حازم حسين

حاصر حصارك لا مفرّ.. حضور فلسطين على بوابة رفح وغيابها عن خيال الفلسطينيين

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 02:00 م


لا مفرَّ من أن «تُحاصر حصارك»، كما قال درويش فى قصيدته الشهيرة «سقط القناع»، وهذا أبلغ ما يُمكن أن توصف به زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى لشمال سيناء، والمؤتمر الصحفى الذى عقده مع وزير الخارجية بدر عبد العاطى من أمام معبر رفح البرى، مُستعرضًا واقع الحال المغاير لكل ما تدعيه إسرائيل وتعمل على ترويجه، وتلتحق فيه بعض التيارات الأصولية وعلى رأسها جماعة الإخوان بسردية العدو، لا لشىء إلا إثارة الغبار وتمييع الجريمة، ومحاولة خلق صورة زائفة عن الانسداد الراهن، تصب أولا فى صالح الاحتلال، وتُنتحل فيها القضية ومآسيها، لتكون منصة للابتزاز والمزايدة، ورصاصة سوداء على الطرف الخطأ.

وعلى كثرة الزيارات التى استقبلتها المنطقة، والوفود رفيعة المستوى من قادة الدول والحكومات وممثلى المنظمات الدولية، فإن حلول السلطة الوطنية الفلسطينية على مرمى حجر من غزة، ربما يكون أهم الأحداث السياسية والإعلامية منذ الطوفان، وأكثرها رمزية ودلالة، انطلاقا من كونها أقرب لفكرة تحريك الجغرافيا، ووصل الضفة الغربية بالقطاع رغم العراقيل الطبيعية، ومحاولة الفصل بينهما معنويا.

وذلك فضلا على أنها تعيد ضبط الرواية وتصويبها أغاليطها، ووضع رام الله عمليا فى قلب مشهد المعاناة ومحاولات البحث عن حلول، بدءا بالهدنة التى صارت شرطا ضروريا للإنقاذ، وإلى ملامح «اليوم التالى» باعتبارها سؤالا وجوديا لا تنتظم القضية من دونه، ولا ينتظم مسار النضال التحررى فى طلبه للحقوق العادلة.

وفيما تُفرِطُ إسرائيل الرسمية فى الترويع والتنكيل بالفلسطينيين شرقا وغربا، فلا بديل عن كسر الطوق الخانق بكل السبل المُمكنة، وعلى وجه غير ما أنجزه عرفات وشركاؤه فى فتح قبل عقود، أى لا أن يكون من الخارج إلى الداخل، بل من كل جهة للأخرى على التوازى، ومنهما معًا بالتزامن، بحيث لا تخسر القضية مرتكزاتها الباقية من زمن أوسلو بعودته العكسية الوحيدة بعد النكبة، ولا تكون محصورة بالحصار المفروض عليها، وما يضغط على أعصابها ويُقيّد حركتها فى التَّمَاس المباشر مع الاحتلال وأذرعه الاستيطانية.

ما يُوجب ألا تكون زيارة عابرة أو وحيدة، وإنما استراتيجية عمل دائمة تحل فيها فلسطين ضيفا دائما على محيطها، وكيانا يتنقل بين العواصم الداعمة والمعترفة بالدولة المستقلة، فى ممارسة عملانية تُعيد فيها السلطة تموضعها على صفة البلد المحتل فى سعيه للاستقلال، وليس الكتلة الهلامية المتعثرة فى طموحات التشكّل، ناهيك عن مصاعب التجسّد الكامل واستكمال الثلاثية المقدسة للدول: إقليم وشعب وإدارة واحدة.

تكشّفت نوايا حكومة اليمين القومى والتوراتى من وراء عدوانها على غزة، وقد تذرّعت بخطيئة حماس فى الطوفان، لتفتتح مسارا ينتهى إلى تصفية القضية ماديا أو رمزيا، وإن لم يكن بالتهجير وقضم الأرض، فبالحصار وخنق السكان وتيئيسهم من الحاضر والمستقبل.

وفيما يستفيق العالم من غفوته الطويلة، ويتجه فرادى وجماعات صوب الاعتراف بفلسطين، وإعادة تنشيط المسار السياسى تحت سقف «حل الدولتين»، فإن الرد الصهيونى على تلك الموجة لا يخرج عن التصعيد المضاد، أو كما قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ما معناه: فلتعترفوا بالدولة، إنما لن تجدوا لها مكانا، وما من شَكّ فى أن التطويق من الداخل قد بلغ مداه، وآخذ فى التوسع والانفلات، ولا قِبَل للقوى الوطنية على تنوعها بالتصدى له، كما لا يمكن الصمت عليه أيضا، أو السكون إلى أن تُعتصَر المؤسسات والأبدان بين الحواجز الأمنية وكُتل الاستيطان الخانقة.

تعقّدت الأوضاع عما كانت عليه فى أية حقبة سابقة، وباتت تتطلب مقاربة ديناميكية من خارج الصندوق، وأكثر قدرة على المناورة وتطوير الأدوات، بما لا يُبقيها رهينة الثنائية المغلقة: السياسة المحجمة بالمعازل والتنسيقات الأمنية، أو الخشونة المولّدة للذرائع بما ترتبه من تبعات ثقيلة على السلطة والفصائل معًا، وعلى البيئة الديموغرافية إجمالا فى حيّزها الراهن، وأصولها المستمرة فى التآكل كما تُسحب السجادة من تحت الأقدام.

وبعيدًا من سطوة الحقائق المفروضة بالقوة، وأنها لن تتغير فجأة بإنعاش السردية وتنشيط حضورها المعنوى، فالاستكانة لتلك المعادلة رفاهية لا تتوافر للفلسطينيين، بل لا تحق لهم من الأساس، وما عليهم إلا أن يكونوا قادرين على إبقاء القضية حية فى مجالها، وعلى رعايتها والحياة بها فى كل نطاق آخر متاح. انفلاتا من حصار الداخل الغشوم، أو انطلاقا إلى حصاره من الخارج بحصافة وكثافة وحيوية لا تيأس ولا تهدأ.

إن النازلة الثقيلة على رأس غزة وأهلها لاثنين وعشرين شهرا، لم تكن من أثر المقامرة الحماسية وحدها، ولا الوحشية الصهيونية أيضا. كلاهما حق لا يُنكَر قطعا، لكن السبيل للانتقال من الخطأ إلى الكارثة رعته القوى العالمية الكبرى، وفرشت طريقه بالانحياز الفج أولا، ثم بالانحياز المتواطئ فيما تلا ذلك.

أى أن الجريمة لم يكن لها أن تقع وتتمدد، لولا أن الأسرة الغربية استحسنت سردية تل أبيب واستجابت لمقترحاتها، وأسبلت عليها غطاء السياسة والشراكة الحربية الكاملة، قبل أن تعود لرشدها عندما تعاظمت الكلفة، وبلغت المأساة مبلغا لا يمكن السكوت عليه أو التعامى عنه. فما أحدثته العاطفة بدده البطش، وعند نقطة التوازن انقلبت الصورة، وتحركت العواطف فى وجهة مضادة.

إنه الحصار الذى فرضه الاحتلال على القطاع بالدعاية فى المبتدى، وبقوّة الصورة المنقولة أو الملفقة عن هجمة الغلاف فى السابع من أكتوبر، وبفضله أُطلقت الآلة العسكرية دون قيد أو شرط، إلى إن تكفلت الصور المتفلتة من محاولات التأطير والتعمية على الجانب الآخر، وأعادت الأمور إلى نصابها الصحيح.

ما يعنى أن الرواية المُعمّى عليها قد طُمرت أولا تحت أزيز الرصاص وصخب الدعايات الحماسية، ثم أُزيح عنها الغطاء بقوة المأساة الإنسانية فى القطاع.

وبهذا، استُعين بالمحاصرة المعنوية وقودا للمجنزرات وناقلات الجند، وبالاستمراء انكسر حاجز التضليل، فخرجت مواجع الناس من تحت الأنقاض مثل طائر الفينيق الذى يحترق ليتجدد، وبخروجها انقلبت السردية وارتد الحصار على المُحاصِر.

كان وزير الأمن الإسرائيلى السابق، يوآف جالانت، بالغ الانكشاف والفجاجة عندما قال فى بادئة العدوان، إنه لا سبيل لغزة إلى الحياة كما كانت، أو على أى مثال طبيعى آخر، مجاهرا برؤيته لمنكوبيها باعتبارهم «حيوانات بشرية»، وسيتعامل معهم جيش النازية الصهيونية على هذا الأساس: لا ماء ولا طعام أو وقود.

وزاد آخرون عليه فى التوحش، ووصل الأمر بوزير التراث عميحاى بن إلياهو إلى الدعوة لإسقاط قنبلة نووية على القطاع. ورغم فداحة الرسالة ولا إنسانيتها، فإن الانفعال المصنوع وفوضى البدايات قد سمحا بمرورها دون توقف أو مساءلة، وتخيل نتنياهو أنه يقبض على تصريح أبدى، فأفرط فى الإبادة والتجويع، وفتح ثغرة من حيث لا يدرى، لكى يرى العالم جريمته على وجهها الحقيقى.

والرسالة ذاتها كانت حاضرة بحرارتها الكاملة حتى أسابيع مضت. فبعدما أُسقطت هدنة يناير عقب انتهاء مرحلتها الأولى فى مطلع مارس، ودون وصول إلى المرحلتين التاليتين لاستكمال مبادلة الرهائن ووقف الحرب ثم إطلاق عملية التعافى وإعادة الإعمار، ضُرب طوق خانق حوالىّ القطاع، ومُنعت عنه الحاجات الضرورية لأكثر من مليونين من المدنيين العزل، زهاء ثلثيهم من الأطفال والنساء. والإفراط مضر تماما كالتفريط، وكلما زاد الشىء عن الحد انقلب إلى الضد.

وهكذا، تحوّل الجوع الذى كان قائما منذ بداية العدوان حجّة على المعتدى، وانتقل من كونه سلاحا فى جيش الاحتلال، ليصير درعا دفاعية بين عُدّة الضحايا. إنه حصار الاستئساد الغاشم على أبرياء منسحقين ومفعول بهم، وقد أحدث أثره النسبى بالصورة والإيلام النفسى، وصعّد الضغوط على الصهاينة حتى سمحوا بتقطير المساعدات للجوعى الزاحفين على بطونهم، ويجب ألا يُفرّط فى تلك الورقة، ولا أن ينصرف الذهن الفلسطينى عن الاستثمار المثمر فيها، وبعقلية نضالية لا تستلبها الذاتية الفصائلية، ولا تُضللها الشعارات الشعبوية.

والمنفذ لتلك الغاية، إنما يبدأ من محاصرة الحصار كما قال درويش، وبحسب ما يتوافر اليوم من إمكانات سهلة وميسورة، على شرط أن تنسجم مع خيارات الداخل وأداءاته، وتمتزج فى رؤية جماعية تعمل على محورى الإنقاذ والإنعاش معا، وتتدفق فى مسار النهر الدولى الهادر دعما للدولة واعترافا بها، ووضعا لحل الدولتين خيارا واحدا على الطاولة، وذلك مع معرفة أنها لن تكون جولةً أقلَّ إرهاقًا، ولا أكثر نفعا وأسرع من سابقاتها، لكنها المحاولة الاضطرارية التى لا بديل عنها، بعدما تقطّعت سبل الاشتباك الخشن، وقُوّضت البدائل السلمية من الداخل بأثر التنازع بين المكونات، وإتقان الغريم للعب على تناقضاتها، وتعميق الانقسام والهواجس المتبادلة بينها لنحو عقدين أو يزيد.

والحقّ أنّ حصار غزة لم يبدأ بالطوفان، ولا حتى مع الانقلاب ومن قبله خطة فك الارتباط، وما ترتب عليها من إخلاء القطاع وتطويقها بحزام من النيران والجدران، بل بدأ فى الواقع من النزاعات المكتومة تحت سقف البيت الواحد، ومن نشأة حماس على أجندة أيديولوجية «فوق فلسطينية»، وانقلابها على كاريزما عرفات ورمزية منظمة التحرير بأثر رجعى.

وعلى هذا المعنى، فالحصار الفلسطينى مركب وشديد التعقيد، لأنه يبدأ من الداخل أَولا، من الافتتان بالذات واستعجال المنافسة على راية القيادة، ومن صيغة الجزر المنعزلة التى لا تعمل بعيدا عن بعضها فحسب، بل تتناطح وتنحر كل واحدة فيها من الأخرى، لتصنع بانقساماتها قطعة جبن سويسرية مليئة بالثقوب والفراغات، وبينها حواجز عالية من التوجس وسوء الفهم، أكثر مما يعزلها عن بعضها من موانع الاحتلال وبؤره الاستيطانية المستمرة فى تمددها كالسرطان.

ولا يغيب عن العقل هنا، أن السلطة الوطنية ليست الممثل الشرعى والوحيد لفلسطين وشعبها فحسب، بل إنها الهيئة النظامية الأقرب إلى التجانس والاكتمال، وصاحبة الحضور الميدانى المباشر فى كل مستوياتها القيادية، بينما يضطر قادة حماس مثلا للتوزع بين المنافى، ويعجزون عن الوقوف على الأرض التى يدافعون عنها أو يتحدثون باسمها.

ليس عابرا على الإطلاق أن رئيس الوزراء محمد مصطفى قد وصل إلى تخوم غزة عند خط الحدود المصرية فى أول زيارة له منذ الطوفان، فيما توالت وفود الحركة على القاهرة عشرات المرات طوال تلك المدة، وما ذهبت أو فكرت فى الذهاب، حتى مع اليقين الكامل بأنهم ضيوف على بلد قادر على تأمينهم تحت أى شبر من سمائه الواسعة.

الأهم أنهم يحتاطون لسلامتهم فى فنادق الإقامة بالدوحة وغيرها، ويخالط خيالهم دوما ما كان مع صالح العارورى فى ضاحية بيروت الجنوبية، أو إسماعيل هنية فى قلب طهران وبين أحضان حرسها الثورى، بينما جاء محمد مصطفى من رام الله وسيعود إليها، وهناك يقيم الرئيس عباس ونائبه حسين الشيخ، وكل أعضاء الحكومة وكوادر المنظمة وفتح وقواعدهما، ولا حائل يمنع رصاص الاحتلال عنهم إلا الشرعية، والاعتراف الدولى، وقوّة الحصار بالدبلوماسية والقانون مهما كان تبجح إسرائيل وانفلاتها، وتلك حصانة لا ينبغى التفريط فيها، ولا التعالى على اغتنامها وتثميرها، وبما يسمح للمظلة الواحدة بأن تحتوى الجميع وتحميهم، لا أن يعرّيها ويكشف ظهرها ويعرضها للاستهداف بخطيئة الجزء المتنطّح على الكل.

لن ينكسر الحصار بالقوّة، لأنها هى التى استجلبته من الأساس، ولو كانت قادرة على صدّه أو نَقب جُدرانه الحارقة، ما حُوصِرَت منه فى شِعبٍ ضيّق، وبين خيارين للموت قتلاً أو جوعًا.

خسرت غزّة ما يتخطّى 60 ألف روح، وأضعافهم من الجرحى والمبتورين، أما الناجون جميعًا فسيخرون باعتلالات نفسية لا يعلم مداها إلا الله.

وإلى تلك الخسارة الفادحة، انكسر النموذج التقليدى المُعتَمَد للمقاومة، وأضحى من الواجب تحديثه أو البحث عن بديل له، لأنها ستظل حاجةً مُلحّة ما بَقِى الاحتلال، إنما لن تكون نافعةً لو تسبّبت فى الانتكاسات المُعوِّقة على فواصل مُتقطّعة، لتخرُجَ أضعف فى كل مرّة، وتُحمّل القضية أثقالاً لا قِبَل لها بها، ولا إمكانية لصَرفها سياسيًّا.

