سليم والنظارة العجيبة.. قصة جديدة لـ نورا طارق

السبت، 26 أبريل 2025 05:27 م
سليم والنظارة العجيبة.. قصة جديدة لـ نورا طارق نورا طارق

استيقظ الطفل سليم التلميذ بالصف الخامس الابتدائى من نومه مبكراً ليستعد لتحضير أدواته المدرسية ويضعها في حقيبته، وأول ما حرص على تحضيره هو كتاب مادة العلوم تلك المادة المفضلة لديه وذلك لحلمه فى أن يصبح فى المستقبل عالم كبير وصاحب اختراعات عالمية ويمثل مصر بلده فى المحافل العلمية المختلفة، وقد شعر والداه بموهبته منذ صغره حتى إنهما أهتما به وزوده والده بالكتب العلمية المختلفة ووالدته زينت له غرفته بصور أبرز الاختراعات العلمية وكبار العلماء مثل الدكتور أحمد زويل حتى تحفزه .

وبينما يحضر الطفل سليم صاحب بشرة قمحى وقصير القامة ويرتدى نظارة طبية ونحيل الجسم حقيبته نادته والدته ليتناول معها وجبة الإفطار قبل أن يذهب إلى المدرسة، فأسرع ملبياً ندائها وجلس معها على طاولة الطعام ويتحدث معها عن إختراعه الذى يسعى لتنفيذه حيث قال لها :" بحلم يا أمى أخلص تصميم النظارة في أسرع وقت"، لتقول له والدته:" نظارة!.. مقولتليش عليها قبل كده.. بتعمل إيه النظارة دى؟".


ليرد عليها سليم :" النظارة بتخلى أي حد يلبسها يشوف العالم من وجهة نظره هو يعنى لو عايز يشوف برج إيفل في آخر الشارع هيشوفوه، واستاذه حسين مدرس العلوم مشجعنى عليه ودايماً بيوفرلى كل حاجة محتاجها".

ابتسمت والدته له وقالت:" انا واثقة فيك ياسليم.. انت شاطر وهتقدر تحقق اللى نفسك فيه.. بس بشرط لازم توفق بين دراستك وإختراعك عشان تنجح بتفوق زى كل سنة"، فما كان من سليم إلا إنه كان يعدها بتحقيق ذلك قائلاً :" أوعدك ياماما انتى وبابا ان اختراع النظارة مش هيعطلنى عن المذاكرة وهنجح بتفوق زى كل سنة".

لكن أصدقاء سليم وهما رامز ومراد كانا يعتقدان أن اختراع سليم مجرد حلم فى خياله لن يتحقق فى الواقع ودائماً ما ينصحونه باللعب معهما بدلاً من إهدار إجازته فى اختراع النظارة، فكانا يقولان له:" نظارة إيه اللى بضيع وقتك فيها دى.. تعالى العب معانا كرة "، لكن كان سليم يرفض دائماً أن يهدر وقت إجازته فى شىء آخر غير المذاكرة أو اختراع نظارته.

وبعد مرور أكثر من شهرين استطاع سليم أن يحقق المعجزة واخترع النظارة وجربها بنفسه وبدأ يرى العالم كما يحب أن يراه وارتداها فى غرفته وبدأ يرى مجموعة من الجوائز العلمية باسمه والتى حصل عليها من كبرى المراكز العلمية الدولية وآخرهم جائزة نوبل وعدد من الصور له مع الشخصيات الشهيرة فى المجالات العلمية ونظر من النافذة وجد الشارع نظيف كما كان يتمنى والجيران يحرصون على إلقاء القمامة فى الصناديق وخرج من غرفته وجد بيته كما هو وذلك لأن سليم لم يرغب فى تغيير منزله يوماً، وفرح بنجاح إختراعه وكانت السعادة تملأ قلبه قائلاً :" الحمد لله.. آخيراً حلمى اتحقق ونجحت واخترعت النظارة اروح بقى افرح ماما وبابا".

واسرع سليم إلى والديه وهو سعيد بنجاح إختراعه ولم يصدق والديه ذلك إلا عندما ارتدوا النظارة فقالت له والدته:" إحنا فخورين بيك ياحبيبى.. وكنا عارفين إنك ولد شاطر ومجتهد وعشان كده لازم تقدم إختراعك فى المسابقة العلمية التابعة للمدرسة".

