بداية لابد أن أنوه إلى أمر مهم أخبر عنه الله جل وعلا من فوق سبع سموات ، وأمرنا أن نأخذ الحيطة الحذر
يقول تعالى (والفتنة أشد من القتل)
ويقول في آية أخرى (والفتنة أكبر من القتل)
ويقول (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
كذلك ننوه إلى قول مأثور في هذا الشأن
(الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)
ولم لا ، فالفتنة تخرب الدور العامرة بأهلها وتوقع الحقد والكراهية والحسد بين الناس ، فالفتنة لا أقول هي رذيلة من الرذائل ، وإنما أقول هي من أمهات الرذائل التي تضرم النيران فى المجتمعات.
لكن كيف السبيل إلى إشعال نيران الفتن بين الناس ، وما السبيل إلى تجنبها.؟!
السبيل الوحيد لإثارة الفتن وإحداث الوقيعة بين الناس ، وإحداث نوع من البلبلة الفكرية والتشتيت الذهني بين أفراد المجتمع ، هو الشائعة ، إطلاق الشائعات ، وتلك مصيبة عظمى حذرنا منها الله تعالى وحذر من مروجيها ، يقول تعالى (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم)
من يحلف كذبا أن أمر ما سيحدث وأن فلان تحدث عن فلان ، وأن القيامة ستقوم غدا ، وأنه ستحدث كوارث وحوادث وأزمات ستتعرض لها البلاد ، وهو الكذاب الأشر الذي لا يعي ما يقول ، أو قد يعي ما يفعله ويقوله مأجورا مدفوا له لإثارة الذعر بين أفراد المجتمع بغية التعتيم على أي منجز تم على أرض الواقع يدفعه محاور الشر إلى فعل هذه الأفاعيل النكراء الشنعاء.
أو يفعل ذلك من عندياته بغية تسليط الضوء عليه وجعله محور إهتمام الآخرين ، كيف ، سيقولون فلان يقول ذلك وتنتشر الشائعة ويتواصل معه القوم أو ضعاف النفوس المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، أولئك الذين يسيرون كالقطيع حيث يسير وحيث يتوجه ، فيعطونه أهمية هو لا يستحقها لأنه نسج من وحي خياله المريض حكاية ليس لها أساس من الصحة ، المهم يلفت الأنظار إليه.
لكن وهبنا الله عقولا نفكر بها ونعرض ما يقدم لنا من معطيات ونتعقلها جيدا معملين فكرنا هل ما يطلق من شائعات ، ما الغرض منها ولماذا يطلقها أصحابها ، وأليس من الجيد التريس في تصديقها وانتظار المعلومة من مصادرها الموثقة عبر القنوات الرسمية حتى لا تثار البلبلة والفتن بين الناس.
إن سيكولوجية الشائعة جد أمر خطير يتغلغل فى المجتمع ويسري بين جنباته مؤثرا تأثيرا سلبا فقد يصاب المرء بالاحباط حينما تطلق شائعة مثلا أن المسؤول (س)، أو المسؤولة (ص)، يمتلكان المليارات من الجنيهات ، وغالبية الناس تكمل شهرها بالكاد ، ألا يصيب ذلك باليأس والاحباط ، لذلك نذكر بقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
أو كمن لا يريدون لمصرنا الخير ويبثون سمومهم ليلا ونهارا عبر قنوات عملية تنفذ أجندات مدعين الوطنية ، فيروحون بكل ما أوتوا من قوة وبقدر ما يدفع لها ، يروحون يروجون للشائعات ، ألحقو ، السفن الأمريكية ستمر من قناة السويس بالمجان ، نهر النيل ستجف مياه نتيجة إنشاء سد النهضة ،قامت مصر بتصدير سلعة معينة وعادت واستوردتها بأسعار باهظة ، ستضرب البلاد موجات متتالية من الزلازل.
ألحقوا سيتم تهجير سكان غزة إلى ليبيا ومنها إلى الحدود المصرية وغيرها من أمثال هذه الرزايا والبلايا
المهم لا يدعونا نهدأ قليلا ولا نهنأ في بيوتنا مع أسرنا ولو بعض الوقت.
هل من المعقول أن نقضي وقتنا في الرد على هؤلاء وأمثالهم ، هل لدينا رفاهية وقت وفراغ لنرد على هؤلاء ، أو نستمع إليهم.
رسولنا المعصوم صل الله عليه وسلم ، طالته الشائعات ، وطعنت في شرفه وحرمة آل بيته الكرام ، حادثة الإفك ، لكن هل سلم رسول الله صل الله عليه وسلم أذنه للقيل والقال وللمغرضين ، لم يفعل ذلك وصبر على هذا الابتلاء حتى أتت تبرئة السيدة عائشة من فوق سبع سموات .
ولنا في رسول الله صل الله عليه وسلم ، الأسوة والقدوة الحسنة ، فلماذا لا ننتهج نهجه ونسير على منهاجه القويم.
لماذا لا نغلق الأبواب في وجه مثل هذه الشائعات ، لماذا لا نضع ثقتنا التامة في قيادتنا التي لا تألوا جهدا مواصلة الليل بالنهار من أجل النهوض بهذا الوطن حتى يتحقق ما نصبو إليه من تنمية مستدامة من خلال مشروعات عملاقة سيشعر المواطن بنتاجها قريبا جدا.
وأقول لقائدنا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، سر على بركة الله تعالى ولا تلتفت لأمثال هؤلاء ولا تنظر إلى ما يطلقونه من شائعات مغرضة ، فسعادتكم تحملتم مسؤوليات جسام حملتها فوق ظهرك ، مسؤولية وطن ، مسؤولية أمة بحالها وتعهدت أمام شعبك أنك ستؤدي الأمانة على أكمل وجه ، ولتعلم أن الله سيعينك وسيقوديك وسيهيأ لك البطانة الصالحة التي ستعينك على تحمل هذا العبء الثقيل.
وأقول لشعبنا اصبروا وصابروا ورابطوا وقفوا خلف قائدكم ولا تعيروا هؤلاء المغرضين انتباهكم فقد فات الكثير ولم يتبق إلا القليل وسترون نتيجة صبركم فى المستقبل القريب.
لا تلتفتوا إلى أي شائعة تصدر عن شرذمة قليلون ، فحتما سيختنقون بشائعاتهم وسيموتون كمدا مصداقا لقوله تعالى
(قل موتوا بغيظكم)
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون)