إيمان ممتاز

المرأة العاملة بين مطرقة البيت وسندان المجتمع

السبت، 16 أغسطس 2025 01:11 م


في العقود الأخيرة، أصبح مشهد المرأة وهي تخرج إلى العمل كل صباح جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، لكن وراء هذه الصورة العادية تختبئ معارك صامتة تخوضها ملايين النساء، بين واجبات مهنية لا ترحم وضغوط أسرية لا تعرف الإجازات، وبينهما نظرة مجتمعية متقلبة، تارة داعمة وتارة متهمة.

المرأة العاملة غالباً لا تحصل على معاملة "استثنائية" في بيئة العمل، فهي مطالبة بنفس ساعات الحضور، ونفس معدلات الإنتاج، وأحياناً بجهد مضاعف لإثبات جدارتها في بيئة قد يشكك البعض في قدراتها لمجرد كونها امرأة. ومع ذلك، لا يخفف أحد عنها عبء المهام المنزلية أو رعاية الأبناء، وكأن النجاح المهني "امتياز" عليها أن تدفع ثمنه من صحتها ووقتها الشخصي.

رغم الخطاب المتكرر عن تمكين المرأة، إلا أن الثقافة السائدة لا تزال تُقيّم المرأة من خلال دورها الأسري أولاً. فنجاحها في العمل قد يُقابَل باتهامات بالإهمال، أو يُحمَّل على أنه سبب تفكك أسري محتمل. المجتمع يريدها أن تكون "سوبر" تجمع بين التفوق المهني والمثالية الأسرية، وفي حال قصّرت في أي جانب، تصبح موضع نقد ولوم.


‎هذه المعادلة القاسية لا تُرهق الجسد فقط، بل تترك ندوباً في النفس. شعور دائم بالذنب تجاه الأبناء، وإرهاق مزمن، وتآكل لشغف العمل. ومع غياب دعم مؤسسي حقيقي، تجد كثير من النساء أنفسهن أمام خيارين التضحية بطموحهن المهني، أو العيش تحت ضغط دائم.
‎التغيير يبدأ من ثلاثة مسارات متوازية:
1  ثقافة مجتمعية جديدة ترى أن نجاح المرأة في عملها لا يتعارض مع كونها زوجة وأماً.
2 سياسات داعمة مثل ساعات عمل مرنة، وإجازات أبوة وأمومة متوازنة، وخدمات حضانة ملحقة بمقار العمل.
3 توزيع عادل للمسؤوليات الأسرية يشارك فيه الزوج كشريك حقيقي لا كـ"مساعد".

‎إن المرأة العاملة لا تحتاج إلى شفقة أو امتنان، بل إلى اعتراف بحقها في أن تكون إنسانة كاملة، لها طموح، وعائلة، وحياة متوازنة.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب