محمود عبدالراضى

جسور مصر لا تُقطع عن غزة

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 11:55 ص


في قلب الصحراء الممتدة، وفي عيون أم تنتظر رغيف خبز لطفلها تحت أنقاض غزة، يمر شريان اسمه مصر، لا يعرف الانقطاع، ولا يستجيب للضغوط، ولا يغلق بواباته في وجه المنكوبين.

هنا، لا تقف المساعدات على حدود المعابر، بل تمتد على خارطة الموقف، موقف لا تُحركه مصالح، بل تُحييه قيم وأخلاق وتاريخ مشترك.

مصر، التي تضع القضية الفلسطينية في قلب أولوياتها، لم تكن يومًا مراقبًا صامتًا، بل دائمًا حاضنة، حريصة، ومبادة، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "لا يمكن أن نقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء في فلسطين"، فإن القاهرة لم تتردد في مد يد العون، حتى عندما اشتدت العواصف، وتعالت أصوات الحرب.

على مدار 21 شهرًا، كان الجهد المصري حثيثًا، ممتدًا من العريش حتى رفح، ومن غرف الاجتماعات إلى شاحنات الإغاثة.

آلاف الأطنان من المساعدات تنتظر على المعبر، دومًا جاهزة للدخول، فمصر "لا تستطيع منعها"، كما أكد الرئيس، لأن القيم المصرية "لا تسمح بذلك".

المشهد في غزة لا يحتمل تأجيلًا، ولا يرحم التراخي، ومصر تعرف هذا جيدًا، لذلك، جاء نداء الرئيس السيسي، صريحًا موجهًا إلى من بيده مفاتيح القرار العالمي: "أبذل كل جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات.. أتصور أن الوقت حان لإنهاء هذه المأساة". هو ليس نداء دبلوماسيًا، بل نداء من قلب القاهرة إلى العالم: افعلوا شيئًا، فهناك من يموت جوعًا، وآخر يموت قهرًا.

منذ اندلاع الأزمات في غزة، ظلت مصر الجار الأقرب، والضمير الحي، لا تتاجر بالقضية، ولا تلوّح بها، بل تنزل بها إلى أرض الفعل، حيث الشاحنات، والمستشفيات، والنداءات، وحيث الحضور السياسي في كل محفل، إنها ليست أزمة حدود فقط، بل أزمة إنسانية، ومصر اختارت دومًا أن تكون في صف الإنسان.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب