محمود عبدالراضى

وسع نفسك.. فالحياة لا تُحتكر

السبت، 19 يوليو 2025 01:55 م


الحياة، بمساحتها الواسعة، تتسع لكل الأحلام، لكل القلوب، لكل الأماني، لكل المختلفين والمتشابهين.

لا تملك الحياة قيودًا تحصرنا في زاوية ضيقة، ولا تقف عند حدود لا تسمح بالاتساع، لكنها تتسع لمن يوسع نفسه أولاً، لمن يفتح قلبه للعالم بسخاء، ولمن يرى في نجاح الآخرين فرصة وليس تهديدًا.

 

كم مرة ضاقت علينا الحياة ونحن نتشبث بمقاييس ضيقة، نعتقد أن رزقنا محدود، وأن أي توسع لغيرنا هو نقصان لنا؟ كم مرة حصرنا سعادتنا في مساحة ضيقة، حتى بدأنا نحارب من حولنا على قطرة ماء؟ الحياة لا تنقص رزقًا بسبب وجود الآخرين، بل تزداد رزقًا عندما نشاركها بالحب والاحترام والتسامح.

 

وسع نفسك، أولاً، فإن النفس الضيقة تعاني العطش مهما أُرويت، والروح المقتصرة على ذاتها لا تجد سلامًا مهما ملأتها من مكاسب مادية.

الاتساع الداخلي هو مفتاح السعادة، والتسامي فوق الصغائر هو من يجعلنا أبطال حياتنا، لا ضحايا لها.

اتساع النفس ليس فقط بسعة المادي، بل بسعة القلب والعقل، حتى نحتمل الاختلاف، ونحتضن التنوع، ونحترم أن لكل إنسان قصة مختلفة، وللكل طريق مختلف.

 

حين توسع قلبك، تجد أن رزقك لا يأخذه أحد، وأن وجود الآخرين لا يقلل من قيمتك، بل يزيد من بهجة الحياة وتنوعها، فالسماء التي تحتضن الجميع لا تزدحم، ولا يقل نور الشمس إذا أضاء على بيت جارك.

نحن هنا، في هذه الحياة، لنتعلم أن النجاح لا يُقاس بما نمتلك فقط، بل بمدى سعادتنا بما حولنا.

فلنفتح نوافذ قلوبنا، ولنسمح للريح أن تحمل عطر التسامح والكرم، دع الحياة تتسع لنا ولغيرنا، لا تحصر وجودك في صندوق صغير، ولا تجعل من الخوف من الآخر قيدًا يُقيّد خطواتك، الحياة واسعة، رزقها واسع، والفرص لا تنتهي لمن يجرؤ على التوسّع.

في النهاية، عندما تتسع نفسك، تصبح الحياة أكثر ثراءً، وتكون أنت الأوسع، أنت الأسمى، أنت من يحتضن العالم كله بابتسامة واثقة، لا تخف أن يأخذ أحد من رزقك، فالرزق الحقيقي يكمن في قلب واسع ونفس مطمئنة.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب