اكتشف علماء الآثار أربعة مقابر من العصر الرومانى أثناء الحفريات فى مدينة سيليون القديمة فى منطقة سيريك فى أنطاليا، ويلقى هذا الاكتشاف الضوء على تقاليد الدفن فى المنطقة، وفقا لما نشره موقع turkiyetoday.
مقبرة حجرية رومانية فريدة من نوعها
تأسست مدينة سيليون على قمة تل فى أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد لأسباب دفاعية، وتحتوى على بقايا من العصور الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.
كشفت الحفريات التى أجريت فى الموقع على مدار العام في إطار مشروع "التراث من أجل المستقبل" التابع لتركيا، مؤخرًا عن مقبرة نادرة على شكل غرفة يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثاني الميلادي.
وأوضح مدير الحفريات البروفيسور مراد تاسكيران من جامعة باموكالي أن القبر الحجري ذو المخطط المربع يحتوي على ثلاثة مدافن منفصلة من فترات مختلفة.
وأضاف أن "الدفن الأول تم إزاحته لاحقا لإفساح المجال لدفن شخص ثان، ثم تم وضع شخص ثالث في الداخل".
وتم العثور على بعض المتعلقات الجنائزية، بما في ذلك الخواتم والأقراط ودبوس الشعر والعملات المعدنية والأشياء المصنوعة من الطين والأواني الزجاجية والتماثيل والزخارف المعدنية، مما ساعد في تحديد تاريخ القبر ويشير إلى أنه ينتمي إلى أعضاء من الطبقة الأرستقراطية المحلية.
من المقبرة الرومانية إلى المقبرة التركية الإسلامية
كما حدد علماء الآثار أن المنطقة التي تحتوي على المقابر الرومانية أعيد استخدامها بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، بعد أن وقعت سيليون تحت الحكم التركي الإسلامي.
وفي ذلك الوقت، تم تحويله إلى مقبرة إسلامية للجنود المتمركزين في القلعة وعائلاتهم.
وبحسب تاسكيران فإن السمات المعمارية لهذه المدافن اللاحقة تعكس التقاليد التي جلبتها من آسيا الوسطى.
ومن المعروف أن المقابر التركية الإسلامية المبكرة موجودة في الأناضول، ولكنها تظل نادرة في هذه المنطقة على وجه الخصوص.
ويرى الفريق أن هذا الاكتشاف يمثل إضافة قيمة للسجل التاريخي، إذ يظهر كيف تطورت مقبرة سيليون مع الهوية الثقافية والسياسية المتغيرة للمدينة.
تم إجراء أعمال الترميم على مقبرة الغرفة لتثبيتها وتقديمها في حالتها الحالية.
وأكد تاسكيران أن الحفريات لم تكشف فقط عن هيكل روماني مهم، بل كشفت أيضًا عن أدلة مهمة على الوجود التركي في العصور الوسطى.

مقابر من العصر الرومانى