لا جديد يُذكر في قضية أحفاد الدكتورة نوال الدجوي حتى اللحظة، ما لم يصدر بيان رسمي من النيابة العامة، الذي نأمل أن يحمل في طياته سطورًا تكشف تفاصيل، ليس فقط للرأي العام، بل للأسرة ذاتها وأحفادها.
محامي أسرة الدكتور شريف الدجوي بات الأكثر ظهورًا وانتشارًا إعلاميًا، بتصريحات متوالية تحمل في مضمونها اتهامات واضحة للطرف الآخر – وفقًا لما جاء على لسانه، ورغم وضوح هذه الاتهامات، إلا أن الغريب هو غياب أي بلاغ رسمي ضد بنات الدكتورة منى الدجوي، حيث لم تتجاوز المسألة حدود التصريحات والبوستات.
أما غياب الدكتورة نوال الدجوي فهو أمر مثير للقلق، فعدم علمها بوفاة حفيدها يبدو أمرًا غير منطقي، خصوصًا مع ظهورها في حفل الأزياء السنوي المعتاد في الجامعة، هل يُعقل أن الدكتورة نوال، بكل ما تُمثّله من قيمة، لم تطلب الاطلاع على أي برنامج حواري؟ من المستبعد أن تبقى على هذا النحو من الانفصال عما يدور من حولها.
من الواضح أن الطرفين – كلٌّ من زاويته – على صواب وخطأ في آن واحد، بعيدًا عن تفاصيل وفاة الدكتور أحمد وظروفها الغامضة، لكن المؤكد أن كل طرف يُخفي شيئًا لا يعرفه أحد سواهم، شيءٌ لا يُفهم إلا من خلالهم، في حين يواصل الإعلام – تلفزيون وصحافة وإذاعة – الدوران في فلك هذه “الضجة”، ليلًا ونهارًا، تارةً من خلال منشورات عمرو الدجوي، وتارة من خلال زوجة الراحل، وأصدقائه، وطلابه، ولا ننسى الظهور اليومي للدكتور محمد حمودة.
الطرفان يمتلك كل منهما معلومات مؤكدة عن الآخر، ولكن المثير هو ما يظهر من جانب البنات – المهندسة إنجي والدكتورة ماهيتاب – من ثبات انفعالي مريب، وصمت متواصل، لا يخلو من الغموض، فكيف لفتيات في هذا الموقف تحديدًا أن يظهرن بهذا الثبات العجيب.
في المقابل، الطرف الآخر يكشف تباعًا مستندات وصورًا وفيديوهات وذكريات، وكأن البنات يعرفن النهاية مسبقًا، ولا يرغبن في الخوض أكثر.
أما الحديث عن الدكتور أحمد الدجوي في محيطه كان إيجابيًا للغاية، وفقًا لما تم تداوله، والخير الذي يتحدث عنه كثيرون، لم يبدأ فقط من أحمد، بل من جدته الدكتورة نوال نفسها.
ووفقًا للدكتور حمودة، فقد تم تعيين أحمد في الجامعة عام 2022 بقرار من والدته، بعد أن شعرت بتدهور في حالتها الصحية، لكن من اللافت أن إنجي وماهيتاب هما من يظهران أكثر بين العاملين في الجامعة، وهذا ما سمعته شخصيًا أثناء جنازة الدكتور أحمد.
وبرغم كل ما يُثار، لو عدنا قليلًا إلى الوراء ورصدنا بعض الفيديوهات القديمة المتداولة، التي جمعت بين الدكتورة نوال الدجوي وابنتها الراحلة الدكتورة منى، للاحظنا بوضوح حجم المحبة التي كانت تكنها نوال لابنتها، كانت نظراتها صادقة، مليئة بالحنان، ويدها تمسك يد ابنتها في لقاءات عديدة وكأنها تؤكد لها مرارًا أنها مصدر الحب والدعم، ومن الطبيعي أن ينتقل هذا الحب إلى حفيدتيها – إنجي وماهيتاب – فالعاطفة التي تربط الجدة بالحفيدات غالبًا ما تكون امتدادًا لهذا الرابط العائلي العميق.
لكن في المقابل، نجد أن الطرف الآخر تحدّث مرارًا عن محاولات مزعومة من الحفيدتين لحصار جدتهما، وفرض عزلة حولها، فكيف نصدق وأي رواية نُرجّح وأين تكمن الحقيقة وسط هذا التضارب.
ثمة غموض يحيط بالموقف، وغياب ماما نوال يثير القلق على حالتها النفسية والصحية، خاصة بعد تداول شائعات بأنها ممنوعة من الخروج أو التحدث، رغم ذلك، فقد ظهرت بالفعل في حفل الأزياء الأخير، ولغة جسدها كانت واضحة؛ كانت مركّزة، واعية، تتابع بعينيها كل ما يدور حولها.
وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال الحقيقي؛ منذ وفاة الدكتور أحمد، ماذا يحدث؟ كل ما نرجوه الآن هو أن تنتهي هذه القصة بكشف كافة خيوطها وكواليسها، التي حتى اللحظة لم يتمكن أحد من فهمها أو فك طلاسمها.