إبراهيم حسان

زواج تحت الكعبة.. عبادة أم استعراض؟

الجمعة، 15 أغسطس 2025 10:00 ص


تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، صورًا لعروسين يقفان تحت الكعبة المشرفة بملابس الزفاف، بحجة استبدال حفل الزواج برحلة عمرة، وهو أمر قد يبدو في ظاهره جميلًا ومباركًا، لكن، يبقى السؤال: هل يتوافق هذا التصرف مع قدسية المكان وروح العبادة فيه؟

العريس أوضح أنه فضّل إنفاق تكاليف الفرح على أداء مناسك العمرة، معتبرًا ذلك خيارًا أكثر أجرًا، لكن المشهد نفسه أثار استياء كثيرين، خاصة أن الكعبة ليست مكانًا للقطات الاستعراضية أو ميدانًا لمواكبة "التريند"، فهي بيت الله الذي يُقصد للتوبة والخشوع، حيث تُترك الدنيا وراء الظهر، ويُغسل القلب من الشوائب.

قد تكون النية طيبة، لكن الشكل الذي تُقدَّم به العبادة لا يقل أهمية عن جوهرها، والمكان الذي شرّفه الله وهيّأه للخشوع لا ينبغي أن يتحول إلى خلفية لمشهد استعراضي، حتى لا تضيع الرسالة الروحية وسط بريق الصور ومطاردة الإعجابات.

ولعل ما يزيد من حدة الانتقادات أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها صور مشابهة، إذ سبق أن التقط آخرون مشاهد استفزازية في ذات البقعة الطاهرة، مما يثير التساؤل حول فهمنا لخصوصية وقدسية هذا المكان.

في النهاية، العبادة مكانها القلب، ولا تحتاج إلى لقطات استعراضية، خاصة حين يتعلق الأمر بأقدس بقاع الأرض، حيث المطلوب أن ننشغل بالذكر والخشوع، لا بالتريندات واللايكات، فالتقاط الصور في هذا السياق بهذه الطريقة قد يُفقد اللحظة معناها الروحي العميق، ويحوّل العبادة إلى مشهد استعراضي، حتى وإن كانت النية طيبة، فالمكان له هيبته وحرمة يجب أن تُصان، بعيدًا عن المظاهر التي تشتت القلوب عن الغاية الحقيقية من العمرة أو الحج.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب