غادر نابليون بونابرت مصر سرًا ليلاً عام 1799 في رحلة أشبه بـ "القصة الخيالية" وهرب من الإسكندرية على متن سفينتين مع عدد من مرافقيه، متخفيًا ومحتجبًا عن أعين الأسطول الإنجليزي، لم يرتد نابليون زيًا محددًا للتخفي كعسكري، بل اعتمد على الظلام وسرية الرحلة لتجنب الكشف.
ويقال إن الأسباب التي دفعت نابليون للخروج من مصر كثيرة، إذ ضعف جيشه بسبب خسائره والأمراض، وخاصة الطاعون، مما جعل مشروع الهند مستحيلًا، علاوة على ذلك، كانت الأخبار تصل عن وضع متوتر بشكل متزايد في فرنسا، حيث فقدت حكومة المديرين في باريس، المستشرية، وكذلك فقدت الدعم الشعبي، وما دفعه للتفكير في العودة مجددا برفقة حفنة من رفاقه الموثوق بهم، غادر إلى فرنسا، تاركًا جيشه تحت قيادة الجنرال كليبر.
ووفقا لما ذكره "بوريين" كاتم أسرار نابليون ورفيقه فى الرحلة، فأن المغادرة كانت ليلا على متن سفينتى "لاموبرون" و"لاكاريير" وكان عدد المرافقين للجنرال الفرنسى يتراوح ما بين 400 و500 شخص، وكانت الليلة حالكة الظلام، بحيث كانوا يتلمسون الوصول إلى السفن تحت أضواء النجوم.
وأمر نابليون قواد السفنية بأن يسيروا بمحاذاة الشواطئ الأفريقية إلى أن يصل إلى جنوب جزيرة سردينيا، فكان يرى أنه إذا هاجمه الإنجليز وهو بمحاذاة الشاطئ الأفريقى، يستطيع أن يشق طريقه داخل تونس ووهران بحرية.
ويوضح الكتاب أن مغادرة نابليون كانت سرا حتى على كليبر نائبه وقائد الحملة الفرنسية من بعده، حتى أن خبر مغادرة الجنرال الفرنسى أدهش الفرنسيين المتواجدين بالقاهرة، والمصريين.