استشهد وأصيب العشرات من النازحين الفلسطينيين، الخميس، جراء هجمات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وذلك في اليوم العاشر من استئناف حرب الإبادة على القطاع، وسط استمرار موجة النزوح القسري جراء الغارات الإسرائيلية.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في القطاع شمالي وجنوبي ووسط القطاع، وسط استمرار عمليات القصف ونسف المنازل في شمال بيت لاهيا شمالي القطاع، وبلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس.
وأنذر الاحتلال الإسرائيلي، سكان أحياء في محافظة غزة بإخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها، ضمن إبادة جماعية متواصلة بحق الفلسطينيين للشهر الـ17، بما في ذلك "سكان أحياء الزيتون الغربي والشرقي، وتل الهوا، والبلدة القديمة، والشيخ عجلين، والشيخ، وتوسعة النفوذ والرمال الجنوبي".
وقال المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: "هذا إنذار مسبق وأخير قبل هجوم"، وادعى أن قرار الإخلاء جاء على خلفية إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه إسرائيل، وختم بقوله: "عليكم الانتقال فورا إلى جنوب وادي غزة إلى مراكز الإيواء المعروفة".
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن 142 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنف.
فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 50,208، والإصابات إلى 113,910 منذ 7 أكتوبر 2023.
وأفادت الصحة في غزة، بأن من بين الحصيلة 855 شهيدا، و1,869 مصابا منذ 18 مارس الجاري، مشيرة إلى أن 25 شهيدا ارتقوا، و82 مصابا️ وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت الصحة في غزة أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.
في غزة، تصاعدت حدة التظاهرات التي ينظمها آلاف الفلسطينيين داخل القطاع للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة واستعادة المحتجزين الإسرائيلييين عن طريق التفاوض، فبينما تتواصل الاحتجاجات في غزة ضد حماس وفى إسرائيل ضد نتنياهو، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير هذه الضغوط الداخلية على إنهاء الحرب.
وانطلقت مظاهرات في غزة لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإنهاء الحرب وتنحي حركة حماس عن السلطة في أكبر احتجاج مناهض للحركة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
هذا ودعا المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة، منذر الحايك، حركة حماس إلى "الاستماعِ لصوت الشعب" بتنحيها عن المشهد الحكومى فى قطاع غزة، لتمكين السلطة الوطنية ومنظمة التحرير من القيام بمسؤولياتهما في القطاع.
وانتشرت رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى 9 احتجاجات ضد حماس في أنحاء غزة، حيث قال منظمو الاحتجاجات في الرسالة: "يجب أن تصل أصواتنا إلى كل الذين باعوا دمنا"، وتابعوا: "ليسمعوا صوتكم، وليعلموا أن غزة ليست صامتة، وأن هناك شعبًا لن يقبل بالإبادة".
وتأتي الاحتجاجات بعد أن تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة أكثر من 50 ألفا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، مع عدم وجود نهاية في الأفق.
وتصاعد الغضب الشعبي في قطاع غزة ضد حماس، حيث شهدت عدة مدن مظاهرات تطالبها بالتخلي عن الحكم وإيجاد حل ينهي الحرب المستمرة.
وخرجت مسيرات في بيت لاهيا شمال القطاع وخان يونس جنوبه، حيث هتف المتظاهرون ضد حماس، محملينها جزءًا من المسؤولية عما يجري.
ومع استمرار المظاهرات وتصاعد الغضب الشعبي، تواجه حركة حماس تحديا غير مسبوق في غزة. فالمحتجون يرون أن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم هو انسحاب الحركة من الحكم، بينما تؤكد حماس أنها مستمرة في المقاومة ولن تستجيب لهذه الضغوط.
على جانب آخر، قالت حركة حماس، الخميس، إن استهداف الاحتلال قياداتها والمتحدثين باسمها لن يكسر إرادتها وسيزيد إصرارها مواصلة طريق التحرير.
ونعت حركة حماس في بيان لها المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع الذي ارتقى شهيدًا، فجر الخميس، جرّاء استهدافٍ إسرائيلي مباشرٍ طال الخيمة التي تواجد فيها في مدينة جباليا شمالي قطاع غزة الذي ظل صامدًا فيه منذ بداية العدوان على القطاع حتى استشهاده.
وشددت "حماس" على أن استهداف الاحتلال قيادات الحركة والمتحدثين باسمها لن يكسر إرادتها بل سيزيدها إصرارًا على مواصلة الطريق حتى تحرير الأرض والمقدسات وإنّ دماء الشهداء ستبقى وقودًا وملهمًا للمقاومة حتى النصر.
في الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال، الخميس، أنحاء متفرقة من الضفة، وشنت حملة اعتقالات واسعة، وسط مواجهات أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين.
ففي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة قفين شمالا، وشنت حملة مداهمات لمنازل الفلسطينيين، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عتيل شمال طولكرم، وبحسب مصادر محلية فلسطينية، داهمت محل "فخر الدين للصرافة"، بعد أن حطمت بابه باستخدام آلية عسكرية، ونفذت فيه عمليات تفتيش وتخريب، وألقت منشورات تتضمن قرارا بمنعه من العمل بكل فروعه.
كذلك احتجز جنود الاحتلال عددا من الشبان بالقرب من مبنى البلدية، وأخضعوهم لتحقيقات ميدانية، قبل أن يخلوا سبيلهم.
وفي الخليل، أصيب 3 فتية واعتقل أب وابنته خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمالا.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان، خلال اقتحامها مدينتي رام الله والبيرة وبلدة سلواد شمال شرق رام الله.