تعد العلاقات المصرية الفرنسية محورية في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى كل من مصر وفرنسا إلى تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها الإقليم، سواء على مستوى الأمن أو التسوية السياسية في القضية الفلسطينية.
منذ توليه رئاسة مصر، أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامًا خاصًا بالقضية الفلسطينية، حيث عمل على أن تظل فلسطين أولوية في السياسة الخارجية المصرية ولم تقتصر جهود مصر على دعم فلسطين في المحافل الدولية، بل قدمت العديد من المبادرات الدبلوماسية والإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي يواجهها، خصوصًا في ظل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والاعتداءات المستمرة.
وفي هذا الإطار، حرص الرئيس السيسى على التوسط بين حركتي فتح وحماس، خاصة بعد الأزمة الداخلية التى عصفت بالمجلس التشريعي الفلسطيني وكانت مصر قد استضافت العديد من جولات المفاوضات بين الطرفين بهدف تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي طال أمده كما بذل الرئيس السيسي جهودًا كبيرة على الصعيد الدولي لدعم حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك تقديم الدعم الكامل للمبادرات التي تهدف إلى تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية.
هذا وتكتسب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر أهمية خاصة، حيث تأتي في وقت حساس تعيشه المنطقة، وبخاصة في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية وتأزم الوضع في الأراضي الفلسطينية الزيارة كانت بمثابة فرصة لتوسيع التعاون بين مصر وفرنسا في العديد من الملفات، لا سيما في مجالات الاقتصاد والأمن، بالإضافة إلى استمرار الدعم الفرنسي لعملية السلام في الشرق الأوسط.
أثناء الزيارة، عقد الرئيس السيسي وماكرون محادثات موسعة تناولت عدة قضايا، على رأسها التطورات في القضية الفلسطينية أكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين، وشدد على ضرورة تحقيق حل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، في إطار مبادرة السلام العربية، و من جانبه، أكد الرئيس ماكرون على ضرورة دعم المجتمع الدولي للجهود المصرية في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أهمية استمرار الحوار بين الأطراف المعنية.
الزيارة الأخيرة كانت أيضًا فرصة لتبادل الآراء حول كيفية تعزيز دور الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في الدفع نحو حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقد رحب الطرفان بمواصلة العمل معًا في هذا الصدد، وأكدا على ضرورة التنسيق بين باريس والقاهرة في محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
على صعيد آخر، كانت الزيارة فرصة لمناقشة التعاون في مجالات أخرى مثل الاقتصاد والتجارة والتعليم أكد الرئيس السيسي على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ولا سيما في مشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات التي تهدف إلى توسيع التعاون المشترك بين مصر وفرنسا، بما في ذلك في مجالات النقل والطاقة.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها المنطقة، تظل مصر تحت قيادة الرئيس السيسي حريصة على تعزيز دورها كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية والدولية وقد أظهرت زيارة الرئيس ماكرون الأخيرة أهمية التعاون الوثيق بين مصر وفرنسا في مجابهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة في فلسطين.
إن الدور الفاعل الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي في القضية الفلسطينية يعكس التزامًا ثابتًا بمواقفها الثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وفي الوقت نفسه، تسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول أوروبا، وفي مقدمتها فرنسا، لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، وهو ما تجسد فى الزيارة الأخيرة للرئيس ماكرون إلى القاهرة.
في الختام، تظل القضية الفلسطينية في صدارة أولويات السياسة المصرية، وتعمل مصر مع فرنسا وغيرها من القوى الدولية لتحقيق تسوية عادلة تنهي الصراع في المنطقة.