تحية إلى من قال “هى مصر… وليست سواها”، فصدق وانتصر.
تحية إلى القائد الذى لم يُمسك السلاح بل أمسك بالحق، ولم يرفع الصوت بل رفع الراية…
تحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى لم يحمِ الأرض فقط، بل صان الوعى فى حربٍ كان هدفها نفى العقول.
فى زمنٍ كانت فيه الأوطان تُختطف بالشعارات، والعقول تُغسل بالخطب، والهوية تُباع على موائد المزايدة، وقف رجل واحد، مؤمن أن الدولة لا تُدار كجماعة، وأن مصر لا تُختصر فى مكتب إرشاد.
30 يونيو لم تكن فقط انتفاضة شعب، بل كانت إجابة التاريخ على سؤال الوجود: هل تُحكم مصر بالفكر المغلق… أم تُقاد بالبصيرة؟
كان الشعب هو البطل، لكن الرئيس كان هو الضامن. ضامنٌ أن تبقى مصر “دولة” لا “دولة داخل دولة”، أن تبقى مؤسساتها أقوى من أى تنظيم، وأقدارها فى يد أبنائها لا فى يد دعاة الخلافة.
فى 30 يونيو، استعدنا الوطن من براثن مشروع كان يسعى لتفتيت الهوية وتفكيك الدولة، باسم الدين زورًا، وباسم الثورة ظلمًا.
استعدنا القرار الوطنى، والخطاب الوطنى، والحلم الوطنى.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ طريق جديد… طريقٌ ليس مفروشًا بالورود، بل مفروش بإرادة قائد وصبر شعب.
ومن فكر الجماعة… إلى فكر الدولة… بزغت الجمهورية الجديدة.
جمهورية لا تعترف بالعشوائية ولا ترضى بأنصاف الحلول، جمهورية الوعي؛ الجمهورية التى شيدت ما عجزت عنه عقود من الصمت والتردد.
فيها انتقلنا من “الدولة التى تبحث عن حلم” إلى “الحلم الذى تبنيه الدولة”.
مدينة العلمين تُصبح مركز القرار، والعاصمة الإدارية تعيد تعريف الإدارة، ومبادرة “حياة كريمة” تكتب التاريخ من بوابة الريف.
القطارات السريعة، والموانئ الذكية، ومصانع السلاح، والمدن الخضراء… لم تكن مجرد مشروعات، بل إعلان ميلاد لدولة تُفكر للمستقبل.
أما عن المواطن، فلم يكن بعيدًا عن أجندة الجمهورية… فتمكين الشباب، ورعاية الفئات الأولى بالرعاية، وتثبيت قواعد العدالة الاجتماعية، كلها جاءت لتُترجم رسالة واحدة: أن المواطن شريك فى الوطن، لا مجرد متفرج على قراراته.
ومع كل عام يمر، تكبر 30 يونيو فى وعينا، لا كحدث، بل كفاصل زمنى أعاد تعريف الهوية المصرية.
لقد كتب المصريون بأقدامهم على الأسفلت، ما لم تكتبه كتب السياسة: “مصر لنا… وستظل كذلك”.
فلتكن الذكرى الثانية عشرة، مناسبة نُجدد فيها العهد مع مصر… ومع قائد آمن بها فأمنت به، ومع دولة خرجت من الظل إلى الضوء، لأنها اختارت أن تبقى مصر… فقط مصر.
وختاماً.. ولأن 30 يونيو لم تكن محطة وصول بل نقطة انطلاق، فإن الحفاظ على نهجها يتطلب أن نُبقى الشعلة مضيئة.
يتطلب الأمر أن نحمى الوعى كما نحمى الحدود، وأن نغرس فى الأجيال القادمة حقيقة ما جرى، لا أن نتركها فريسة للتزييف والتشويش.