أكرم القصاص

43 عاما.. سيناء التنمية الخضراء والردع بخطوط حمراء

الجمعة، 25 أبريل 2025 10:00 ص


جاءت الذكرى الـ43 لتحرير سيناء وسط تحديات مختلفة بدرجات مع «7 أكتوبر» ولم تتوقف، وتصدت مصر على مدى 17 شهرا لكل التحولات والتحديات التى أنتجتها الحرب وعلى رأسها محاولات تمرير تهجير سكان غزة وواجهت مصر كل هذا بوضوح وحسم وقدرات على الردع والتعامل مع تلميحات أو تهديدات، والواقع أن وصول مصر إلى هذه النقطة استلزم الكثير من التحركات طوال أكثر من عشر سنوات تصدت مصر خلالها لإرهاب فكك دولا من حولنا ويبدو الآن أنه كان جزءا من مخططات تمرير التهجير بانتزاع أراض من سيناء يتم عليها رفع العلم الأسود لكن القوات المسلحة المصرية تصدت للإرهاب منتبهة لهذه الأهداف وفوتت الفرصة، ومثلما عبر أبطالنا القناة وحطموا خط بارليف عام 1973، فقد واجهوا الإرهاب وطورت قواتنا المسلحة من تكتيكات وطرق مواجهة هجمات الجرذان التى تختلف عن الجيوش النظامية.


واجهت سيناء طوال 8 سنوات إرهابا أسود نجح فى تفكيك واختراق وتدمير دول من حولنا، وظلت سيناء البقعة الوحيدة التى لم ترفع فوقها راية سوداء، لنكتشف أن الإرهاب، وتنظيمات مثل «داعش» لم يكونا منفصلين عن مخططات إقليمية، أظهرتها الحرب الأخيرة فى غزة، خاصة أن «داعش» هو وبقية تنظيمات الإرهاب كانت جزءا من مخطط نشر الفوضى لخدمة مصالح أجهزة التمويل والتخطيط، بهدف تنفيذ مخططات التهجير، وخلال 84 شهرا كانت القوات المسلحة تنفق مليار جنيه كل شهر، والمال هو أقل التضحيات لأن الأغلى هو الدم، 3277 شهيدا وأكثر من 16 ألف مصاب فى مواجهة الإرهاب من الجيش والشرطة وأهالى سيناء، أو هى بطولات وتضحيات لا يجب أن ننساها فى حروب التحرير والعبور، ومواجهة الإرهاب، الذى أصبح من الماضى.


ومثلما كانت الحرب من أجل تحرير سيناء، كذلك الحرب من أجل تطهيرها من الإرهاب، واجبا وطنيا مقدسا، فإن تنمية سيناء وتعميرها هو واجب وطنى مقدس أيضا، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى العام الماضي، مؤكدا أن سيناء لهذا تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة فى الصحة والتعليم والبنية الأساسية وجميع مقومات العمران والصناعة والزراعة، فى «إطار مشروع قومى ضخم يستحق أن يقدم المصريون التضحيات اللازمة من أجل تنفيذه، حماية وصونا لأمن وسلامة الوطن كله».


ظل حلم التنمية فى سيناء قائما، اعتمد عقودا على السياحة، والتى رغم أهميتها تمثل جزءا وتحتاج إلى أن تكون ضمن أجنحة التنمية الأخرى، وبجانب السياحة تم إطلاق التنمية الشاملة منذ 2014، بالأنفاق التى أنهت عزلة سيناء وربطتها أبديا بالوادى والدلتا، وشبكات أنفاق وطرق تحتضن مشروعات عملاقة وأراضى ومدنا، لتصبح معركة تنمية سيناء، بتكلفة تقترب من تريليون جنيه  تضمنت استصلاح وزراعة أكثر من 500 ألف فدان ومدارس، وطرقا، ووحدات صحية، ومحطات تحلية وتنقية وإعادة استخدام المياه، فى العام الماضى دخلت مدينة رفح الجديدة للخدمة وفى نفس الوقت تم تجهيز محطات القطار ليعبر القطار إلى سيناء لأول مرة منذ عقود.

تم استصلاح نحو نصف مليون فدان، مع محطات تنقية وإعادة استخدام المياه، ومحطات تحلية، تضع قاعدة لصناعة وزراعة، ومجتمعات سكنية قوية تستوعب أبناء سيناء وملايين المصريين، مع مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعى، ونصيب كبير من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تبلغ مساحتها الإجمالية 455 كم2، وتكلفة البنية التحتية والاستثمارات داخل المنطقة نحو 18 مليار دولار، وتوفر مشروعات المنطقة 100 ألف فرصة عمل مباشرة.


سيناء كانت دائما سؤالا وإجابة وحلم ممرات التنمية والأمن القومى والجغرافيا والتاريخ، وتعميرها جزء من حلم التنمية وضرورات الأمن القومى، وكشفت الحرب الأخيرة والمستمرة حتى الآن فى غزة، عن بعد نظر الدولة المصرية التى أعلنت موقفها بحسم، وخطوط حمراء ضد التهجير والتصفية وتحمل مسؤولية التصدى لحرب إبادة وحروب أكاذيب، بقوة ردع واضحة تؤكد أن سيناء أرض مصرية دفع المصريون ثمن تحريرها وحمايتها فى 5 حروب كبرى، وحرب شاملة ضد الإرهاب، وتظل مصر فاعلا رئيسا ترفض التهجير وتؤكد أنه لا حل للقضية الفلسطينية سوى إقامة الدولة الفلسطينية، وتتحرك مصر بقوة الجيش المصرى الذى يبقى رقما صعبا فى معادلة التوازن والردع الإقليمى، بشكل واضح.


وفى الذكرى 43 لتحرير سيناء ورفع علم مصر، تواصل الدولة بشكل مستمر حرب التنمية وتواجه تحديات متنوعة، بصبر وعمل وترفع لواء التنمية بخطوط خضراء، تحميها خطوط حمراء.

اليوم السابع
 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة