في كل مرة تحصل أزمة في منطقتنا، تلاقي نفس المشهد، مصر في وش العاصفة، والاتهامات تنهال من كل ناحية. ناس بتهتف باسم القضايا العربية، وناس تانية مستخبية وراء شعارات خادعة، والكل بيصوب سهامه ناحية القاهرة.
طب ليه؟
ليه البلد اللي عمرها ما كانت محايدة، ولا مرة وقفت تتفرج، تتحط دايما في قفص الاتهام؟!
من أول لحظة في القضية الفلسطينية، ومصر شايلة على كتافها مسؤولية مش بس سياسية، لكن كمان إنسانية وتاريخية. مش مجرد وسيط ولا طرف بيرتب لقاءات، لكن دولة دفعت تمن غالي من دم ولادها ووجع شعبها علشان فلسطين.
من 1948، واحنا واقفين على خط النار. شهداء على الأرض، دعم بلا شروط، مواقف ثابتة، ومع كل ده، يجوا يقولوا مصر مقصرة؟!
النهاردة، وسط جحيم غزة، والدمار اللي بيزيد كل يوم، مصر لسه بتفتح معبر رفح، ولسه بتمد إيدها بالمساعدات، ولسه بتحاول تحافظ على فتلة أمل للناس اللي هناك. أكثر من 70% من الإمدادات اللي دخلت غزة لحد دلوقتي عدت من عندنا، رغم إن الطريق مليان تحديات، لوجستية وأمنية وإنسانية.
ورغم كده، نلاقي أصوات بتطلع تشكك، تتهم، وتزايد!! طيب كنتم فين ؟
فين قراراتكم؟ فين دعمكم؟ ليه الطريق لغزة فجأة بقى بيعدي بس من عندنا؟
اللي عايز يساعد يتفضل ، البحر المتوسط مش هيسأله انت رايح فين!
المشكلة إن بعض الأطراف مش عايزة تساعد، هي عايزة تبتز، تستغل القضية لحسابات تانية، وتستغل اسم فلسطين علشان تضغط، تساوم، وتحقق مصالحها هي بس.
مصر قالتها بصوت عالي:
لا للتهجير، لا للمساومة، لا للمتاجرة بالقضية.
الحل؟ دولتين.
الحقوق؟ محفوظة.
الأمن القومي؟ خط أحمر.
القضية الفلسطينية مش مسرح لاستعراض المواقف، ومش وسيلة لركوب التريند. اللي عايز يناصر فعلا، يروح يواجه الاحتلال، مش يشير صباع الاتهام على اللي شايل الحمل من سنين.
والحقيقة؟
ان يا فندم اللي بيهاجموا مصر، يا مش فاهمين التاريخ ولا حتى الجغرافيا، يا شغالين لأجندات مش عربية أصلا.
مصر مش هتتغير، ولا هتتراجع، ولا هتقبل تكون شماعة لحد.
دورنا ثابت، مواقفنا واضحة، والتاريخ شاهد.
وهتفضل ان شاء الله زي ما كانت دايما، عقل المنطقة وحصنها.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها.