محمود عبدالراضى

من بحري لستانلي..صيف الإسكندرية يروي الحنين بالموج

الإثنين، 14 يوليو 2025 11:05 ص


قد تأخذك المصايف إلى أبراج فاخرة، أو منتجعات مغلقة تعزل البحر عنك بسياج، لكن الإسكندرية لا تغريك بالبذخ، بل تسحرك بالبساطة، مدينة كلما تقدمت بها خطوة، عدت بك ألف خطوة إلى الوراء، حيث الحنين يعيش في شرفات البيوت، ورائحة البحر لا تُغادر أنفك.

في الصيف، تصبح الإسكندرية قصيدة مفتوحة من الضوء والماء، تمشي فلا تمشي وحدك، يسير معك النسيم، وتداعبك نسمات البحر كأنها تهمس لك: "اطمئن، أنت هنا".

عندما تطأ قدمك المدينة، وتستنشق هواءها المالح النقي، تشعر أن قلبك خفّ، أن همّك ذاب، أن صوت أم كلثوم من مقهى بعيد يعالج ما عجزت عنه الحياة.

ليالي الإسكندرية ليست ليلًا عاديًا، بل حكاية تمشي على رصيف، تضيء المدينة عندما تطفأ المدن الأخرى، فتجد نفسك بين بحري وحدائق المنتزه، تمشي لا تهرب من الوقت، بل تلحق به.

ممشى كوبري ستانلي يحتضنك، جليم باي يغازلك، قلعة قايتباي تحكي لك فصول التاريخ، بينما سيدي جابر يمنحك طعم الحداثة بنكهة بحرية.

وحين ينهكك التجوال، لا تتجه لمول أو مطعم فاخر، بل اجلس على مقهى قديم، هو في ذاته جزء من الذاكرة، قهوة فاروق، ديليس، عبد الكريم، شكري، أو البورصة التجارية. أما فنجان القهوة، فليس مشروبًا بل طقسًا، ومع نغمات فيروز أو همسات أم كلثوم، يصبح الوقت أكثر بطئًا وأكثر جمالًا.

الإسكندرية لا تقدم لك مصيفًا، بل تمنحك شعورًا لا يُشترى، كل زاوية فيها تحتفظ بسر، وكل نسمة بحر فيها تكتب سطرًا في راحة بالك.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب