دندراوى الهوارى

العمائم الدينية وكارثة تدمير الأوطان.. خطب رنانة وقدرات محدودة وخيانة حاضرة!

الأحد، 15 يونيو 2025 12:00 م


لنتفق أن الأمتين، العربية والإسلامية، ابتليتا بنكسة كبرى بظهور«جماعات وتنظيمات الإسلام السياسى» ورغم أن الباحثين والمهتمين بشأن هذه التنظيمات، اختلفوا فيما بينهم فى تحديد تاريخ واضح عن متى ظهر هذا المصطلح على السطح، إلا أن تأسيس جماعة الإخوان سنة 1928 كان بذرة الشر التى زُرعت وأخرجت نباتات شيطانية، تفرعت منها كل الجماعات الإرهابية، بمسمياتها المختلفة، وبداية حقيقية لخلط الدين بالسياسة، فيما عرف لاحقا بالإسلام السياسى.
المصطلح تبلور واتسع استخدامه، بشكله الحالى عام 1982 على يد - وياللعجب - أمريكى المولد، إسرائيلى الجنسية، مارتن كرامر، الذى يعد واحدا من أهم المستشرقين مؤخرا.


مارتن كرامر، وهو صهيونى النزعة، شغل عددا كبيرا من المناصب فى الجامعات والأكاديميات والمراكز البحثية الوازنة مثل معهد أدلسون للدراسات الاستراتيجية، ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومعهد أولن بجامعة هارفارد، واستمر يعمل فى جامعة تل أبيب لمدة تجاوزت 25 سنة، وله مؤلفات عدة وصلت لـ9 كتب، جميعها تركز على الإسلام السياسى، ومذاهبه، وقضايا الشرق الأوسط من منظور يهودى بحت، والكتب هى: «الإسلام السياسى، والإسلام الكلى، والمذهب الشيعى مقاومة وثورة، ورؤية حزب الله للغرب، وحياة شرق أوسطية، واليقظة العربية، والنقاش الإسلامى، والاكتشاف اليهودى للإسلام، وأبراج عاجية على الرمال».


كما أن له أيضا عدة أبحاث مهمة، منها: «أمة واغتيال فى الشرق الأوسط، واتفاق الأصوليين أو الإسلاميين، والسياسة والأكاديمية علاقة محظورة».


 هنا تتبين حقيقة من وراء إعداد التنظيمات والجماعات الإرهابية، وإضفاء شرعية سياسية على ممارساتها، من خلال تدشين مصطلحات براقة، وقد نجحت بالفعل هذه المصطلحات فى تغييب العقول ببعض الأوطان العربية، ولاقت هذه الجماعات والتنظيمات بعض التعاطف الشعبى، وأيضا من مدعى «النخبوية» قبل اكتشاف أمرهم.


لكن صورة التنظيمات والجماعات، ومن اتخذ الدين عباءة للوصول للحكم، تتجلى فى المشاهد التالية:


المشهد الأول:


عندما وصل رجال الدين لسدة الحكم فى إيران، عقب اندلاع الثورة الخمينية، والمعروفة أيضا بالثورة الإسلامية، والتى أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوى وتأسيس جمهورية إيران الإسلامية بقيادة آية الله روح الله الخمينى عام 1979، جنحت إيران - وفق سياسات واضحة - إلى شكل جديد فى الحكم، بدأته بتفكيك الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الجيش الإيرانى، واستبعدت القادة العسكريين واستعانت برجالها الموالين، من الذين يفتقدون للخبرات العسكرية، تحت شعار «استبدال الضباط الموالين للشاه بضباط موالين للجمهورية الإسلامية الجديدة» ثم تأسس جيش مواز أطلق عليه «الحرس الثورى الإسلامى» لضمان ولاء الجيش للثورة.


كانت لهذا النهج الجديد، ومحاولة تصدير الثورة لخارج إيران، نتائج كارثية، على إيران ولبنان واليمن والعراق، على وجه الخصوص، ولم يفلح «الإسلام السياسى» فى ازدهار وتقدم الدولة، وأدخلها فى اشتباكات عسكرية ومشاكل سياسية جمة، أثرت على تقدم وازدهار إيران، رغم ما تمتلكه من مقومات اقتصادية، وموقع استراتيجى فريد، فكانت خَصما من معادلة القوة الإسلامية، وزيادة عبء عليها، إلى أن وصلنا للوضع الحالى، عندما استباحت إسرائيل الأراضى الإيرانية، ووجهت لها ضربات مؤلمة، واستباح الخونة من عملاء الموساد، كل بقعة على الأراضى الإيرانية، لدرجة إنهم أنشأوا قاعدة إطلاق الدرونز، وإعدام أكثر من 20 قيادة من رأس النظام، فيما يطلق عليه «عملية قطع الرؤوس».


المشهد الثانى:


وصول جماعة الإخوان للحكم فى مصر، فى السنة السوداء 2012 وحاولت استنساخ التجربة الإيرانية حرفيا لتطبيقها فى مصر، إلا أن شعب مصر، صاحب المشيمة الموحدة، أدرك ذلك مبكرا وخرج عن بكرة أبيه وطردهم من الحكم، ومن المشهد العام برمته، ولم يستطع التعاطى مع أفكار هذه الجماعة، غير الجديرة بإدارة قرية صغيرة، وليست دولة بحجم مصر.


المشهد الثالث:


ما يحدث فى ليبيا، عندما سيطرت تنظيمات وميليشيات مسلحة، على المشهد السياسى، وأدخلت البلاد فى نار التقسيم والتشرذم، وما زال حتى الآن، الانقسام سيد الموقف.


المشهد الرابع:


ما يحدث فى سوريا، فحدث ولا حرج، المشهد بالغ الصعوبة، فعندما وصلت التنظيمات والمليشيات لسدة الحكم، قررت تفكيك الجيش السورى، فى قطع لذراع سوريا بطريقة وحشية، وصارت سوريا مستباحة، لكل طامع.


هذه المشاهد الأربعة، على سبيل المثال، لا الحصر، كان بطلها من يطلقون على أنفسهم، رجال دين، اتخذوا من المصطلح الذى دشنه، أمريكى المولد وإسرائيلى الجنسية، وصهيونى الهوى، مارتن كرامر «الإسلام السياسى» لشرعنة أفعالهم، وطموحاتهم للوصول للحكم، وعندما تمكنوا من السلطة، أثبتوا عدم كفاءة وقدرة وجدارة فى إدارة الأوطان، وتسببوا فى تدميرها، وكل ما تفوقوا فيه هى الخطب الرنانة، والارتماء فى أحضان كل الأعداء، فى خيانة سيقف التاريخ أمامها بكثير من الذهول.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب