تأتي أهمية (المعرفة المتنقلة) لذا لدينا إشكاليات تصب في فهم طبيعة هذه المعرفة وأدواتها، كانت هذه المشكلة شائعة دوليا غير أن العديد من التطبيقات حلت هذه المشكلة

 
إن تفاوت استخدام أدوات المعرفة المتنقلة بين الدول العربية، هو ما يطرح مفهوم (الأمية الرقمية) في الوطن العربي، بل قصر الهاتف النقال والأجهزة الحاسوبية على وظائف دون ما تقدمه من إمكانيات كبيرة يمكن أن تحدث نقلة معرفية وعلمية في المنطقة العربية، هذا مفتاح إلى نقطتين:


- وظائف الإنترنت في المجتمعات العربية الذي مازال الترفيه، هو المسيطر على معظم هذه الوظائف.
- طبيعة المحتوى الرقمي المتاح، ومن يقرأ رقميا.


في حقيقة الأمر أن للترفيه وظائف ثقافية كسماع الأغاني خاصة القديمة وأنماط الأغاني التقليدية والأفلام والمسلسلات، لكن الجوانب الأخرى غائبة عن الترفيه كأداة من أدوات المعرفة.


فضلاً عن أن ما يقرأ رقمياً على الصعيد العربي هو محطة كاشفة لطبيعة المحتوى العربي واتجاهات القراءة الرقمية، كان أبرز ما يؤشر على هذا في السنوات الأخيرة هو إصدار مؤسسة محمد بن راشد في 2016 م مؤشر القراءة العربي، إن أهم ما جاء في التقرير هو قدرة معديه على التفرقة بين نمط القراءة الرقمية والورقية، فالقراءة الورقية ترتبط أكثر بالمؤسسات الرسمية والمدرسة والجامعة والبحوث والتقارير، أما القراءة الرقمية أصبحت واقعاً معيشياً، وسلوكاً يومياً، وجد الفرد نفسه ممارساً لها بمستويات مختلفة، ويتعلمه بسرعة بدون الذهاب للمدرسة.


إذا كانت القراءة الرقمية واقعاً متزايداً، فماذا عن اتجاهات القراءة الرقمية في الوطن العربي، إن رصد هذه الاتجاهات بصورة أقرب للحقيقة أمر صعب المنال لعدم توافر البيانات إلا بصورة محدودة جدا، لكن هناك مؤشرات من بعض البيانات فضلاً عن رصد لنمو المكتبات الرقمية بكافة صورها مع ظهور أنماط من الكتابة والإبداع الرقمي.


لا بد من التفرقة في الفضاء القرائي الرقمي بين القراءة الرقمية الدراسية والبحثية للأكاديميين، وبين القراءة الرقمية للثقافة والاطلاع، والأخيرة ما سنبني عليه أولاً.


إن هناك عدد من المواقع التي تتيح القراءة لرقمية المجانية، ويعد موقع هنداوي أبرز المواقع العربية التي تتيح القراءة الرقمية المجانية تحت شعار (حمل كتبك المفضلة مجاناً) وهي تتيح التحميل والقراءة المجانية ويتفاعل معها عبر صفحتها على الفيس بوك 465930 من الوطن العربي، من خلال 2228 كتابا تزداد باضطراد، لكن ما يميزها هو جودة الكتب وسهولة التصفح والقراءة والتحميل، فضلاً عن استقطاب حقوق كُتاب كبار كان آخرهم نجيب محفوظ والدكتور محمد الرميحي والدكتور فؤاد زكريا وطه حسين، مع نشر كتب مترجمة إلى العربية تنشر لأول مرة، هذا الثراء قابله ما يلي:
- ولوج فئات عمرية من سن 18 سنة إلى 80 سنة إلى الموقع.


- استخدام مكثف لموضوع في الدراسات الإنسانية فضلاً عن الأدب.


- تكشف الأرقام ما يلي:
الاهتمام بحقل التاريخ 367 كتابا، بالإضافة إلى تفرعاته مثل سير الأعلام إذ يتيح 118 عنوانا وهو ما يتواكب مع اهتمام القارئ العربي بالتاريخ في الكتاب الورقي، هنا يتقابل الكتاب الورقي مع الرقمي من حيث اهتمامات القراء.
وأتاح الموقع 257 رواية لكبار الأدباء العرب ومنها روايات مترجمة، لكنه يقدم تحت قائمة الأدب 300 كتاب متنوع، إن جاذبية التاريخ والأدب في القراءة الرقمية تعكس على الصعيد العربي، جدلية الحاضر والماضي.


بينما تحظى الفلسفة بـ197 كتابا، إن المتصفح للموقع وصفحاته على وسائط التواصل الاجتماعي ما يلي:
- اعتماده على كتاب رسخت أقلامهم في تقديم خدماته.
- تميزه بالكتب المترجمة.
- تركيزه الشديد على الأدب والعلوم الإنسانية.
يبلغ إجمالي عدد الكتب المتاحة على الموقع 2228 كتابا.
لكن لا يعطي الموقع احصائيات عن مرات الولوج له وطرق تفاعل مستخدميه، غير أن أهم ما يميزه هو احترامه حقوق الملكية الفكرية.


أطلقت مكتبة الإسكندرية (المكتبة الرقمية العربية DAR) وتتيح عبرها ما يزيد على 36 ألف كتاب للتصفح وكذلك البحث داخل المحتوى وهي مميزات تقنية تفردت بها، ويزور هذه المكتبة طبقاً للجدول المرفق أعداد كبيرة معظمهم من المنطقة العربية بنسبة تتراوح بين 60% و70% والباقي من مختلف دول العالم، وتتصدر مصر والسعودية والعراق والجزائر الدول التي يجري التصفح عبرها، وتتنوع اهتمامات المتصفحين لهذه الكتب لجودة فهرستها ولوجود قدرة عالية على الولوج لهذه الكتب من محركات البحث.
 

زيارات المكتبة الرقمية بمكتبة الإسكندرية

1
 

هذه الزيارات تمثل المنطقة العربية واهتمامها بالقراءة الرقمية، وهي قراءات رقمية مباشرة من موقع مكتبة الإسكندرية.
يعطي لنا موقع Good Reads العديد من المؤشرات، حول القراءة في الوطن العربي، وهو يتيح لمتصفحيه وضع أغلفة الكتب وملخص لها وتعريف بالكاتب.
الموقع يتميز بالأرقام الدالة، وكانت آخر قائمة قدمها لأفضل 50 كتاب عربي طبقا لتصويت قراءة 20 منها على النحو التالي: (أكتوبر2021)

2
3
 

هذه الأرقام كاشفة أولاً إلى تطابق اتجاهات القراءة في الأعمار من 15 سنة إلى 40 سنة مع التفاعل على صفحات القراءة على وسائط التواصل الاجتماعي خاصة face book، حيث نرى نوادي القراءة وما يماثلها من أوساطها تؤثر على التفاعل عبر العديد من الوسائط في اتجاهات القراء، ما يعني أن هناك تجمعات ثقافية افتراضية خارج نطاق السلطة الثقافية الرسمية هي التي تقود الحراك الثقافي ومنها على سبيل المثال:

4
 

*الاحصائيات بتاريخ 10/10/2021

هذه المجموعات للقراء بعضها ينشر كتب بصورة رقمية للقراءة وبعضها يقيم منتديات للقراءة بصورة تفاعلية وآخرين انتقلوا من الفضاء الافتراضي للواقع عبر اجتماعات.


أثرت هذه المجموعات في حركة الكتب المنشورة حتى حرصت دور النشر على التأثير في هذه المجموعات أو رعايتها، وهذا جانب كاشف عن أن الروائيين الذين يملكون علاقات جيدة بهذه المجموعات هم من لهم حضور على موقع good reads وعلى مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، ليبقى التساؤل حول جودة الأدب المقدم، وهل يختفي الأدب الجيد الصاعد أحياناً؟


في حقيقة الأمر إن هناك بعداً مهما هو الكثافة السكانية ومدى حجم القراء في دول مثل: مصر/ السعودية/ المغرب/ الجزائر، لذا سنجد قائمة good reads الكتاب المصريين يتمتعون بشعبية كبيرة، لكن أديب مثل سعود السنعوسي من الكويت كان له حضوره بأدبه وأسلوبه وطرحه.


هذا ما يدفع إلى القول بأن الأدب الجيد له حضوره في وسط هذا الزخم من التفاعل بين: المؤلف/ القارئ، فكُتاب مثل نجيب محفوظ ورضوى عاشور وهما راحلان لهما حضور قوي.


الملفت للانتباه هو تراجع الدراسات الإنسانية وكتب العلوم التطبيقية أما الرواية فهي طاغية، حتى نرى كاتبة مثل خولة حمدي من تونس تحصد 48978 نقطة و6320 مراجعة لروايتها (في قلبي أنثى عبرية) في حين أن الكُتاب والباحثين التونسيين متراجعين بشكل كبير.

 

هل يعكس هذا واقع القراءة الورقية أو الرقمية؟

في حقيقة الأمر أن good reads على أهميته بأرقامه لا يقدم غير شريحة في مجتمع القراءة العربية، فعلينا أن نذهب أبعد لشريحة أخرى وهي في الأعمار من 18 أي من سن الالتحاق بالجامعة إلى الأعمار الكبيرة في السن عربياً، وسنجد هذا في مواقع أكثر انفتاحاً على علوم مختلفة خاصة الدراسات الإنسانية، في هذه المواقع الرواية تأخذ مكانها الطبيعي لدى هذه الشرائح السنية المتصاعدة.


من هذه المواقع: موقع لسان العرب وموقع مكتبة نور على سبيل المثال، والجدول التالي يبين عبر الأرقام اتجاهات القراءة الرقمية بصورة نسبية من تفاعلات مكتبة نور الرقمية:
 

5
6


مكتبة نور تقدم مساحة واسعة من الثقافة العربية، لكن هنا الأفضلية للتحميل على الأجهزة الرقمية (كمبيوتر/ أجهزة لوحية) عكس الوضع مع مكتبة الإسكندرية التي لا تتيح التحميل، لكن أرقام مكتبة نور تبين أن الرواية تأخذ مكانتها في الساحة الرقمية لكن وسط روافد أخرى، النقطة المهمة هنا هو تراجع الكتاب المترجم لأنها تعتمد على الكتب التي ترجمت منذ عقود عكس حالة هنداوي التي تعتمد على قدرتها على تقديم كتاب مترجم حديث لذا يشتد الإقبال في هنداوي على هذه الكتب حتى زادت نسبة التحميل والقراءة فيها من هذه الكتب 50% خلال العامين 2020/2021م، إن الصورة هنا في مجال القراءة الرقمية واتجاهاتها لا تزال غير مكتملة، لكن ما يجعلنا نرسم ملامح صورة نقرأ من خلالها مشهد القراءة الرقمية في الوطن العربي، هو موقع الوراق وهو موقع إماراتي أنشئ في عام 2000م، لديه زيادة شهرية في عدد مشتركيه 6000 مشترك، تنقسم الكتب فيه إلى كتب متاحة للقراءة مجاناً/ كتب للقراءة باشتراك، وهو يقدم كتب مترجمة، ويركز على الأدب/ الدراسات الإنسانية/ الأديان.


ويعطينا الموقع مؤشراً للكتب الأكثر قراءة عليه على النحو التالي:
1- تعطير الأنام   عبد الغني النابلسي
2- ألف ليلة وليلة
3- لسان العرب   التيفاشي
4- الفتوحات المكية   محي الدين بن عربي
5- تاريخ الإسلام   الحافظ الذهبي
6- تاج العروس   مرتضى الزبيدي
7- الكامل في التاريخ  ابن الأثير
8- تاريخ الرسل والملوك  الطبري
9- نهاية الأرب في فنون الأدب النويري
10- رسائل إخوان الصفا
11- معجم البلدان    ياقوت الحموي
12- احياء علوم الدين  أبو حامد الغزالي
13- سير أعلام النبلاء  الحافظ الذهبي
14- تاريخ ابن خلدون  ابن خلدون
15- شرح نهج البلاغة  ابن أبي الحديد


نحن هنا أما مشهد تراثي بامتياز يذهب إلى: كتب التاريخ، الأدب العربي، السير، اللغة العربية، هذا إذا أحصينا عدد الزيارات والتنزيلات والقراءة للعديد من المواقع الرقمية التي تتيح الكتب.


هذا يعنى أن الشريحة التي تذهب إلى good reads للتعبير عن قراءتها هي الأعلى ضجيجاً ووضوحاً، لكن هناك شرائح في العمق العربي تبحث عن الثقافة التقليدية أو لديها أسئلة تبحث عن إجابات لها، أو لديها حب استطلاع ثقافي، أو نقص شديد في الكتاب الورقي وخدمات المكتبات العامة، وهذا ما يحتاج إلى دراسة مستقلة.
إذا ذهبنا إلى بعد أكثر عمقاً في البحث عن المشهد القرائي الرقمي العربي سنجد المكتبات الوطنية العربية العديد منها أتاح كتباً رقمية مجانية للقراءة، وكذلك العديد من الخدمات عبر الإنترنت، وتتميز في هذا السياق: مكتبة الملك فهد التي تقدم ملخصات للكتب للقراءة، وكذلك المكتبة الوطنية المغربية، ومشروع المكتبة الخلدونية على موقع المكتبة الوطنية التونسية.


في المقابل أيضا هناك مؤسسات عربية تتبنى مبدأ الاتاحة الرقمية وتعززه، هذا ما رفع عدد زوار مواقعها بصورة كبيرة، لكن التجربة الرائدة في هذا المجال هي تجربة مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، فهي تمتلك العديد من المبادرات الرقمية منها على سبيل المثال:


- مكتبة العرب: تضم 2000 كتاب متنوع متاح بصيغة الكتاب الرقمي EPUB في مختلف مجالات المعرفة العلمية والاجتماعية والإنسانية، حيث تتضمن المكتبة أكثر من 26 معجماً، إلى جانب العديد من المواد التراثية الموسوعية التي تغطي مختلف تصانيف العلوم، والقارئ يتصفح عبر هذه المكتبة مصنفات ومؤلفات العلماء العرب في شتى الفنون والمعارف مجمعة موضوعياً ويمكن تصفحها زمنياً وشكلياً وجغرافياً، هذا ما يجعلها أفضل المكتبات الرقمية العربية المتاحة للقارئ، لذا من المتوقع مع نمو محتوياتها أن تكون الأكثر اقبالاً من قبل القراء العرب لعدة أسباب:
• التحميل المجاني للكتب.
• جودة الإخراج.
• دقة الفهرسة.
• تعدد صيغ الإتاحة الرقمية.
- كتاب في دقائق: وهي ملخصات عربية لكتب عالمية، تقدم بصورة جيدة غالبيتها يركز على الثقافة العلمية المعاصرة.
- مجموعة من المجلات الثقافية والعلمية.


يبلغ إجمالي عدد العناوين المتاحة على موقع المؤسسة 245906 عنوان، والجدول التالي يعكس القراءة وتصنيفاتها والأكثر قراءة على موقع المؤسسة:
الكتاب عدد مرات القراءة ملاحظات
 

7
 

هذا المشهد مختلف نسبياً عما سبق، إذ أن القراء من منطقة الخليج العربي لهم حضور ثم مصر ثم بلاد المغرب العربي، هذا وتتمحور اتجاهات القراءة حول:
• البحث عن المستقبل في الفضاء الرقمي ومعطياته.
• المشكلات المجتمعية المعاصرة.
• الكتب الدينية والعودة إلى التراث لاستعادة الذات في زمن العولمة.
إذ لدينا معطيات من واقع القراءة الرقمية التي تعكس أيضاً زيادة في وتيرة القراءة في الوطن العربي عكس ما هو راسخ في الأذهان، هذا يعود إلى الجودة الفائقة لموقع المؤسسة ووجود منهج في طرح الكتب الرقمية، مما يجعل رصد الاتجاهات في القراءة الرقمية واضحاً، مدرسي ودوره في تحفيز القراءة عبر مسابقات تحفيزية .




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب