منشآت ضخمة شيَّدَها رمسيس الثاني في مناطق عديدة بالوجه القبلي والوجه البحري، والنوبة ولا يوجد ملك من ملوك مصر له مثل هذا العدد من المبانى الشاهقة، ولعلها كانت ولم تزَلِ السببَ في ذيوع اسمه ورفعة شأنه بين ملوك مصر قاطبة.
فقد أسس مدينة بر رمسيس بشمال الدلتا، ومكانها الآن على أرجح الآراء في "قنتيرة" الحالية بمركز فاقوس، ووفقا لعبد الرحمن الرافعي فى كتاب تاريخ الحركة القومية فى مصر القديمة : حسبنا أن نذكر معابدَه العديدة التي شيَّدَها، تلك المعابد التي هي من مفاخر مصر القديمة، وكان لها الفضل الأكبر في تخليد اسم رمسيس، وهي رمزٌ خالد لِما كانت عليه مصر من حضارة وعظمة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ولقد شيد لنفسه معبدًا ضخمًا رائعًا بالبرِّ الغربي للنيل بطيبة يُعرف بالرمسيوم وصرحًا شامخًا بمعبد القصر.
وأتم تشييد البهو الكبير ذي العمد العظيمة في معبد الكرنك، وهو الذي بدأ إنشاؤه في عهد رمسيس الأول ثم سيتي الأول، وأتمه رمسيس الثاني، ويُعد من أعظم عمائر العالم القديمة والحديثة، والباقي إلى اليوم، ويبلغ ارتفاع أوسط هذا البهو أربعة وعشرين مترًا، وسقفه مرفوع على عمد ضخمة عددها 134 عمودًا يتجاوز قطر الواحد منها عشرة أمتار.
يقول المؤرخ "برستد" يصف بهو الأعمدة الكبير بالكرنك: "إن هذه الساحة أعظم العمارات تأثيرًا في النفوس، وقد وافق على هذا الأستاذ رسكن Ruskin حيث قال: "إن أقل ما يقال عن هذه الساحة أنها ضخمة شاهقة لدرجة تؤثِّرُ كثيرًا في نفس ناظرها، فإذا وقفت بجوار عُمُدها وألقيتَ بنظرك على تلك العمد العديدة الشامخة المعتبرة أعظم أعمال البشر، وأمعنت في رءوسها الباسقة الحاملة لصحن المعبد، نقول: إذا لاحظت أن مسطح قمة كل عمود يسع ما يقرب من مائة رجل، وأن جُدُر هذه الساحة تسع فيما بينها كنيسة نوتردام Notre Dame بباريس ويبقى منها مكان فسيح، وإذا نظرت إلى باب ذلك المعبد العظيم البالغ طول عتبته أربعين قدمًا وزنتها مائة وخمسين طنًّا تقريبًا. إذا تأملت كل ذلك لا يسعك إلا الإعجاب والإشادة بأعمال ذلك العصر الذي شيد رجاله أعظمَ ساحةٍ ذات عمد أقامها البشرُ على ظهر البسيطة إلى الآن، وإذا كان تأثر السائح من ضخامة هذه الساحة أكثر من تأثره بجمالها ورونقها، فليذكر أن العمال الذين شيَّدُوها قد شيدوا أيضًا معبد رمسيس المعروف بالرمسيوم الذي لا يقل في الجمال والكمال عن أحسن عمارات الأسرة الثامنة عشرة".