وقدم سليم الاختراع فى المسابقة العلمية فى المدرسة وفاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية وكرم من المدرسة واعتذر اصدقائه له عن عدم تشجيعهما له واخذوا يرتديان النظارة كلما ذهبوا إلى بيت سليم الذى احتفظ بها فى منزله.

وتحدثت الصحف المحلية والدولية عن اختراع سليم وعلمت عصابة شريرة هدفها تزييف الوعى من خلال نشر الأكاذيب باختراع سليم، وسرعان ماتواصلوا مع والدى سليم تليفونياً لإقناعهما بشراء النظارة بأى ثمن حيث قالوا لهما:" احنا أكبر عصابة لتزييف الوعى فى العالم كله وعايزين نشترى النظارة بأى ثمن تطلبوه.. قولتوا إيه".


فما كان رد والدى سليم إلا الرفض حيث قالوا :" استحالة نبيع النظارة ليكم بأى ثمن.. النظارة هتفضل فى مصر وبلدنا هتستفيد بيها فى الخير مش فى الشر.. طلبكم مرفوض"، ثم أغلقوا معهم الهاتف.

وبعدما فشلت محاولات العصابة الشريرة المعروفة باسم "Delete" ويرأسها رجل يدعى" نمرود " الذى على استعداد أن يفعل أى شىء مقابل المال، من إقناع والدى سليم من شراء النظارة قرر أن يسرقها منهم وبالفعل تسلل أحدهما مرتدى بدلة سوداء وقناع اسود وسرق النظارة من غرفة سليم وهو نائم فى منتصف الليل.

وعلم سليم باختفاء نظارته فى الصباح وذهب لوالديه يسألها عنها قائلاً :" بابا.. ماما.. ماشوفتوش نظارتى.. انا مش لاقيها "، فرد والده:" ماتخافش ياحبيبى أكيد موجودة فى البيت تعالى ندور عليها"، واخذوا يبحثوا عنها فى أرجاء المنزل دون جدوى حتى فكروا إن نمرود هو من أخذ النظارة وذهبوا إلى استاذ حسين وحكوا له حكاية مساومة عصابة نمرود لهم وأشار إليهم بأن هذه العصابة خطيرة هدفها تزييف العقول وسوف تستخدم النظارة استخدام سىء للغاية ويجب التحرك على الفور لاستردادها وذلك من خلال الاتجاه أولاً لقسم الشرطة للإبلاغ عن السرقة، وقابلوا الضابط أمين المصرى الذى طمئنهم قائلاً :" ماتخافوش إحنا عارفين عصابة نمرود وبنراقبهم من زمان وهنقبض عليهم وماتخافش ياسليم نظارتك هترجعلك".

وخلال توجه عائلة سليم والاستاذ حسين للإبلاغ عن سرقة النظارة كان نمرود وعصابته يحتفلون بسرقة النظارة وسأل أحد أفراد العصابة ماذا سوف يفعلون بالنظارة فأجابهم نمرود وهو يضحك ضحكته الشريرة "ها ها ها.. هنعمل بيها إيه ده .. ده سؤال طبعاً هنعرف طريقة تصنيعها ونعمل نسخ منها وننزل عليها برامج متطورة ونستخدمها فى حاجات كتير زى تزييف الحضارات نقدر بكده نساعد الافروسنتريك فى أكاذيبهم وشوف بقى دول ممكن يدفعوا قد إيه" و رد عليه أحد أفراد عصابته ضاحكاً  ضحكة شريرة"عندك حق يانمرود"، وفى خلال احتفالهما دخل عليهم مجموعة من الشرطة المصرية البواسل وقال الضابط أمين المصرى " مش هتلحق يانمرود"، والقى القبض عليهم ودخل السجن جميع افراد العصابة.

ونصح الشرطى عائلة سليم بتسليم النظارة للجهات المختصة حتى لا تستخدم بطريقة سيئة وبالفعل ذهبت العائلة وسلمتها لوزارة البحث العلمي والتعليم العالي، وشعر سليم بالسعادة والفخر بإختراعه فقال :" أخيراً نظارتى راحت مكانها الصحيح وهو لخدمة بلدى مصر".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب