عادل السنهورى

مشروع علاج وصندوق معاشات للشعراء والأدباء

الإثنين، 21 يوليو 2025 03:16 م


خطاب الشاعر الكبير ابراهيم رضوان تسبب في حالة من الحزن والغضب والحسرة على حالة وأوضاع كبار الشعراء والأدباء والكتاب في ظل غياب آليات واضحة ومحددة ترعى هؤلاء المبدعين الذين أثروا الحياة الثقافية والفنية في مصر بأعمالهم في مجالات الشعر والأدب والكتابة عموما، عندما يتعرضون لأزمات صحية أو اجتماعية. 

الخطاب موجع ومؤلم ومؤثر وكاشف لمواطن الخلل في الأوضاع الاجتماعية المقلوبة في مجتمعنا و عجزز المؤسسات المعنية عن التصدي له. وهذه ليست المرة الأولى- ولن تكون الأخيرة- الذي يفاجئ الوسط الثقافي برسالة حزينة من شاعر أو كاتب يختفي من الساحة الابداعية ويعاني من أزمة صحية وتكاليف علاج لا يقدر عليها ويضطر أمام العجز واشتداد وطأة المرض عليه الى كتابة رسالة " مناشدة" أو " استجداء" ولن أقول " رسالة تسول" الى أية جهه لمساعدته في تحمل تكاليف العلاج، مع عرض سيرته في الكتابة والابداع في حب الوطن لاستنهاض همة المسئوليين أو الجهات المعنية.

رسالة دامعة  يعرف فيها الشاعر نفسه قائلا:" أكتب إليكم أنا الشاعر إبراهيم رضوان، الذي ارتبط اسمه بأعمال وطنية أدبية وفنية عكست حب الوطن وخدمته، حيث ساهمت أشعاري في أعمال مميزة مثل أغنية "مدد مدد.. شدي حيلك يا بلد"و التي أعتبرها نشيد مصر القومي، و معظم أعمال محمد نوح، وأغنية "و حياة رب المداين" للفنانة شادية، و"الله معاك" التي أداها الحرس الجمهوري ليلة تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب أعمال أخرى مثل "بسم الله" للإسكندراني، وأوبريت "يا جريد النخل العالي"،التي أداه الفنان محمد الحلو و مني عبد الغني و ناديه مصطفى و مدحت صالح . و"بلدياتي يا بلديات" لنادية مصطفى، و"الناس نامت إلاك"، و"قلب الوطن مجروح" لمحمد منير، وعشرات الأغاني و البرامج والمسرحيات و الدواوين و الأمسيات التي تجسدت فيها روح الوطنية."

ومن جانبي أضيف بأن إبراهيم رضوان كتب عشرات البرامج الإذاعية والمسرحيات والأفلام والتمثيليات الإذاعية وساهم في إعداد البرامج الثقافية بالتليفزيون ومن دواوينه الشعرية الدنيا هى المشنقة وأنا والليل والجنازة وحصل على جائزة أحسن كاتب أغانٍ عن العالم الثالث من اليونسكو وجائزة أحسن أغنية عربية من ليبيا 1973 وجائزة أحسن برنامج إذاعي. ستون عامًا قضاها في خدمة الأدب والفن الوطني، فهو من مواليد المنصورة عام 1945، وحاصل على بكالوريوس معهد الإعداد الإذاعي، ويعمل باحثًا بالمركز القومي للآداب والفنون، ويكتب الشعر بالعامية والفصحى، ونشرت أعماله في معظم الدول العربية.

في يناير الماضي أصيب شاعرنا بجلظة دماغية ألزمته فراش المرض واستنفد كل ما يملك وما لايملك لتغطية تكاليف العلاج، بعد مناشدات بلا جدوى للجهات المعنية مثل جمعية المؤلفين والملحنين واتحاد كتاب مصر.

وهنا يجب أن نوجه التحية والشكر الى معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو على سرعة استجابته لمناشدات ونداءات عدد كبير من المثقفين بالتدخل للمساعدة في الأزمة الصحية التي أصابت الشاعر الكبير إبراهيم رضوان، حيث قام الفور بالتواصل مع وزارة الصحة لعمل اللازم، كما قام وزير الثقافة، بإجراء مكالمة هاتفية من أجل الاطمئنان على صحة الشاعر إبراهيم رضوان، والتواصل مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة لعلاجه على نفقة الدولة.

الاستجابة السريعة من وير الثقافة لم تخيب التوقعات في دعم الدولة لمبدعيها والوقوف الى جانبهم. لكن تبقى القضية في حاجة الى علاج جذري ولا ننتظر حالة جديدة لشاعر أو أديب أو كاتب يسقط في براثن المرض والعوز والحاجة ويضطر الى الاستجداء.

لدينا اتحادات ونقابات معنية بشئون الأعضاء من الكتاب والشعراء وفي الواقع لا نشعر بدورها تجاه أعضاءها كبار السن والذين يتعرضون لأزمات المرض أو لضائقة مادية ومعيشية أو تكون الخدمات التي تقدمها لا تغني ولا تسمن من جوع وغير كافية في حالة المرض.

وأدعو وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو بصفته الراع الأكبر لكافة المنتمين للثقافة المصرية والعاملين تحت لواءها الى مناقشة هذا الملف من أجل الحفاظ على كرامة المثقف والفنان المصري وتوفير المعيشة اللائقة به عندما يمتد به العمر..والدعوة مفتوحة لاتحاد الكتاب والأدباء وجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين والنقابات الفنية لمناقشة قضية توفير الرعاية الصحية اللازمة للأعضاء وتدبير الأموال اللازمة لصناديق المعاشات. فاتحاد الكتاب عليه مسئولية لأنه هو الجهة التي عليها الاهتمام برعاية شؤون الكتاب المصريين وتقديم الدعم لهم، وتوفير بيئة مناسبة للكتاب للإبداع والتطور، ويسعى لتقديم خدمات متنوعة لأعضائه، بما في ذلك الرعاية الصحية، والمساعدات المالية، وغيرها من الخدمات التي تعزز من مكانة الكاتب وتقدم له الدعم اللازم.
كافة المؤسسات الثقافية عليها دورًا هامًا في رعاية الشعراء والكتاب حتى لا نترك مبدعينا يناشدون ويستجدون.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب