.. أتابع خطابات "الرئيس السيسي" على الدوام ، أستمع لكلماته بإنصاتِاً تام وبإستمرار ، أتفهم مغزى الجُمل والتعبيرات فى كل الخطابات .. لا أترُك خطاباً لفخامة الرئيس السيسي _ خاصة فى المناسبات الوطنية _ إلا وأُدَقق فى معانيه وعباراته .. ومنذ فترة _ ليست بالقصيرة _ وأنا ألمح الرئيس السيسي _ كعادته _ وهو يوجه مدحاً مباشراً للمصريين على وعيهم الواضح الذي يظهر عليهم مع كل محنة وشِدة يمر بها الوطن ، ويوجه الرئيس السيسي الشُكر للمصريين على إدراكهم وصمودهم أمام المخاطر التي تحيط بنا من كل جانب
.. لذلك فإنني أري أن هناك حتمية لكى نكون نحن المصريون علي قلب رجُل واحد لكي نُشكِل ( "جبهة داخلية" قوية ) قادرة على التصدي للمخاطر ، ( "جبهة داخلية" واعية ) صلبة فاهمة تطورات الأحداث فى المنطقة وقارئة للمشهد السياسي والإقتصادي بحرفية ، ( جبهة داخلية ) مُتابعة لكل التحالفات الجديدة التى طفت علي السطح خلال الفترة القليلة الماضية
.. وأمس ، توقفت أمام تأكيدات جديدة قالها الرئيس السيسي فى خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء علي ذكاء الشعب المصري حينما قال نصاً ( شعب مصر الكريم لقد أثبتُم برؤيتكم الواعية وإدراككم العميق لحجم التحديات التى تواجه "مصر" والمنطقة أنكم "جبهة داخلية متماسكة" عصية على التلاعب والتأثير وأن الوطن فى أيديكم _ وبوعيكم وفطنتكم _ محفوظ إلى يوم الدين )
.. بالتأكيد ، فإن المخاطر جَمَة ، والمصالح تتصالح ، والصراعات تتزايد ، والمخططات تنهال علينا تلو الأخري تِباعاً ، والمُغرضون ينتظرون أي فخ لكي نسقط فيه ومستمرون فى نصب السيرك لنا .. لكن عظمة المصريين ليس جديدة عليهم وليست دخيلة عليهم بل توارثوها وترسخت بداخلهم ، حب المصريين لوطنهم ليست محل شك وما أكثر التضحيات التى يدفعونها فداءاً لوطنهم _ ومازالوا _ وبلا حدود
.. إذن ( الجبهة الداخلية ) مُتماسكة ، وهذا نقوله لأننا نراه علي أرض الواقع ، وشعبناً يضرب أروع الأمثلة يومياً ويُقدِم نموذجاً مثالياً ويؤكد للجميع بأنه شعب يقف معاً خلف القائد عبدالفتاح السيسي مُناصراً له ، داعماً له ، مُؤيداً له ، واثقاً فيه ، داعياً المولي _ عزوجل _ بأن يُسدد خُطاه لما فيه خيراً لنا وللوطن
.. وعندما تَشَكل "حزب الجبهة الوطنية" غمرتني السعادة لأننا أصبحنا _ عن جد _ ( "جبهة وطنية" قولاً وفعلاً وحزباً ) ، هُنا _ تحديداً _ أدركت أننا أمام مجموعة مُخلصة من المصريين الذين أرادوا العمل علي تثبيت وتوحيد الصف الوطني فى جبهة وطنية مصرية خالصة تعمل لصالح الوطن فقط وتساند مسيرة الوطن نحو البناء وتحافظ علي سفينة الوطن فى ظل أمواجاً عاتية تمر بها منذ فترة وزادت هذه الأمواج وأصبحت أشد ضراوة خلال الفترة الأخيرة
.. تماسك الجبهة الوطنية المصرية لم يأت من فراغ ، بل أتي من توافق وجهات النظر الشعبية مع وجهات نظر القائد عبدالفتاح السيسي فى معظم القضايا التى تهم الوطن ومنها ( قضية الحفاظ علي الوطن ومجابهة الإرهاب _ قضية البناء والتنمية _ قضية الإصلاح السياسي والإقتصادي _ قضية تعمير سيناء _ رفض تهجير الأشقاء الفلسطينيين خارج أراضيهم ) .. نعم كانت إرادة الرئيس السيسي متوافقة مع إرادة الشعب المصري من ضرورة هزيمة الإرهاب وتطهير أراضينا من المتطرفين الخونة أهل الشر ، نعم كانت إرادة الرئيس السيسي متوافقة مع إرادة الشعب المصري من ضرورة بناء مستقبل مُشرق لشبابنا وأبناءنا ولذلك تم تحقيق معدلات تنمية غير مسبوقة وعمت التنمية والتطوير كل قطاعات الدولة من زراعة وصناعة ونقل وكهرباء وإتصالات وإسكان وإنتهت العشوائيات بلا رجعة ، نعم حدث إصلاح سياسي فى مصر وسار فى نفس التوقيت مع الإصلاح الإقتصادي وتم تدشين عدالة إجتماعية نفتخر بها ، نعم تم تنمية سيناء وأنفقت الدولة ( ٦٨٠ ) مليار جنيه على مشروعات البنية الأساسية بها وكان هذا حلماً بعيد المنال لكنه تحقق وهذا يعتبر مطلباً شعبياً وجاء متوافقاً مع إرادة القيادة السياسية ، نعم رفض الشعب المصري تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم وكانت هذا هو رأي الرئيس السيسي أيضاً
.. "جبهة داخلية مُتماسكة" هذه أهم ميزة نصف به حال "مصر" الآن ، الأمن والإستقرار الذي تنعم به مصر ملموس للجميع ، خطوات المفاوض المصري لمساندة الأشقاء فى قطاع غزة يشيد بها الجميع ، معدلات النمو مُرضية ، الإحتياطي النقدي يتزايد ، التضخم يتناقص ، تحويلات المصريين بالخارج فى إزدياد واضح ، مؤشر التصدير فى صعود .. كل هذا يدعونا للفخر ، فخر مصحوباً بِحرص شديد وإيمان قوى بأن القادم أفضل _ بإذن الله _ ما دامت ( الجبهة الداخلية ) مُتماسكة ومُتوافقة مع الرئيس السيسي رُبان سفينة الوطن