حياة تشاك.. فيلم مقتبس من رواية ستيفن كينج يحتفى بالحياة اليومية

الخميس، 28 أغسطس 2025 04:30 م
حياة تشاك.. فيلم مقتبس من رواية ستيفن كينج يحتفى بالحياة اليومية ستيفن كينج

كتب عبد الرحمن حبيب

صرح الروائى الأمريكى الشهير ستيفن كينج مؤخرًا لصحيفة جارديان البريطانية بأنه مازال يشعر بالإثارة حال إنتاج أفلام عن رواياته قائلا: "ما زلت أشعر بالحماس عندما يُنتج أحدهم فيلمًا عن عمل كتبته".

ونجد أن هذا الانفتاح على البهجة من جانب كينج أمر لافت للنظر، نظرًا لكونه كاتبًا كثر الاقتباس من أعماله الأدبية على نطاق واسع فحتى الآن، تم اقتباس أكثر من 90 من رواياته وقصصه القصيرة للسينما والتليفزيون وهناك المزيد من الأعمال المُقتبسة قيد الإنتاج حاليًا.

ستيفن جينج فى هوليوود

لم تُشكل الاختلافات في حجم أعماله عائقًا أمام المُقتبسين المُحتملين لأعمال كينج، فقد تمت معالجة 1100 صفحة من رواية "الموقف" (1978) للسينما، ثم فيلم "خلاص شوشانك" (1982)، كما استوعبت أعمال كينج المُقتبسة التحولات النوعية على مدار مسيرتها الطويلة، ففي حين أن هوليوود استوعبت بسرعة مشروعتها المبكرة في مجال الرعب، مثل "كاري" (1974) و"بؤس" (1987)، فقد بُذلت جهود مماثلة مؤخرًا لاقتباس روايات الجريمة التي ألفها كينج، والتي تُجسد شخصية المحققة المحبوبة هولي جيبني من سلسلة "هولي"، إلى التليفزيون الأمريكي.

في كل هذا النشاط المُقتبس الصاخب، هناك وجود لاختلافات فى الجودة فمقابل كل معالجة سينمائية ببراعة فيلم "اللمعان" (1980) لكوبريك هناك أيضا مشاركة كينج فى أى مشروع ليست ضمانًا للنجاح، لم يمنع دوره كمنتج تنفيذى فيلم "مصير سالم" وحكايته المرعبة عن مصاصي الدماء في ولاية مين.

يظهر كينج فى دور جديد كمنتج تنفيذي، وهذه المرة مع فيلم "حياة تشاك"، وهو فيلم مقتبس عن إحدى الروايات القصيرة المدرجة في مجموعته لعام 2020،  ومع ذلك، فهو يعمل هنا جنبًا إلى جنب مع كاتب السيناريو والمخرج مايك فلاناجان، وهو متخصص في أعمال كينج (وإن لم يكن مهووسًا بها). وقد سبق له أن اقتبس روايتين للمؤلف: "لعبة جيرالد" (1992) و"دكتور سليب" (2013).

لحسن الحظ، يُثبت فيلم "حياة تشاك" أنه اقتباس مدروس، مشبع بحساسية كينج، مع تعزيز الرواية القصيرة الأصلية من خلال خياراته السينمائية الخاصة.

فيلم "حياة تشاك"

يُظهر فيلم "حياة تشاك" اهتمام كينج المستمر بالتجريب السردي، حتى في هذه المرحلة المتأخرة من حياته الطويلة في الكتابة، ثلاثة فصول، مُرتبة بتسلسل زمني عكسي، تتناول لحظات من حياة تشاك كرانتز (توم هيدلستون)، رجل نيو إنجلاند البسيط الذي يبدو عاديًا، يُحافظ فيلم فلاناجان المُقتبس عن الفيلم على هذا التكوين بذكاء.

في مقابلته مع صحيفة جارديان، يكشف كينج عن أن الأفلام والسيناريوهات المقتنبسة منها نوعان مختلفان، قائلًا: إنه ينظر إلى رواياته وقصصه القصيرة والأفلام المُقتبسة منها على أنها "شيئان مختلفان، كالبرتقال والتفاح". ولكن عندما يعتمد فلاناجان حرفيًا على الرواية القصيرة لمقاطع مُتواصلة من التعليق الصوتي، وخاصةً في الفصل الأول، فإنه يُواجه خطر عدم التمييز بشكلٍ كافٍ بين تفاحته وبرتقالة كينج.

مع ذلك في مواضع أخرى من الفيلم، يُحرر فلاناجان نفسه من أسلوب كينج القصصي حيث يُبذل جهدا أكبر على الشاشة منه على الورق لنسج فصول الفيلم الثلاثة معًا، كما هو الحال عندما تظهر شخصيات الرواية القصيرة، التي اقتصرت على جزء واحد، في مواضع أخرى من الفيلم "مثل فتاة تتزلج على الجليد، أو معلم اللغة الإنجليزية في المدرسة الثانوية مارتي أندرسون، الذي يؤدي دوره تشيوتيل إيجيوفور".

يُدرج فلاناجان زخارف جديدة في أحد جوانب القصة لتحضيرنا، بمهارة، لجزء آخر من القصة، أبرزها، تلميح في الفصل الثالث إلى شاعر القرن التاسع عشر والت ويتمان، وهو مُحتفي كبير بالتجربة الأمريكية اليومية، والذي يُمثل حضورًا في الفصل الأول.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة