مجدى أحمد على

يا دنيا يا غرامي ...الملك .. فريد شوقي 10

الأحد، 13 يوليو 2025 10:19 ص


 
يحلو للكثيرين في بلدنا الحبيب فكرة " اجترار" الماضي باعتباره كان أكثر رومانسية وجمالاً  وصدقاً وأن (ناس) تلك الأيام كانوا أقرب للملائكة يذوبون شفافية ورقة.. وأن قلوبهم التي كانت كالبفتة البيضاء تغفر لهم ما عرف من ماضيهم رغم غياب وسائل الرصد والمرافقة التي نتمتع بها اليوم.

كان ضيق المجال في الوسط الفني المصري والعربي يجعل المنافسة أشد ضراوة وخبثاً.

ورغم فارق العمر بين فريد شوقي وأنور وجدي فإن المنافسة المشوبة بكثير من الغيرة كانت مشتعلة لتكاد تشكك في كل حديث عن "رفقاء المسيرة" وحقوق الزمالة".

حكى فريد شوقي أنه كان فنانا ناشئا عندما كان أنور وجدي نجما يملأ الآفاق ومخرجا ومنتجا وكاتبا للسيناريو.. أرسل لفريد ليعرض عليه دوراً في أحد أفلامه.. وعندما رفض فريد العمل لأنه أحس بالإهانة من المبلغ المعروض حتى أن أنور قال له: كفاية إنك هتشتغل مع أنور وجدي.. نصحه أحد زملائه بقبول الدور لأن إنتشار أفلام أنور سوف "يعوض" فارق الأجر.. وعاد فريد لقبول الدور ولكنه لم ينس أبدا هذا الموقف لأنور وجدي.. صحيح أنه لم يكرر نفس الموقف معه ولكن كثير من قالوا أن فريد كان يعرض عليهم أجوراً متدنية قائلاً: كفاية أنكو هتشتغلوا مع فريد شوقي.. أصبحت هذه (قاعدة سوق) لا تثير غضب أحد أو حتى إندهاشه حتى أن (يوسف شاهين) بجلالة قدرة كان يمارسها مع كل العاملين معه رغم سخاء (الدعم) الفرنسي لأعماله خاصة في أفلامه الأخيرة.. المهم..
بدأ نجم فريد في الصعود كبطل شعبي وهو نفس المجال الجماهيري الذي كان يحتكره أنور وكان أن أعلن فريد عن نزول فيلم (الأسطى حسن) من إخراج صلاح أبو سيف ومعه هدى سلطان  وحسين رياض وآخرين.. في ذات الوقت كان أنور ممثلاً ومخرجا ومنتجا لفيلم " مسمار جحا" ويطمح للعرض الجماهيري في ذات الوقت، وفي ظل العدد المحدود لدور العرض أدرك أنور أنه" هالك" لا محالة.. فماذا فعل بكل بساطة؟!.

ذهب إلى قسم البوليس ببلاغ يتهم فيه فريد شوقي وصلاح أبو سيف بنشر "الشيوعية" من خلال (الأسطى حسن) وللغرابة استجابت الدولة سنة 1952 وسحبت الفيلم من الأسواق وتركت مسمار جحا ليكتسح السوق بمكاسب هائلة..

وعندما هدأت الأمور وعرف فريد أن (صديقة) هو من كان وراء هذا البلاغ الشيطاني قال له أنور ببساطة: أمال كنت عايز تنزل معايا وتكسحني.. أديني قدرت ألم فلوسي.. وانت ماجراش ليك حاجة يعني..
- بس كان ممكن اتحبس ياأنور.. شيوعية ياراجل؟ أنا؟
- تتحبس إيه ياعم.. كبر مخك..

وفعلاً لم يحدث أي شيء ل (الأسطى حسن) ونجح نجاحا معقولا رغم وشاية الصديق.. والغريب أن المنافسة (التي اقتصرت على العمل لحسن الحظ) لم تتوقف عند المال فقد كتب فريد 39 فيلما ردا على كتابة أنور لعدد 19 فيلما وانتج وأخرج مثلما كان يفعل أنور (الذي كان يعتبره مثله الأعلى).. بل أن إصرار فريد على صنع فيلم (امير الدهاء) رداً على (أمير الانتقام) لم يكن إلا صدى لهذه الغيرة وتجسيدا لها.. بل أن فريد ربما إمعانا في التحدي جاء بنفس المخرج (بركات) وإن كان استعان بيوسف عيسى بدلاً من يوسف جوهر لكتابة السيناريو عن كونت دي مونت كريستو لالكسندر دوماس.. ولكنه كرس للفيلم ميزانية ضخمة رغم أن الفيلم الأول من  إنتاج أسيا ولكن (الألوان) وفخامة الديكورات التي  أبدعها شادي عبد السلام وملابس إيفون ماضي اضفت على فيلم فريد سحراً لم يكن يحلم به أنور وجدي الذي اختطفه الموت شابا طموحا لم يتح له الزمن تحقيق أحلامه..

في فيلم (خطف مراتي).. هل كان أنور يريد أن (يلقح) على فريد المتربص بنجاحه بل وحبيبته.. ليس هناك أمر مستبعد أبداً إذا أنه الفيلم الوحيد (غير الكوميدي) الذي كانت أسماء الشخصيات هي أسماء الممثلين.. فأنور وجدي وفريد شوقي يقومان بالدعاية لشخصياتهما الأصلية دون أي حرج وبكل بساطة..
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة