العيد مناسبة للفرح والسرور والتراحم والتواد، لذا فهو مناسبة عظيمة يحمل رسائل عظيمة، وأعتقد أن من أهم الرسائل أن يعلم عباد الله أن الجزاء من جنس العمل، فمن يعمل خيرا فسيلقي خيرا عاجلا أو آجلا ومن يعمل سوءا فسيلقي سوءا عاجلا أو آجلا، نقول هذا باعتبار أن العيد فرصة عظيمة لصفاء النفوس وإدخال السرور على الأهل والأسرة والمجتمع لكن وفق آداب وضوابط شرعية يجب أن نعلمها جميعا.
وأعتقد أن أهم ضوابط العيد أن تكون الفرحة والاحتفال في إطار من الأخلاق والثوابت الدينية والقيم الأخلاقية، لذلك يجب أن نبعد كل البعد عن الإسراف في الاحتفال من حيث التكاليف أو اتباع مظاهر محرمة دينيا.
ولا ننسى أن العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية ونفسية، حيث تتصافح فيها الأيادى، وتتألف القلوب وتتفادى الأرواح، وتتجلى فيه السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة.
وأخيرا، العيد الفرصة أن يتسارع الناس إلى تبادل التهانى، ويتصالح المتخاصمون، وتنعقد مجالس الحب والتراحم والمودة، وتزول الأحقاد من النفوس، وتتجدّد العلاقات الإنسانية، وتقوى الروابط الاجتماعية، وتنمو القيم الأخلاقية، وتعلو قيمة التآخى والتعاون والبذل والعطاء، والجود والكرم، والتراحم والتعاطف، لتعم فى النهاية فرحتنا بعيدنا.
وكل عام والأمة الإسلامية بخير وفى أمن وأمان وفى نصر وسلام..