لا مفرّ من مُحاصرة الحصار، بالانفلات من قواعد اللعبة التى رسمها أوّلا، ثم كَسر الدراما الاعتيادية وتغيير آليات العمل بصورة شاملة. المُصالحة مفتاح الإصلاح، ثم توحيد الأجندة الوطنية وتوزيع الأدوار بمنطق محسوب، والعمل على ألا يُضيّع خُطباء المنابر بشعبويتهم، ما يُراكمه الساسة والجمهور بأدواتهم ومواجعهم.

نحتاج لإدارة واحدة يُتّفق عليها فلسطينيا، قبل أن يفرض العالم عليهم تصوّرًا يُبقى الانقسام ويُؤبّده. ويجب أن تنفتح المطارات والعواصم للسلطة الوطنية فى كل مستوياتها، وأن نرى محمد مصطفى وبقية أعضاء حكومته ضيوفا على المنطقة كلها، وعلى دول الشرق والغرب الداعمة للقضية والمُعترفة بالدولة المُستقلة.

إن أكثر ما يُزعج إسرائيل أن تتنفَّس فلسطين على الرغم من كتم أنفاسها والقعود على صدرها فى الداخل، وأن تتحقّق فى الزمان تعويضًا عن التعذُّر فى المكان، لأن مُتطرّفى تل أبيب يعرفون أن الجغرافيا مسألة غير محسومة، ولن تُحسَم على تصوّرهم، إنما الرمزية والوجود المعنوى ثِقَلان لا يُمكن التحلُّل منهما، ويضغطان على أعصابها بأكثر مِمّا تضغط بنادق القسّام، أو تُزعجها حنجوريات خليل الحيّة ورفاقه.

الصخبُ يصنع الفوضى ويُضيّع الحقائق، لكنَّ الهمس يفضح اندفاعة العدو النازى، ويلمس شغاف القلوب بالرسالة ومضامينها الصادقة.

وعودة إلى درويش فى مديح الظل العالى، فيما يقول: «فى كل مئذنة حاوٍ ومُغتصب/ يدعو لأندلس إن حُوصِرت حلبُ»، وقد كان الطوفان من نوعية الدعوة للأندلس، فيما تختنق حلبُ بانقسامها وهشاشتها وتصارع الفاعلين فيها على الفتات.

وإلى اليوم، تُوضَع حماس قبل غزة، والأيديولوجيا فوق القضية، ويُبحث من جهة الأُصوليين عن إنقاذ أنفسهم لا استدراك خطاياهم. وبعيدًا من الإدانة والتقريع، فشرارة السنوار قد أحدثت أثرها الفادح وانقضى الأمر، ويجيب ألا يُستمرأ التعبُّد للنار إلى أن تحترق البلاد والعباد، بل أن يُصار لإطفائها أو قذفها على العدو.

خُطَبُ المنابر ما أحقّت حقًّا ولا أقامت مائلا، ومحور الممانَعة خذل حُلفاءه فخذلته الوقائع، وتهدّم البنيان عليهم بعد عقود من الاستثمار المشبوه.

حُوصِرت غزّة بالأصولية، ثم بالاستتباع والولائية والتفكير داخل صندوق الفصيل والطائفة، وكَسر حصارها لا يكون إلا بإعادتها لسيرتها الأولى، وتحريرها من قيود الداخل، وردّها للهويّة البيضاء ردًّا جميلاً، ثم الاشتغال بمحصول كل الحوادث والخبرات ودروس الفتنة والتفنن فى صناعتها، على صعيد مُحاصرة العدو بإجرامه، وتقويض سرديته، والتجرُّد من الاعتبارات الحركية، لتصُبّ الجهود كلها فى نهر النضال الوطنى، من دون شريكٍ أو خصيم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب