تمد الكنائس يد العون لمن هجروا ديارهم بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة، وتساعد اللاجئين، وتقدم لهم دعما معنويا وماديا.
ويعتبر دور الكنائس فى دعم قضية المهاجرين يتجاوز مجرد تقديم المساعدات، بل يتضمن جهوداً حثيثة لدمجهم فى المجتمع وتأهيلهم للحياة المستقبلية، ففى مصر تلعب الكنائس المختلفة دوراً محورياً فى هذا الشأن، حيث تقدم خدمات متنوعة تشمل التعليم والتدريب والرعاية الصحية والاجتماعية."
المتحدث الرسمى للكنيسة
وأشار القمص موسى المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى أن مدرسة المجتمع الإفريقى للتعليم الابتدائى والثانوى التى أنشأها البابا تواضروس الثانى عام 2014 هى مدرسة للاجئين السودانيين بالقاهرة، ومنذ إنشائها تستمر المدرسة فى الحصول على دعم من المكتب البابوى للمشروعات، وتعمل على رفع نسبة المتعلمين فى المجتمع الإفريقى اللاجئ بالقاهرة، وبخاصة المجتمع السودانى، وقيادة الشباب والأطفال نحو مستقبل مشرق، وإعدادهم لحياة أفضل، ولها عدد من الأهداف منها تدريس كل المواد المقررة حسب المنهج التعليمى السودانى وتخفيف العبء عن أولياء الأمور لكى يتمكن الطلبة من دخول امتحانات شهادة الأساس والشهادة الثانوية السودانية للالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا، وتهدف أيضًا لإيجاد فرص عمل للشباب والكبار حيث توفر المدرسة فرص عمل لـ18 معلمًا و3 عمال.
وتخرج فى المدرسة منذ تأسيسها 240 طالبًا ويدرس بها حاليًا 360 آخرين فى المراحل التعليمية المختلفة.
الكنيسة الكاثوليكية
وأوضح الأب كيرلس نظيم مسئول مكتب دياكونيا فى الكنيسة الكاثوليكية فى تصريحات خاصة لليوم السابع أنه يوجد فى مصر عدد كبير من اللاجئين ولاحظت الكنيسة وجود صعوبة لديهم فى التعامل مع المجتمع فحاولنا تعليمهم الثقافة المصرية عن طريق كورسات ودمج وسط المجتمع المصرى وتعليمهم اللغة العربية والتاريخ المصرى من خلال بعض الرحلات للأهرامات والمتاحف وتمكين اقتصادى من خلال بعض الحرف حتى يكون لديهم مصدر رزق.
الكنيسة الأسقفية
تعتبر خدمة دعم اللاجئين من أبرز الخدمات التى تقدمها الكنيسة الأسقفية، حيث تخدم الهاربين من الصراعات والحروب فى مناطقهم وأيضا جذب كثير من الشباب والشابات للانخراط فى أنشطة المركز الروحية والاجتماعية.
وبدأت خدمة اللاجئين منذ 30 عاماً، وبدأت بمجموعة من السيدات المصريات تساعد السيدات اللاجئات على توفير حرف لهم يستطيعوا توفير دخل منها، وكان ذلك بمشاركة الكنيسة الأسقفية ومجموعة من المنظمات حتى انفصلت عنهم بعد ذلك.
وحول أبرز الفئات التى تستفيد من هذه الخدمة أوضح أن نصف اللاجئين فى مصر سوريين ولكن الكنيسة الأسقفية تتعامل بشكل أكبر مع الأفارقة، وذلك نظرا لأن السوريين يستطيعون الانخراط بشكل أسرع مع المجتمع، ويعتبر الدعم الأسرى الذى تقدمه الكنيسة فى خدمة اللاجئين جزء للمساعدات الإنسانية مثل الطعام والملابس وأدوات الحماية من فيروس كورونا مثل الماسكات وأدوات التعقيم ومساعدات مالية فى حالة الاحتياج الشديد لها.
وتعمل الكنيسة الأسقفية على رفع كفاءاتهم حيث توفر لهم دورات تعليم اللغات وتدريبات فى السوفت سكيلز، وكذلك أساسيات التعامل الراقى فى المجتمع المصرى، بالإضافة إلى التعرف على مهاراتهم والعمل على تنميتها ومحاولة توفير وظائف لهم فى مختلف الشركات والمصانع وكذلك الأعمال المنزلية، حيث تتلقى الكنيسة برنامج ممول من الأمم المتحدة لصحة اللاجئين الحوامل والمرضى المصابين بمرض السل والمناعة والأطفال الأقل من 5 سنوات.