دندراوى الهوارى

مصر تحتكر صناعة التاريخ.. يكفى أن الله اختار اسمها وحضارتها عِلم يُدرس

الثلاثاء، 20 مايو 2025 12:00 م


ليست شوفينية، تعصب دون رجاحة العقل، أو مغالاة فى حب الوطن، ولكن حقائق تاريخية تسردها وثائق وشواهد أثرية، جميعها تؤكد أن مصر الدولة الوحيدة الرائدة فى صناعة التاريخ والمحتكرة لها منذ أن خلق الله الكون، وستستمر حتى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بتأثيرها فى نثر العلم والتقدم والازدهار للعالم، وتوصلها إلى الضمير الإنسانى بالانتقال من الإنسان البدائى إلى الرقى وإعلاء القيم الإنسانية، قبل هبوط الرسائل السماوية بما يزيد على 2000 سنة.

مصر الملتصق وجودها بوجه وجود الكون، ولدت إمبراطورية عظمى، حضارتها بُنيت على أكتاف القيم الإنسانية، الحق والعدل والسلام، ويكفى أنها الأولى فى التوصل لكل شىء، حتى فى تدشين معاهدات السلام، كانت الأولى فى التاريخ بتوقيع الاتفاقية الشهيرة بين الملك رمسيس الثانى، وهاتوسيلى الثالث ملك الحيثيين، والمعروفة باسم «معاهدة قادش» وهناك نسخة فى مقر الأمم المتحدة.

لن نتحدث عن براعة المصريين وتقدمهم المذهل فى علوم الرياضيات والفلك والكيمياء والطب، وإبهار الكون بعظمة الفنون والمعمار، لن نتحدث عن الطابع الدينى وتوصلهم إلى أن هناك حياة أخرى، ولا عن عبقريتهم فى الثقافة والأدب، والأساطير المدونة ما هى إلا قطع أدبية مبهرة، ولكن نتحدث عن عظمة وشرف وكبرياء مصر، من خلال مواقفها التاريخية، عبر العصور المختلفة، فدائما تناصر الحق وتدافع عنه، وتقف أمام الظلم، وجل اهتمامها منصبا على الدفاع عن مقدراتها، والوقوف بقوة أمام كل مستعمر طامع، وحتى فى لحظات ضعفها لم تستسلم لمحتل، وقادت حركات التحرر حديثا فى أفريقيا وأمتها العربية.

مصر، أنصفها التاريخ، وازدان بوجودها، ووضعها فى مكانة رفيعة، والكتب المقدسة أضفت لها القدسية يكفى أن اسمها اختاره الله سبحانه وتعالى، ودُون فى كل الكتب المقدسة، بما فيها القرآن، واختار أرضها للتجلى عليها، واختصها بالأمن والأمان، عندما قال، وقوله الحق، فى سورة يوسف الآية 99: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

وبالموازاة، فإن حضارتها بما تزخر به من تاريخ وفنون وعمارة، وتقدم علمى مذهل، صارت علما يُدرس فى الصروح العلمية الشهيرة فى مختلف دول العالم، تحمل اسم علم المصريات «Egyptology»، هذا العلم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة، ولغتها وآدابها ودياناتها وفنونها باعتبارها الحضارة الأقدم فى التاريخ، كما أن دراسة اللغة والأدب والدين والعمارة والفن من الألفية الخامسة قبل الميلاد حتى نهاية ممارساتها الدينية المحلية فى القرن الرابع الميلادى.

هذه المساحة لا يمكن أن تستوعب إحصاء عدد الكليات والأكاديميات والمعاهد التى تُدرس علم المصريات، ولكن وبنبذة مبسطة، يمكن التأكيد على أن إنشاء علم المصريات كنظام أكاديمى، لاحت فكرته من خلال أبحاث إيمانويل دى روج فى فرنسا، وصمويل بيرش فى إنجلترا، وهاينريش بروجش فى ألمانيا.
وفى عام 1880، أحدث عالم المصريات البريطانى فليندرز بيترى ثورة فى مجال علم الآثار من خلال عمليات التنقيب، عندما أعاد «بيترى» عُمر الثقافة المصرية إلى 4500 قبل الميلاد.

أما سير ألان جاردنر، أبرز علماء المصريات، فهو صاحب أهم قاموس ظهر لدراسة اللغة المصرية القديمة الخط الهيروغليفى، حتى الآن، وصار للغة المصرية القديمة قاموس للترجمة.

المختصر المفيد، فإن مصر دولة، صناعة طبيعية، وجودها جوهر وجود الكون، بحدودها الثابتة الراسخة، ومقدراتها المتفردة، وسمات شعبها ذات المشيمة الموحدة، ولم تأت عنوة بالدم والقتل والاغتصاب، لم تتأسس فوق أطلال وأنقاض بلاد أخرى، وتصفية عرقية، وهى الدولة الوحيدة التى اتفق على عظمتها شواهد التاريخ البشرى والأديان السماوية.

لذلك، ليس مستغربا من مواقف مصر تجاه قضايا أمتها، وفى القلب منها القضية الفلسطينية، فمصر تدفع ثمنا باهظا لمواقفها الشريفة، و«لاءاتها» المستمرة، دون انتظار مقابل، ورغم تلقيها كل طعنات التشكيك والتسخيف، من جماعة خائنة هنا، وتنظيمات وقحة هناك، وكتائب وذباب إلكترونى من كل حدب وصوب، تبقى سجلات التاريخ منصفة وتدون مواقف مصر بأحرف من نور وأنها دولة شريفة مخلصة، أقوالها فى الخفاء هى ذاتها فى العلن، وأنها وطن الأفعال والأقوال معا، وستظل عمود الخيمة لأمتها، والمدافعة عن الحق والعدل والسلام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب