تخلق الإيجابية الدوافع لدينا من أجل انتهاج الطريق الصحيح، كما تخلِّصنا من خشية الوقوع في الخطأ، أو حتى مجرد المحاولة للوصول للغاية، أو إصلاح وتقويم ما أخفقنا فيه، وهنا نستطيع أن نقيس السعادة، والاستمتاع بمفردات الحياة المتنوعة، من خلال معيار الإيجابية، وعندما يستطيع الإنسان منَّا أن يتجاوز المِحن، والتحديات، وصعوبات الحياة، وحتى نوازلها؛ فهو دون شك يمتلك مقومات تلك السَّمة العظيمة الشأن والتأثير.
روعة الإيجابية نتلمسها في رغبة قوية لدينا، تمكننا من تجاوز المواقف الضاغطة؛ ليس هذا فحسب؛ لكن تمدُّنا بالمقدرة على تحويل مشاعرنا في صورتها السلبية، إلى مشاعر إيجابية، تؤكد في وجداننا فلسفة مهمة، تتمثل في تعديل السلوك، إذا لم يتوافق مع صحيح معيارية القيم، التي ينتهجها المجتمع، وذلك يزيد من عزيمتنا، وإرادتنا، نحو تحقيق نجاحات تلو أخرى، بل تجعلنا حريصين على تفعيل مدخل التخطيط، في كافة مناشطنا؛ لنضمن الممارسة الصائبة، التي تحقق لنا مطالبنا، وتفي باحتياجاتنا المتغيرة على الدوام.
النظرة التفاؤلية نحو المواقف، أو القضايا، أو الأحداث، أو التحديات، أو الأزمات، أو كل ما من شأنه يلفت انتباهنا، ويجعلنا قادرين على قراءة الصورة الناصعة، أكثر من تركيزنا على قراءة مواطن شوائبها؛ ومن ثم نستطيع أن نصدر تصرفات، أو أفعال، أو ممارسات صحيحة، أو حتى نكون مشاعر وعواطف، نصفها بالنقية والراقية؛ فتوجهنا نحو تفعيل مقدرتنا على قراءة الذات، بل من خلالها نصل للمراد بالطرائق القويمة، وهذا في مجمله يعبر عن ماهية التفكير الإيجابي.
إيجابية التفكير بوابة الفرص اللامتناهية، تجاه ما يواجهنا من ضغوطات؛ فعندما نقول إن المِحن تخلق المِحن؛ فإننا حينئذ نوظف ما لدينا من مهارات تفكير إيجابي؛ كي نرصد الملامح العميقة، التي تساعدنا في ابتكار حلول، واستنتاج رؤى غير تقليدية، تجاه قضيتنا محل الاهتمام، وهذا ما يجعل المستقبل في أعيننا مشرقًا؛ رغم قسوة الظروف، وتتالي مجريات الأحداث التي تبدو لنا مضيرة.
من يدَّعي أن التفكير الإيجابي بمثابة المتحكم، أو الكنترول على تصرفات الإنسان؛ حيث توجيهها الوجهة السليمة؛ فهو صادق في ادعائه؛ حيث يستطيع أن يصادر الأفكار السلبية، بل ويخلص نفسه من الصراعات، التي تحدثها تباينات المواقف؛ فيجد المُبرِّر الداعم لذلك، وهنا تبدو الفرصة سانحة للفكرة الملهمة، التي تصبح مفعمة بالتفاؤل، ومكسوة بالأمل، والرجاء الذي لا ينقطع، وهذا يشكل عين الرضا واليقين في آن واحد.
الحالة النفسية للإنسان في ثيابها السوية، لا تفارق مكنونه وكيانه تلك الإيجابية التي نؤكد على مقوماتها؛ فهي سبيل لدحر المخاوف، وهي طريق آمن لتحقيق الرغبات المشروعة، وبوابة للنظر تجاه الحياة الصحية، التي نرصدها في عافية الأبدان، وخلو الأذهان من شوائب الفكر المشوب، ورقي الوجدان بطيف ثمار القيم النبيلة، التي تعزِّز من محبَّة الآخرين، وتؤكد ماهية الولاء والانتماء، اللتان لا ينفكان عن حضن هذا الوطن.
تجديد الحياة، يعني امتلاك تفكير إيجابي، يشبع الوجدان بمشاعر الثبات، ويقوي العزيمة، ويعزز الإرادة، ويعمق الأفهام؛ فتصبح مدركة للتفاصيل المهمة التي تخلق مزيدًا من الأفكار الثرية، بما يصقل الخبرة في تنوعاتها؛ فتبدو الإنتاجية المنشودة حقيقة معاشة فيما بيننا؛ فلا يتسرب لدينا اليأس، مهما زادت وتيرة الصعاب؛ فقد امتلكنا ما من شأنه، يشكل سياجًا واقيًا من شرور الأفكار غير السوية، أو السلبية على حد سواء.
إذا ما أردنا أن نصل لمستويات طيبة من الصحة النفسية؛ فعلينا بالأفكار الإيجابية؛ فهي أداة بناء للإنسان دون مبالغة، كما أنها ميزان العقل، وتوازن البنيان، وبناء على ذلك ندعو الجميع أن يتحرَّر من عبودية الأفكار السلبية، وينطلق نحو التفكير الإيجابي؛ ليصبح عطاء الفرد مستدامًا، ووصاله حميدًا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة