-
الحاجة أمينة كفيفة لم تتزوج 99 عاما من العطاء والأنس بالقرآن
-
تواصل تعليم الأطفال كتاب الله لأكثر من 70 عاما
تكاد تتم عامها المائة، قضتها منذ ميلادها في ابتلاء بأن جعلها الله كفيفة، وهي لم تتزوج، لكنها أخذت على عاتقها تحفيظ القرآن لأبناء قريتها وأجوارها، وتحلم بالعودة إلى بيتها من جديد بعدما تهدم بفعل السيول، وتحلم بأن تحج بيت الله الحرام.
تقول الشيخة "أمينة محمود محمد سلمي"، من قرية العباسة الكبرى بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، إنها قد حفظت القرآن وعمرها 20 سنة، وبعدها تمكنت من تحفيظ كل أطفال القرية، قبل أن تشير إلى أن كل الكبار ممن يحفظون كتاب الله خرجوا من تحت يديها وتعلموا في الكُتّاب.
وأوضحت الشيخة أمينة، لـ"اليوم السابع"، أن لها ورد يومي فهي تصلي الفجر وتقرأ جزءا من القرآن، وقد اعتادت أن تختم القرآن كل شهر.
ويلتقط الشيخ "جمال عبدالواحد"، محفظ قرآن وأحد تلاميذ الشيخة أمينة، أطراف الحديث، ليؤكد أنه من شدة حبه لها قد تزوج بنت أخيها، لافتا إلى أن الشيخة حتى الآن تختم القرآن مرتين في الشهر.
ويقول "محمد عبدالله"، باحث أول في القرآن الكريم، إنه أحد تلاميذ الشيخة أمينة، وهي أول محفظة على مدار 70 سنة تتولى تحفيظ القرآن لأبناء القرية، قبل أن يشير إلى تخرج على يديها أطباء وخطباء، وقد أنعم الله عليها بنعمة البصيرة ولم تتزوج أو تنجب لكنها تعتبر كل من تتلمذ على يديها بمثابة أبنائها.
وأضاف عبدالله، لـ"اليوم السابع"، أن الشيخة "أمينة" كانت تقيم في غرفتين بالطوب اللبن وتهدموا بفعل المطر الشديد، وهي تحاول حاليا بنائهما لكنها لا تستطيع تحمل النفقات، قبل أن يناشد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بالتدخل لتلبية رغبتها، فقد كانت لا تتقاضى نظير التحفظ سوى أجر رمزي ممن يستطيع.
في السياق ذاته، يروي الشيخ "عبدالهادي علي إبراهيم"، إمام وخطيب بالأوقاف، أنه قد حفظ القرآن وتتلمذ على يد الشيخة أمينة، حيث كانت معلمة شديدة في تحفيظ وتعليم كتاب الله، مشيرا إلى أن الشيخة كانت شديدة في تحفيظهم حتى أن أحدهم لا يجرؤ على فتح المصحف لمراجعة السور وقت التسميع وقتها، قبل أن يوضح أن الشيخة "نفسها تكمل حياتها في بيتها".

الشيخة-أمينة

الشيخة-أمينة-بين-بعض-تلاميذها-القدامى

الشيخة-أمينة-وزوج-ابنة-شقيقها