يضم المتحف المصرى الكبير مجموعة رائعة من الأوستراكا وقد استخدم المصريون القدماء قطعًا مكسورة من الفخار والحجر الجيرى، تُعرف باسم الأوستراكا، كدفاتر يومية للكتابة والرسم وتُقدم هذه القطع لمحةً رائعة عن الحياة اليومية للمصريين القدماء، وتُبرز استخدامهم المبتكر للمواد البسيطة للتعبير والتواصل.
"الأوستراكا" مشتقة من الكلمة اليونانية "أوستراكون"، ومعناها كسرات الفخار أو قطع الحجارة المسطحة، والتي تم استخدامها كسطح للكتابة مثل البردي قديما والورق حديثا، ولكنها استخدمت بشكل أوسع نظرًا لتوفرها وانخفاض سعرها بالمقارنة مع البردي.
وهي قطع أثرية تحمل تاريخًا كبيرًا، حيث ظلت لفترة كبيرة من أدوات الكتابة خلال عصر الأسرات وحتي بدايات العصر الإسلامي في مصر، استخدمت في تسجيل كل ما يخص الحياة اليومية من تدوين عقود بيع وشراء أراضي زراعية، وكميات المحاصيل، وأجور المزارعين، وحفر آبار، وتحديد ساعات الري، وإيصالات وفواتير لعمليات البيع والشراء، ووصفات طبية ،وبعضها كان عبارة عن خطابات متبادلة بين شخصين، واستخدمت كذلك في تعليم الطلاب الكتابة.
وقد عثر على نصوص من عهد الرعامسة مكتوبة على قطع من الأوستراكا توضح أن العامل كان يوقع على عقد لفترة زمنية معلومة بمرتب ثابت وكانت الملابس جزءًا أساسيًا من الرواتب الخاصة بالعمال ومن خلال النصوص يتضح أن صاحب العمل إذا كان من كبار رجال الدولة مثل (منى، أخت-حرى-حتب، ريمنوكا) يكتب على مقبرته أنه أعطى للعمال المشاركين فى بناء المقبرة وزخرفتها أجورهم من الملابس، وإذا كانت الدولة هي صاحب العمل فكانت تصرف للعمال ملابس بصفة دورية ومعلومة.