ولكن يبدو أن هناك (بقايا) ضمير داهمت أنور وجدي بعد الذي فعله مع صديقة الذي كاد يدخل السجن بتهمة الترويج للشيوعية".. ؟!
أقدم أنور وجدي على عمل شديد الغرابة بعد انتهاء الأزمة ونجاح (مسمارة) الجماهيري.. أحرق نيجاتيف الفيلم بنفسه..!!
ولا نعرف هل فعل هذا إرضاء لزميله أو صديقة؟ أم لرداءة الفيلم؟ أم إنهاء لذكري هذه الوشاية غير النظيفة التي كادت تودي بصديقة؟.. لا تعرف حتى الآن.. وربما يجيب المؤرخون..
- هل هناك نسخة باقية من هذا الفيلم؟ وهل تم فعلاً حرق النيجاتيف؟
- اليس من الممكن صنع نسخةاخرى حتى في وجود نسخة (بوزيتيف) من الفيلم؟
الشيء الأهم في هذه القصة أن هذا الجيل لم يكن بريئا بالكامل كما يحلو لنا أن نتصور.. وقد ردد الكثيرون أن أنور نفسه هو صاحب وشاية تبرع ليلى مراد بأموال لدعم إسرائيل عندما انتهى زواجهما الهادف أصلا إلى استغلالها، وهو الأمر الذي كاد يقضي بالكامل على كل وجود فني أو إنساني للفنانة الكبيرة، ولكن الصحيح أيضا أن (رزق) هؤلاء لم يكن يتأتي سوى من فنهم.. من صنع الأفلام واحداً وراء الآخر.. لم تكن وسائل (استثمار) أموالهم تزيد عن عمارة سكنية أو استوديو ولم نسمع عن كافيهات أو مطاعم أو محلات جزارة.
فلنعد إلى فريد الذي عرفته وأنا أختم هذه السلسلة عن "الملك"، حيث لا يسعني سوى الشعور بضراوة، فقد مثل هذا الفنان والإنسان الذي كان يتمتع بحب الجميع.. وأشعر اليوم بأني أودعه على الورق كما فجعني رحيله المفاجئ والمتوقع في آن واحد.
كانت انتخابات نقابتي الممثلين والسينمائيين قد بدأت بعد أن تم (استيعاب) حركة الفنانين واعتصامهم باستبعاد سعد الدين وهبة من الترشيح لمنصب النقيب كتضحية به من أجل استمرار القانون 103 ساريا لكي يؤبد مناصب الرؤساء على جميع المستويات (وتم إرضاؤه بمنحة رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي) كما تم استبدال سعد وهبة بشخصية لا تقارن به على أي مستوى (في البداية كمال الشيخ ثم ممدوح الليثي)، ونجح الليثي واستمر حتى وفاته.
أما نقابة المهن التمثيلية فقد ترشح لها مؤيد آخر ومناصر كامل لسعد وهبة هو الفنان حمدي غيث الذي تولي منصب النقيب لأكثر من دورة.. وكانت شعبيته طاغية بالطبع لأدائه البسيط كابن بلد من أصول ريفية يتمتع بالكرم والشهامة، وقد انتشرت حكاية (يحيي الفخراني) الذي توسط له حمدي غيث، لكي يحتفظ بعضوية نقابة الأطباء، إضافة إلى نقابة الممثلين، حيث قال إن النقابة تعتز بموهبة (الدكتور) يحيي.. وهو أمر يشيد به يحيي الفخراني في كل مناسبة.
كان الزميل/ حمدي الوزير في جبهة المعارضة لانتخاب حمدي غيث، وفي يوم الانتخابات التقى بفريد شوقي نازلا من سيارته أمام مقر الانتخابات..
- يا وزير.. أنت داخل تنتخب حمدي مش كده؟
- حمدي مين يا ملك.. ده راجل مش كويس (طبعا قال كلمة أكثر فحشاً).
- احترم نفسك ياوزير.. ده دفعتي..
- وماله ياملك.. هو أنت دفعتك كلها ملايكة يعني.. ده عمل كذا وكذا (وحكى بسرعة تاريخ تحالفه مع سعد وهبة).
- لأ برضه.. حمدي راجل محترم وهيبة وفنان كبير..
- وسارا معا نحو اللجنة، حيث فوجئ حمدي الوزير بحمدي غيث في وجهه مباشرة وفريد لم يتورع عن القول ببساطة:
- الواد الوزير بيقول عليك إنك ابن...
وضحك غيث
-سيبه... مضحوك عليه..المهم صوتك انت ياملك.
-طبعا يا حياتي دي عيال بايظة مخهم على قدهم امشي يا وله !!
وفي مناسبة أخرى كان هناك اجتماع بالمسرح القومي يحضره وزير الثقافة وكان بين العاملين فريد شوقي الذي رفع يده طالبا الكلمة:
- الأستاذ أنور يا سيادة الوزير مش عايزنا ندخل بالعربيات جوه المسرح؟
- (أنور أحمد ممثل الدور الواحد في فيلم مصطفى كامل.. ولا أدري ما علاقته بالمسرح القومي ولكن الحكاية وصلتني هكذا.. رد أنور أحمد:.
- دول هما خطوتين يا أستاذ فريد. المشي كويس برضه عشانك
- المش والخطوتين ليك إنت محدش عارفك إنما أنا العيال بيهروني بـ...
- الوزير والجميع يغرقون في الضحك الهستيري.. ويصرخ الوزير ضاحكا.
- خلاص يا ملك.. خلااااااص اركن في الحتة اللي تعجبك..