أكرم القصاص

الدراما ومعادلات النجاح الجماعى.. أوراق ووجوه ومخرجون

الجمعة، 28 مارس 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيا كانت التفاصيل، فإن موسم الأعمال الدرامية هذا العام، هو موسم جيد جدا من حيث عدد الأعمال الجيدة وباستثناءات بسيطة، وليس انحيازا إلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لكنها نجحت خلال السنوات الأخيرة، فى تقديم نوعيات من الأعمال الدرامية بعضها كاشف عن مواهب شابة فى الكتابة والإخراج وبالطبع التمثيل، لكن أهم درس فى أعمال هذا العام مثلا هو وجود بطولات متنوعة، وانتهاء نموذج النجم الواحد الذى يحصل على كل الميزانية، وأيضا يحصل على كل الأضواء ويظل يمثل ويمثل حتى يقطع نفس الجمهور، وهذا النوع من الممثلين انتهى وعجز عن مغادرة الكاركترات المملة، والحقيقة أن أغلب من كانوا شبابا - سواء أكشن أو كوميديا - استهلكوا مواهبهم على مدى السنين فى أعمال مكررة، مع إصرار على تجاهل الكتابة والإخراج، فسقطوا وانتهى أمرهم، ولم يبق منهم سوى نماذج بقيت مجرد أمثلة على الفشل والغرور، وفشلوا فى تسجيل أسمائهم.

نقول هذا بمناسبة أشكال وموضوعات الدراما خلال السنوات الأخيرة، التى تتضمن بالفعل أعمالا جيدة شكلا وموضوعا، سواء فى المواسم الأخيرة، أو فى هذا الموسم الذى نحن بصدده، ويمثل نقلة فى عدد ومضمون الأعمال الاجتماعية أو التى تعالج مشكلات وأزمات، ومعالجة راقية، تحمل مضمونا واعيا، بفضل منح فرص لعدد من الكتاب الشباب منها «قلبى ومفتاحه» تأليف وإخراج تامر محسن، و«إخواتى» تأليف مهاب طارق، وهو مؤلف «ولاد الشمس»، و«إخواتى» إخراج محمد شاكر خضير.

نحن هنا أمام أعمال تدخل ضمن دراما الطبقة الوسطى بتنوعاتها، أو تعالج عالم الإصلاحية أو دار الأيتام، وبشكل يسلط الضوء على عالم مجهول، وإن كان ثريا، حتى لو سبق تقديمه بأشكال وتفاصيل مختلفة، وفى «ولاد الشمس» ومع نجم كبير مثل محمود حميدة، يواصل شباب مثل طه دسوقى وأحمد مالك، تألقهما، وإن كان الاثنان لم يعودا شبابا، ودخلا فى طور الاحترافية، ونضجا بشكل كبير، مع وجود نقطة مشتركة فى عمل مثل «ولاد الشمس» و«إخواتى»، اللذين كتبهما مهاب طارق، بوعى معين واتجاه يسلط الضوء على عالمين يبدوان مختلفين لكنهما يغوصان فى المجتمع.

ومن بين الأعمال اللافتة هذا العام يأتى «لام شمسية»، من تأليف مريم نعوم وورشة سرد، وإخراج كريم الشناوى، بطولة أمينة خليل، وأحمد السعدنى، ومحمد شاهين، ويسرا اللوزى، وثراء جبيل، وصفاء الطوخى، وبجانب أن العمل يسلط الضوء على مشكلة اجتماعية تتعلق بالأطفال والتحرش بهم، لكنه يعالج الموضوع بدقة ووعى، ويظهر قدرات لممثلين ونجوم كبار مثل محمد شاهين وصفاء الطوخى، وطبعا باقى النجوم، وهنا نعود لفكرة أن هناك مباراة فى التمثيل وبطولة متنوعة، وليس مجرد نجم واحد يقوم بكل الأدوار، أو نجمة تستهلك الوقت والجهد وتفرض ظلها على الجمهور.

ومن بين الأعمال التى تلفت النظر هذا العام مسلسل «قهوة المحطة» وهو أيضا يقدم البطولة الجماعية، ويبرز أبطالا كبارا وشبابا، العمل من تأليف عبدالرحيم كمال، ويضم نجوما منهم رياض الخولى وبيومى فؤاد، وهالة صدقى، وأحمد غزى، وأحمد خالد صالح، ورشدى الشامى، ومن إخراج إسلام خيرى، وهو مخرج برز خلال السنوات الأخيرة بأعمال مهمة، ويقدم فى قهوة المحطة بصمات موهبة كبيرة، مع أداء للنجوم بتنوعاتهم وشخصياتهم.

الشاهد أننا أمام اعمال ومواهب تفتح المجال لمزيد من الأعمال، تبرز شخصيات كتاب ومخرجين وممثلين يقدمون دراما جماعية مثلما هى فى الواقع، وليس مجرد أداء فردى ممل، وفى نفس الوقت تراجعت أو فشلت الأعمال التى تقوم على الأكشن المبالغ فيه، أو تركز على ممثل أو ممثلة كانوا جيدين وأنهوا وجودهم بالإصرار على تصدر العمل كاملا فيسقط ويسقطون معه، وهى دروس يجب أن يتعلم منها كل من يفكر فى الاستمرار، ومع هذا فإن السوق يستوعب أعمالا وأشكالا من الدراما تناسب المنصات، وقلنا من قبل إنه فى كل عصر كانت هناك سينما مقاولات بلا موضوعات أو مضامين، وأخرى كوميدية أو درامية عميقة وقوية، والأمر قد يختلف مع التليفزيون الذى يدخل كل بيت، لكن أيضا من الصعب منع أو مواجهة ما تقدمه المنصات الخارجية إلا من خلال أعمال تحمل علامات الجذب والتشويق والموضوع.

p.8
اليوم السابع
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر


الرجوع الى أعلى الصفحة